ما بين دموع الاشتياق وآلام الفراق والدعوات بالثبات والصبر خلال زيارة مقابرهم، تعيش أسر شهداء الجيش والشرطة في أيام العيد، فبعد أن كان يملاؤن عليهم الحياة ويشاركوهم كل تفاصيلها، فقد جاء يوم العيد وحرموا من وجودهم بينهم فلم يعد سوى الدموع والذكريات ليجلسون معها على أبواب مقابرهم، لعل زيارة لها في العيد تشعرهم ببعض الراحة وتطفئ في القلب نارا لاتهدأ منذ رحيلهم.
الشهيد ماجد عبد الرازق
من أمام قبر الشهيد ماجد عبد الرازق في أول أيام العيد، جلس والداه يقرآن له ما تيسر من القرآن ويبعثان بأشواقهما لروحه التي ظنا أنها تطوف حولهما فرحة بزيارتهما له.
وفي حديث خاص للسيدة حمدية أبو العينين والدة الشهيد ماجد عبد الرازق، قالت: لا أتحمل عدم زيارته في يوم العيد وفي كل جمعة، وأشعر ببعض الراحة عقب زيارة قبره ومناجاته، وذات مرة منعتني ظروف رحلة عمرة من الزيارة فكلفت بها إحدى قريباتي لتقوم بها مكاني، فهذا ما تبقى لنا من قطعة القلب، زيارة لبوابة حديد و جدران توارى خلفها جسده الطاهر.
يذكر أن الشهيد ماجد عبد الرازق معاون مباحث قسم شرطة النزهة، لقى ربه على يد جماعة مسلحة كانت تخطط لعملية إرهابية تستهدف البلاد أثناء تفقده الحالة الأمنية بمحيط القسم.
الشهيد ضياء فتحي
السيدة نجاة الجافي والدة الشهيد ضياء فتحي، جلست أمام قبره في العيد، تمسح دموعها التي تسبقها وتحاول أن تطمئن هي روحه بأنها بخير وعلى يرام، وتمني نفسها بلقاء قريب يجمعها وضي عينها في جنة الرحمن، وتظل تناديه وحشتني يا ضياء اطمن يا حبيبي اقترب معاد اللقاء.
وكان الشهيد ضياء فتحي قد لقي حتفه أثناء محاولة تفكيك عبوة متفجرة وضعها عناصر إرهابية أمام قسم شرطة الطالبية بشارع الهرم، عام في يناير 2015.
_ الشهيد شريف عمر
أما السيدة إيمان غريب والدة الشهيد شريف عمر، ضابط القوات المسلحة، فقد وقفت تتأمل حوش مدفن نجلها الشهيد على أصوات القرآن الكريم، وراحت تسقي زرعه الذي حرصت على أن تغرسه بنفسها في كل زيارة لينمو ويترعرع أمام قبره ويزين ألوانه الخضراء مرقد الشهيد ويبعث في قلبها الراحة والهدوء.
وكان الشهيد شريف عمر ضابط قوات المسلحة استشهد عام 2016، أثناء مداهمة وكر عناصر تكفيرية بشمال سيناء، وبعد تمكنه من القضاء على 25 عنصرا فاضت روحه إلى بارئها حتى ينزل الشهادة.
_ الشهيد كريم فؤاد
ومن خلف بوابة حديدية محكمة الغلق، ووسط الأشجار الخضراء أيضا وقفت السيدة حياة الفؤاد والدة الشهيد كريم فؤاد أبو زامل على قبر شهيدها، وكالعادة تزين ابتسامتها وجهها، وتخفي خلفها وجعا لا يقدر على حمله جبال، لكنها سمات أمهات الشهداء، وكالعادة، رفعت أيديها إلى السماء وأغرقت حبيبها بسيل من الأدعية، راجية الله عز وجل أن تكون من نصيبه، وأن يلهمها الصبر والثبات.
وكان الشهيد كريم فؤاد معاون مباحث مركز شرطة مطاي، استشهد على يد جماعة إرهابية مسلحة في شمال سيناء قبل تحركهم لتنفيذ عملية إرهابية بكميات ضخمة من الأسلحة والذخائر عام 2015.