لم يتبق على انطلاق مدفع الإفطار وأذان المغرب سوى بضع دقائق، بينما يجلس الشاب محمد عبد الفتاح الشهير بـ'موزه'، صاحب الـ30 سنة، أمام منزله بصحبة أصدقائه وجيرانه، يتشاورون في حياتهم المعيشية، بينما الآخرين على وجوههم فرحة الاحتفال بليلة القدر، ولم يكن يعلموا بأنها ستصبح ليلة تتشح بالسواد، حينما مر أحد الأشخاص يستقل سيارة ملاكي، يوجه لـ'موزه' الحديث:' خد بالك انت خبط عربيتي وكسرت المرايا وأنا مش هعديهالك'، ليتطور الأمر بنشوب مشادة كلامية بينهما وتطورت إلى مشاجرة بالأيدي ذبح خلالها المتهم التاجر وطعنه عدة طعنات متفرقة فسقط على الأرض مفارقا للحياة، وألقت مباحث المعصرة القبض على المتهم.
داخل أحد الشوارع التابعة لدائرة قسم شرطة المعصرة، بمحافظة القاهرة، صمت يقطعه أصوات القرآن الكريم من أحد المساجد القريبة من منزله، يجلس أسرته وأقاربه أمام منزل المجنى عليه، متردين الزي الأسود حزنًا على قتل المجني عليه، وأعينهم تفيض من الدمع يتذكرون اللحظات الأخيرة في حياته قائلين:' محمد كان أبن خير، وراح ضحية غدر للمتهم بسبب كان فيه خلافات من 5 سنين وعاوزين يجددوها معانا وكانوا ناويين يقتلوا حد من عيالنا، وأهو عملوها'.
في البداية يروي والد المجني عليه تفاصيل الليلة الحزينة التي عاشها، بعد ذبح نجله على يد عاطل وأشقائه في أحد الشوارع :' أن الواقعة حدثت في تمام الساعة السادسة مساءًا قبيل الإفطار فور مرور المتهم بسيارة وهو يحاول نشوب مشاجرة مع نجلي الأصغر ليجددوا الخلافات السابفة التي اندلعت منذ 5 سنوات، وتم عقد جلسة صلح وذبح كبش(خروف)، احتفالا بالصلح، ونجلي محمد حاول تهدئته وقاله حقك عليا أنا لو كان أخويا خبط عربيتك'.
ويضيف:' فوجئنا بأشقاء المتهم تجمعوا على نجلي وانهالوا عليه بالضرب المبرح، وذبحوه وتعدوا عليها بالاسلحة البيضاء، وكل اللي حصل رصدته كاميرات المراقبة الموجودة في المكان، انا بطالب باعدام المتهم لانه ذبحه وضربه بالكرسي الحديد فوق رأسه، ابني كان بيحاول يهديهم وبيقولهم معلش حقكم عليا وموتوه'.
وتابعت 'أم شيماء' والدة المجني عليه:' انا قلبي اتكسر لما سمعت موت ابني قدام الناس في الشارع، كان أطيب واحد في أولادي، وهو من بادر في السعي بالتصالح مع أسرة المتهم من 5 سنوات لما كان فيه خلاف بينهم، وجددوها بسبب ابني الأصغر خبط عربيتهم، كانوا منتظرين غلطة لينا عشان يموتوا حد من أولادي'.
وتستكمل الأم:'كان نفسي أفرح به، وشوف أولاده، أنا كل يوم بموت من جوايا من حسرتي على أبني، والجيران في الشارع، من الخير الي كان بيعملوا الله يرحمه معاهم الكل حزين علي موته، ابني كان يومها جايب عريس لأحد الفتيات اليتيمات في الشارع وكان بيسعي ليستر هذه البنت، وبيشارك في أعمال الخير دايما'.
تعود تفاصيل الواقعة في يوم الاثنين الموافق 10 من الشهر الحالي، تلقى العميد محمد مجدي، مأمور قسم شرطة المعصرة، إشارة من المستشفي العام باستقبال شخص يدعى 'محمد عبد الفتاح'، 30 سنة، مصاب بعدة طعنات، وتوفي فور دخوله، وبالانتقال والفحص تبين نشوب مشاجرة بين الضحية وآخر وقام بطعنه عدة طعنات بسلاح أبيض وتوفي متأثرا بإصابته البالغة.
وبانتقال قوة من رجال الشرطة إلى موقع الحادث، تبين من خلال التحريات الأولية أن المشاجرة كانت بين تاجر مواشي وشقيقين آخرين، قام الأول على إثرها بطعن الشقيقين بسلاح أبيض، وقبل وصول قوات الشرطة، نقل الأهالى المصابين إلى أقرب مستشفى، لتقديم الإسعافات اللازمة لهما، خاصة وأنهما كانا في حالة حرجة، وهو الأمر الذي اتخذت فيه قوات الأمن الإجراءات القانونية اللازمة، من خلال التحفظ عليهما من أجل سماع أقوالهما بعد تحسن حالتهما الصحية.
كما تمكنت قوات الأمن من خلال تحرياتها من تحديد هوية المتهم، وقامت بإلقاء القبض عليه واقتياده إلى قسم شرطة المعصرة، وواجهته بما توصلت إليه التحريات، من خلال سماع أقوال شهود العيان وتفريغ الكاميرات الموجودة والمحيطة بمكان الواقعة، ليعترف المتهم بأنه من قام بطعن المجني عليهما، بعدما سدد لهما طعنات متفرقة في جسدهما من خلال سلاح أبيض.
وأوضح أن سبب طعن الشقيقين خلاف نشب بينه والمجني عليهما، على مكان لركنة سيارة في الشارع، ليتطور الأمر إلى مشاجرة استخدم فيها المتهم سلاح أبيض وتمكن من طعن المجني عليهما.
وتم تحرير محضر بالواقعة، وأثبت فيه ما توصلت إليه التحريات وأقوال المتهم، وتم إخطار النيابة العامة التي باشرت التحقيق في الواقعة، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت باستكمال التحريات حول الواقعة.