أربعة أيام مرت على مشاجرة المرج العنيفة التي خلفت ورائها قتيل وعدد من المصابين، وهو الحادث الذي عرف إعلاميا بـ«معركة المرج»، ولا يزال سكان المرج يتناقلون أخبار الحادث البشع الذي تسبب في تحويل المنطقة الشعبية إلى ثكنة عسكرية، إذ لا تزال تشكيلات الأمن المركزي تحاصر منازل العائلتين المتشاجرتين، خشية تجدد أحداث العنف العصيبة مرة ثانية.
بعد الحديث عن وقوع نحو ثلاثة قتلى في الحادث، أنهى مكتب النائب العام الجدل الدائر حول وفيات ومصابي الحادث، وكذلك أوضح السبب الرئيسي في اندلاع الحادث من الأساس.
سبب المعركة الدامية
ذكرت النيابة العامة في بيان رسمي لها، أن السبب وراء المشاجرة التي وقعت في منطقة المرج الأربعاء الماضي، هو معاتبة واحد من الطائفتين شخصًا من الأخرى لتعرضه لسيدة من ذويه، وإخفاق محاولات الصُّلح بين الطائفتين، فقامتْ إحداهما بإعداد الأسلحة النارية والبيضاء للتعدي على الأخرى وقتل مَن فيها.
وأسفر الشجار بحسب البيان الرسمي، عن وفاة شخص وإصابة آخرين، فيما انتقل فريق من النيابة العامة لمعاينة مسرح الحادث فتبين إتلاف كافَّة محتويات حانوتين خاصَّين ببعض المتهمين، وعثر على آثار إطلاق أعيرة نارية بجدران الأبنية والحوانيت المحيطة، وحجارة ملقاة بالشارع محل وقوع المشاجرة، وناظرت النيابة العامة جثمان المتوفى فتبينت إصابته بالعنق من عيار ناري.
واستمعت النيابة العامة لعدد من شهود الواقعة، واستجوبت ستة متهمين من الطائفة المعتدية أُلقي القبض عليهم فنفوا مَن ضُبطَ منهم بالأسلحة النارية حيازتَهم لها.
وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين المضبوطين احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وأمرت بضبط المتهمين الهاربين لاستجوابهم، وطلبت تسجيلات آلات المراقبة المثبتة بمحطة مترو المرج لمشاهدتها.
حقيقة الحادث
من جانبه نفى مصدر أمني صحة ما تم تداوله من ادعاءات على أحد الحسابات الشخصية على موقع 'فيسبوك' بشأن وفاة 6 أشخاص وإصابة 3 آخرين خلال مشاجرة بين عائلتين بدائرة قسم شرطة المرج، وعدم تواجد الأمن بالمنطقة محل الواقعة، وأن أحد أطراف المشاجرة تم التعدى عليه ووفاته في وجود الأمن.
وأكد المصدر أن ما تم تداوله فى هذا الصدد عارٍ تماماً من الصحة، وتم تحديد القائمة على الحساب المشار إليه وضبطها، وبمواجهتها أقرت بنقلها الأخبار المتداولة فى المنطقة محل سكنها دون العلم بصحتها من عدمه.
كردون أمني
هدوء حذر لدقائق معدودة بعد إصابة صاحب المحل، قبل حضور أشقائه وبحوزتهم أسلحة نارية، اضطر البائع إلى الاستعانة بمجموعة من أنصاره هو الآخر، ودخل الطرفان في معركة دامية لمدة ساعتين، سقط فيها 'حسين السميطي' قتيلا وأصيب آخرون بإصابات بالغة.ضبطت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، على مدار الأيام الثلاثة الماضية، 20 متهما من طرفي المشاجرة، وفرضت قوات الأمن كردونا أمنيا، في محيط الحادث، وذكرت التحريات أن المشاجرة نشبت بين صاحب محل وأحد البائعين بسبب قيام الأخير بالفرش أمام المحل وتطورت لمشاجرة استعان فيها كل منهم بأقاربه وأنصاره ودارت مشاجرة عنيفة بالأسلحة النارية والبيضاء، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 5 من الطرفين.
إطلاق نار عشوائي
وذكرت التحريات أن المتهمين أحدثوا حالة من الهرج بالمنطقة، وأطلقوا النار بشكل عشوائي مما تسبب في ذعر بين الأهالي، ونجحت أجهزة الأمن فى القبض على 20 من المتهمين .
فيما صرحت النيابة العامة بدفن جثة المتوفي، حسين السميطي، بعد الانتهاء من تقرير الصفة التشريحية.
كما انتقلت إلى المستشفى للاستماع إلى أقوال المصابين، خلال المشاجرة، ومن المقرر أن تستمع لأقوال شهود الواقعة والتحفظ على الأسلحة والمضبوطات التي تم استخدامها في المشاجرة وإرسالها للمعمل الجنائي لفحصها.