فاض بها الكيل، لم تعد تحتمل إدمانه ونخوته التي باتت في «الحضيض»، فكل ما يشغل باله هو الكيف، كيف يتحصل عليه؟، وكيف يقضي يومه؟ بدون النظر إلى حرمة بيته أو الحفاظ على أسرته وطفليه، غيبه طريق الإدمان عن الواقع وبات شكله مخيفا، لدرجة حولت الحياة معه إلى شبه مستحيلة، الكلمات السابقة تلخص مأساة 'إيمان' مع زوجها الذي يعيش بلا هدف ولا نخوة ولا كرامة.
تقول 'إيمان'، صاحبة الثلاثين عاما، إنها تزوجت من 'سيد'، بدون رغبة أسرتها، فقد تعلقت به، وخاضت أزمة كبيرة مع أهلها لإتمام الزواج له، غير أنه لم يتذكر كل هذا وتحول لشخص مخيف في كل تصرفاته البذيئة التي لا تصدر من رجل أبدا.
تشرح الزوجة في تصريحات لـ'أهل مصر' موضحة أن 'سيد' تقدم لخطبتها قبل نحو 7 سنوات، ولم تكن أسرتها على توافق مع فكرة زواجها منه، لكنها تمسكت به ووافقت على خطبتها منه، خاصة بعد وفاة أمها، انطلاقا من المثل القائل 'ضل راجل ولا ضل حيطة'.
ارتبطت 'إيمان' بالشاب الذي كان يكبرها بنحو سنتين، على أمل أن يكون سندها في الحياة، بعد وفاة أمها، وزواج أبيها من سيدة أخرى، فلم يعد أحد مهتم بشئونها، أبيها متفرغ لتربية أبنائه من زوجته، وهى وحيدة الفكر والبال، أرادت أن تقتسم أوجاعها مع هذا الشبا الذي توسمت فيه الخير،.
«بعت شوية عفش كانوا في شقة أمي علشان أجهز نفسي»، تقول إيمان، لافتة إلى أن خطيبها لم يكن معه جنيها واحدا، لكنها هى من قامت بتأجير شقة تأويهما، وقامت باقتراض مبالغ مالية من هنا وهناك من أجل فرشها بالأثاث كاملا، رغم أن كل هذا من متطلبات الزوج.
استكملت الزوجة المغلوبة على أمرها، تجهيز الشقة ولم يخطر ببالها يوما أن كل ما ستقوم به سيذهب أدراج الرياح، أتمت «إيمان» زواجها من 'سيد'، وكل حلمها أن ينسيها مرارة الأيام الماضية، غير أنه منذ اليوم الأول، قام بضربها وسبها دون مقدمات، بسبب عدم وجود أموال معه تكفيه لشراء المخدرات.
«الكيف بيذل صاحبه وهو أصبح مذلول فعلا للبرشام والمخدرات اللى بيشربها»، تستعرض الزوجة مأساتها مع زوجها مشيرة إلى أنها تتحمل جزء كبير من كل ما تتعرض له الآن، فهو لم يتحمل المسئولية منذ اليوم الأول من ارتباطهما وخطبتهما، وكانت هى الزوج والزوجة في آن واحد، تسعى لأن يكون لها زوج مثل باقي فتيات جيلها، وتحاول بشتى الطرق تكوين أسرة، غير أنها فشلت في كل هذا.
لم يعد 'سيد' يعي معنى الحياة التي طرأت عليه، لم يصرف جنيها واحدا على البيت، تقول زوجته، والمرارة تبدو عليها، الحزن يلازمها ليل نهار، على الرغم أنها رزقت منه بطفلين، أكبرهما لم تتخط السادسة من عمرها، فتحول زوجها مع الأيام إلى «مدمن بدرجة امتياز»، فنتيجة لعدم وجود دخل لهما، أجبرها على النزول للعمل 'خادمة' في البيوت، من أجل توفير أموال لتدبير نفقات 'البيت والكيف' في آن واحد.
'عملت قرض بستة آلاف جنيه واشتريت له توك توك يشتغل عليه بدل قعدته كده'، توضح الزوجة إلا أنه حوله إلى 'خردة' نتيجة للحوادث التي ارتكبها به، وتابعت 'أصبحت حياتي كالجحيم، وكل أملي أن أربي أطفالي بعيد عنه'.
'بياخد نوع جديد من المخدرات اسمه بودر خلى شكله بقى مخيف'، تقول إيمان، وأكملت مأساتها: 'والله بخاف أبص في وشه'.
لم يكن ما سبق هو مأساة إيمان فحسب، بل أنها باتت لا تأمن على حياتها كأنثى معه، حيث شرحت أنه يقوم بإحضار عدد من أصدقاء السوء والمزاج معه إلى الشقة - التي تدفع هى إيجارها شهريا - وعندما عاتبته على ذلك، رد عليها قائلا ' دول صحابي مكليش دعوة بيهم'، واختتمت الزوجة حديثها 'أروح فين وآجي منين، ده مبقاش راجل ولا عنده ريحة النخوة'.