لم تتخيل الأم أن مرافقة طفلتها الصغيرة لها في جهة عملها بأحد المكاتب في منطقة أوسيم بالجيزة، سيكون سببا في ذهابها إلى 'الشيطان'، استيقظت الأم في الصباح الباكر كعادتها للذهاب إلى مقر عملها، ولم تدر أن هذه المرة ستتعرض خلالها صغيرتها إلى ما يجعلها حديثة وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية، بعدما تحرش بها أحد شياطين الإنس.
'كنت خايفة ليطرد أمي ويقطع عيشها من الشغل'، بررت الطفلة الصغيرة التي عرفت بـ'طفلة أوسيم' أسباب امتناعها عن إبلاغ أسرتها بما تعرضت له من تحرش ومحاولة هتك عرضها على يد صاحب العمل الذي تعمل والدتها عنده، خشية انقطاع رزقها، وأشارت إلى أنها كانت تردد على المكتبة بصحبة والدتها، وفي يوم الحادثة استغل المتهم وجودها بمفردها دقائق معدودة، اقترب منها وتحرش بها، متعمدا ملامسة أجزاء من جسدها.
فيديو قصير، تداوله عدد من رواد 'السوشيال ميديا' ظهر خلاله أحد الأشخاص في العقد الرابع من عمره، يقوم بالتحرش بطفلة، داخل مكتبة بأوسيم، ليتم على أثره توثيق جريمة بشعة تعرضت لها الطفلة الصغيرة.
كيف تحركت الداخلية؟
تحركت الأجهزة الأمنية المختصة وفحصت الفيديو المتداول، وتم تحديد مكان الواقعة والمتهم، انطلقت بعدها قوة من رجال مباحث أوسيم، إلى مكان الواقعة، وتم تحريز مقطع الفيديو الأصلي الذي يظهر فيه المتهم خلال تحرشه بالطفلة الصغيرة.
وفي ذات التوقيت كانت مأمورية أمنية أخرى قد تحركت لحيث مكان اختباء المتهم ونجحت في القبض عليه.
باشرت النيابة العامة بأوسيم، تحقيقاتها في الواقعة، وقالت الطفلة أمام المُحقق في تحقيقات النيابة العامة، إن والدتها، تعمل طرف المتهم بشركة تجارة الهواتف المحمولة، وأنه استغل ترددها صحبة والدتها، واستغل وجودها بمفردها لبضع دقائق، وقام بهتك عرضها داخل مكتبه، وقالت 'خفت يقطع هيش أمي لو قلت لحد'.
اعترف المتهم بارتكابه الواقعة، مضيفا بأنه استدرج المجني عليها الصغيرة أثناء حضورها مع والدتها للعمل بالشركة، وقام بارتكاب فعلته المُجرّمة.
كشفت تحقيقات النيابة العامة، مفاجأت في الواقعة، بعدما تبين أن والدة الطفلة 'ضحية التحرش' صادر ضدها 40 حكمًا قضائيًا ضدها لصالح المتهم، وأنها عجزت عن دفع مبلغ مالي قيمة أجهزة كهربائية قامت بشرائها من المتهم بالتحرش بابنتها، فقدم المتهم بالتحرش الشيكات والإيصالات للجهات القضائية، وأصدرت ضدها الأحكام بموجب الشيكات.
علاقة آثمة بين المتهم ووالدة الضحية
تهديدات عديدة تلقتها والدة الطفلة الصغيرة 'ضحية التحرش'، من قبل المتهم صاحب الـ32 سنة، ما اضطرها للعمل لديه لتحصيل الأقساط والمبالغ المستحقة من الزبائن، غير أنه سرعان ما تطورت علاقتهما سويا، ونشأت علاثة آثمة بين مالك الشركة وتلك السيدة، لاسيما أن له علاقات نسائية متعددة.
ألقت قوة أمنية القبض على والدة الطفلة الصغيرة، واعترفت أنها تعمل لدى المتهم بالتحرش بطفلتها، مقابل 20 جنيهًا في اليوم؛ لكي تتمكن من الإنفاق على ابنتها بعد وفاة زوجها، وأنها قامت بشراء أجهزة كهربائية من المتهم، وعجزت عن سداد القيمة المالية؛ مما دفعه لتقديم الشيكات والإيصالات للمحاكم، وطلب منها العمل لديه بـ20 جنيهًا في اليوم مقابل عدم الإبلاغ عنها وتسديد قيمة المديوينات، وفوجئت بأنه يتحرش بإبنتها مستغلًا غيابها أثناء جمعها الإيراد والايصالات من عملاء مكتب المتهم.