كان سند لأسرة بأكملها.. حكاية "هشام" شهيد لقمة العيش في المقطم

هشام- المجني عليه
هشام- المجني عليه
كتب : حسن سمير

قبل عدة أشهر ترك 'هشام زكي عبدالحميد'صاحب الـ21 عامًا والده المريض، وشقيقه مريض القلب بقرية 'برطباط'، بمركز شرطة مغاغة التابعة لمحافظة المنيا، ليقرر السفر إلى محافظة القاهرة، للعمل على 'توك توك'، لينفق على أسرته الفقيرة أملا في إيجاد حياة كريمة وتوفير علاج والده، ولكن لم يعلم أن القدر كان يخبئ له هذه النهاية المأساوية على يد أحد 'البلطجية' دفاعا عن رزقه، ليصبح ضحية قيام مجهولين بإنهاء حياته أثناء محاولته الدفاع عن 'التوك توك' الخاص به، الذي يعمل عليه في منطقة المقطم بمحافظة القاهرة لسرقته بالإكراه.

يوم الواقعة

في منتصف أول أمس الثلاثاء غادر 'هشام' المكان الذى ينام فيه، برفقته التوك توك كالمعتاد، ليبحث عن الركاب، طلب منه مجهولين توصيلهم إلى مكان ما، وعرضوا عليه مبلغا ماليا يفوق ما يتقاضاه، ليفرح 'هشام' بالمبلغ الذي لم يتوقع الحصول عليه، ووافق على توصيلهم، رغم أنه لا يغادر المنطقة الذي يتواجد فيها إلا مضطرا، وكانت تلك الرحلة بمثابة التوصيلة الأخيرة التي سيجريها، قبل أن يتم الغدر به، وإنهاء حياته على يد هؤلاء الخارجين على القانون لسرقته.

هشام- المجني عليه

كان سند لأسرة بأكملها

'الشاب ملامحه ملامح أطفال'.. هكذا وصف 'محمد حسين' صديقه هشام بعدما سمع خبر مقتله بسلاح أبيض على يد لصوص، خططوا لإنهاء حياته لسرقة مركبته الخاص به (التوك توك)، وأضاف صديقه: 'هشام شاب قبل أوانه بص في يوم حواليه لقى أبوه الشقيان كبر في السن ومعدش قادر يشتغل، وأخوه الكبير عنده مشاكل في القلب بيتعالج منها.. شال الشيلة واتغرب عن قريتنا في المنيا وراح «القاهرة»، اللي ربنا جعل لها من اسمها نصيب واللي مجموعة من شبابها، قرروا يقهروا قلوب قرية بأكملها على ابنهم هشام'.

اشترى توك توك بالقسط واشتغل عليه

ويضيف صديقه: 'هشام راح اشترى توك توك بالقسط واشتغل عليه في منطقة المقطم، ومن عائد شغله البسيط بدأ يسد أقساطه من ناحية ويبعت لوالده يمشّي أمور البيت من ناحية تانية، وباللي يفيض بيدفع أكل وشرب وأجرة سكنه البسيط، واللي كانت نومته فيه عبارة عن فرشة على البلاط وبطانية تحت دماغه.. كل شباب القرية اللي من سن هشام وأكبر منه بيحكوا ويتحاكوا عن مواقف رجولته، وأنه ازاي رغم صغر سنه كان راجل وابن بلد بمعنى الكلمة، وبيحبه الصغير والكبير'.

لحظة تشييع جثمان المجني عليه

النقاء والرجولة والكفاح

وتابع صديقه: 'كل هذا النقاء والرجولة والكفاح، قرر مجموعة من كلاب السكك وقطاعين الأرزاق والشمامين كتابة نهايته لما طلعوا عليه وهو راجع من شغله، وضربوه ضرب مبرح علشان يثبتوه وياخدوا التوك توك مصدر أكل عيش أسرتهم الوحيد، وفي مقابل كل قبضه حاول هشام بيها عدم التفريط في التوكتوك، كان جسمه النحيل بيتلقى لكمات وطعنات من الظلمة عديمي الشرف، علشان ياخدوا التوكتوك ويموتوه ويسيبوا لأسرته ولأهل بلده الحزن والقهرة.. مهما حاولت أعبر بكلمات عن الحزن الكامن في قلوب الناس في قريتنا من الحادثة البشعة دي مش هعرف'.

وطالب صديق 'هشام' شهيد لقمة العيش، الأجهزة الأمنية بسرعة القبض على هؤلاء اللصوص، وتقديمهم للعدالة، حتى يتم محاسبتهم، وينالوا العقاب الرادع على جريمتهم النكراء.تفاصيل الواقعة

وترجع تفاصيل الواقعة، عندما تلقى مأمور قسم شرطة المقطم بلاغًا بالعثور على سائق توك توك، مذبوحًا بدائرة القسم، وبالانتقال تبين العثور على جثة شخص يدعى «هشام زكي عبد الجيد» في العقد الثاني من العمر، سائق توك توك، يرتدي كامل ملابسه، وبالفحص تبين إصابته بجرح ذبحي بالرقبة، كما تبين عدم وجود مركبة التوك التوك التي يعمل عليها.

البحث عن لقمة العيش

وكشفت التحريات، أن المجني عليه مقيم في قرية 'برطباط' التابعة لمركز مغاغة بالمنيا، وأنه متواجد في المقطم؛ للعمل بحثا عن «لقمة العيش، وتحفظت الأجهزة الأمنية على كاميرات المراقبة بالمنطقة؛ لتفريغها في محاولة للوصول للجناة، كما تم رفع البصمات من مسرح الجريمة الذي شهد ارتكاب الواقعة، واستدعاء بعض سائقي المركبات «توك توك»؛ لسماع أقوالهم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً