اعلان

«بتشتم أمي ليه».. حكاية مقتل عامل على يد شقيقين في إمبابة بسبب لمبة (صور)

المجني عليه
المجني عليه
كتب : رجب يونس

داخل حاره ضيقة، وجوه يكسوها الحزن، وأُناس يجلسون أمام أحد المنازل، في المقابل نساء يرتدون ملابس سوداء تتوسطهما سيدة يبدو على وجهها الحزن الشديد، ودموعًا لم تتوقف تتساقط على وجهها الشاحب، وبصوت متوجع تهمس والدة «فراج سراج»، الضحية الذي قُتل غدرًا على يد شقيقين دفاعًا عن ولدته ' ابني كان في حاله وبيجري على أكل عيشوا.. ابني مش بتاع مشاكل'..

مشهدًا سيظلُ عالقًا في ذاكرة الأم حتى آخر عمرها، خاصة أنها شاهدت اللحظات الأخيرة في حياة نجلها الذي قتل أمام أعينها، بسبب قيام نجلها بمعاتبة المتهمين على سبها بعدما أطفاءة الإنارة أمام المحل الخاص بها، فذهب المجني عليه لمعاتبتهم: «ليه بتشتم أمي يامحمد إنت وخوك؟»، لم يجد المجني عليه ردًا من المتهمين إلا أن أحدهم استل سلاحًا أبيضًا من طيات ملابسه وطعنه بطعنه نافذه في البطن ولفظ أنفاسه الأخيرة عقب وصوله للمستشفى.

«أهل مصر» التقت بوالدة المجني عليه «فراج سراج»، صاحب الـ33 ربيعًا من عمره، لتروي تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة نجلها، قائله: « يوم الحادث كانت أجلس داخل محل بقاله الذي استأجرته من صاحب العقار، وبعد غروب شمس يوم الأحد الماضي تحديدًا في أذان المغرب، قامت بإطفاء اللمبة المتواجدة أمام المحل الخاص بها لمنع تجمع الناموس أمامه، فقام أحد المتهمين بسبها بألفاظ خارجه، والتزمت الصمت رغم سبها حتى لا يعلم نجلها الذي كان يتحدث مع زوجته في الهاتف أثناء سب المتهم لها، فسمع المتهم وهو يسبها قائلا لزوجته: «هو في إيه مين بيشتم أمي اوعي يكون الواد محمد حسين»، فأخبرته الزوجة بما حدث مع والدته ليرد عليها قائلا: «أنا جاي في الطريق وهشوف الموضوع ده».

وأضافت والدة المجني عليه: «عندما عاد المجني عليه من عمله، خاصة أنه يعمل في إحدى المستشفيات الخاصة بمنطقة الدقي، ذهب المتهم الرئيسى ويدعى «محمد حسين»، 17 عامًا وشقيقه الأخر، لمعاتبتهما على فعلتهم بسب والدته قائلًا: «دي ست كبيره زي أمكم تعملوا فيها كدا ليه.. وإحنا جيران من زمان الحيط في الحيط»، ليرد والد المتهمين بتحريضهم على المجني عليه وقتله فانقض عليه المتهمين بالضرب والسب حتى أخرج أحدهما سلاحًا أبيضًا «مطواه» من طيات ملابسه وطعنه بطعنه نافذة في الجانب الأيسر حتى سقط مغشيًا عليه، وحاول شقيقه الأصغر انقاذه فحمله داخل 'توك توك' لكنه فارق الحياة داخل المستشفى».

تفاصيل تلك الواقعة كما دونتها سجلات ضباط مباحث قسم شرطة إمبابة بمديرية أمن الجيزة، كانت بتلقي رئيس وحدة المباحث، إشارة من المستشفى المركزي تفيد باستقبال فرج سراج حسين»، 33 عامًا، عامل بمعمل تحاليل مقيم بدائرة القسم، مصابا بطعنة نافذة في الصدر ولقي مصرعه فور وصوله المستشفى خلال عمليات إنقاذه.

وبالانتقال والفحص وسؤال والدة المجني عليه أفادت بنشوب مشاجرة بينها وبين عاطلين «محمد. ح»، و «أحمد. ح»، في العقد الثاني من عمرهما، بسبب اطفاءها «لمبه» متواجده أعلي محل تجاري بقاله ملكا لها، وطلب المتهمين إنارة اللمبه إلا أنها رفضت ذلك فتشاجرا معها وعقب انتهاء المشاجرة حضر نجلها المتوفي في محاولة للدفاع عنها ونشبت بينه وبين المتهمين مشاجرة مرة أخري وتعدوا عليه بسلاح أبيض فأردوه قتيلاً غارقاً في دمائه.

وبعمل التحريات تبين صحة ما جاء علي لسان والدة المجني عليه، وبإعداد الأكمنة اللازمة أمكن ضبط المتهمين واقتيادهما الي ديوان القسم وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة علي النحو المشار إليه، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطر مدير أمن الجيزة والذي أحال الواقعة إلي النيابة العامة لمباشرة التحقيقات والتي أمرت بحبس المتهمين 4 ايام علي ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد لهما في الموعد المحدد.

وطلبت النيابة التحريات التكميلية من المباحث كما أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة وإعداد تقرير واف بأسباب وتفاصيل الوفاة كما صرحت النيابة العامة بشمال الجيزة بدفن الجثة عقب بيان الصفة التشريحية لها.

WhatsApp
Telegram