لم يكمل 'أمجد سامي' تعليمه بسبب سوء الحالة المادية التي يعاني منها والديه، فقرر العمل على عربة كبدة بميدان إسكندرية التابع لدائرة قسم شرطة السلام أول بالقاهرة، من أجل توفير لقمة العيش ومساعدة والده في الإنفاق على الأسرة ومتطلباتها، دون أن يعلم أنه سيدفع حياته ثمناً لمروئته وحبه وحسن معاملته بين أهالي المنطقة، حينما طعنه مسجل خطر بضربة قاضية في منطقة الرقبة تسببت في حدوث قطع في وريد مرتبط بالقلب، ما أسفر عن وفاته بعد أقل من 10 دقائق على الجريمة والسبب جردل مياه.
على بعد مسافة 1 كيلو متر، من قسم شرطة السلام أول، وقعت الجريمة الدامية، التي ذاع صيتها وسط السكان أسفل الطريق الدائري بعدما تفاجىء 'أمجد سامي' (المتهم) بنشوب مشاداة كلامية بين المتهم وصديقه الذي يعمل معه على عربية الكبدة، بسبب خلاف على جردل مياه، فتدخل المجني عليه على الفور وقام بفض الخلاف بين الطرفين وقام بمصالحتهما، وبعد عدة دقائق حضر المتهم وقام بصفع 'أمجد' على وجهه، فقام الأخير برد الصفعة له، ليقوم بالإمساك به حتى يتسنى للمتهم مباغت المجني عليه ويطعنه بضربة نافذة في الرقبة تسببت في قطع ورد متصل بالقلب، ليسقط أمجد على الفور غارقًا في دمائه، وتجمع الأهالي وحملوه متوجهين به إلى مستشفى السلام.
ويقول الحج 'سامي' والد المجني عليه (أمجد)، إنه تفاجئ يوم الواقعة بنشوب مشاداة كلامية بين صديقه الذي يعمل معه على عربية الكبدة وبين المتهم بسبب خلاف على جردل مياه، فتدخل المجني عليه على الفور وقام بفض الخلاف بين الطرفين وقام بمصالحتهما، متابعا: 'نجلي يومها كان صائما وذهب إلى المنزل لكي يفطر، وقال لي هخرج على الفرش شوية هشوف العمال وأرجع'.
ويضيف والده: 'عندما سمعت بالواقعة من أحد الأشخاص هرولت مسرعًا نحو مستشفى السلام، فوجدت أهالي المنطقة جميعهم أمام المستشفى، وقتها الدنيا كلها كانت سوداء ولم أدرك ما يحدث حولي، قائلا: 'الحاجة الحلوة اللي في حياتي خلاص راحت كان متحمل مسوؤلية مثل الرجل المتزوج، مكملش تعليمه بسبب الحالة المعيشية الصعبة التي نمر بها، ونفسي أشوف المتهم وهو بيتعدم عشان أعرف أنام، وكان حلمه أن يصبح مطربًا عندما تقدم إلى أكثر من مسابقة غنائية كان من بينهم مسابقة آراب أيدول لتحقيق الحلم وفي الأيام الأخيرة كان يجهز لإصدار أول ألبوماته الغنائية التي سجل بعضًا منها'.
ولفت والد المجني عليه إلى أن يوم الواقعة حتى اللحظة ووالدته لم تتوقف عن البكاء، مشيرا إلى أنها كانت متعلقة به بصورة كبيرة جدًا، وكان هو أيضا متعلقًا بوالدته، متابعا: 'كان يفاجئها في كثير من الأحيان ويأخذها للتنزه، ولم تتخيل والدته أن تكون نهايته بتلك الصورة البشعة ما سبب لها صدمة، مطالبًة بالقصاص من المتهم يرتاح قلبها، ويوم تشييع الجثمان كان هناك المئات من الشباب يودعونه بحزن وأسى، من شدة حبه لهم'.