'الحقوني أنا بغرق'.. آخر كلمات قالها الأب محمود (40 عامًا) بعد محاولته إنقاذ أبنائه بعد أن جرفتهم المياه في أحد الشواطئ، بمحافظة مطروح، تزامنًا مع صراخ وعويل أسرته بعد أن إنقاذهم وتوصيلهم إلى الصخور المجاوره للشاطئ، فانجرف الأب مرة آخرى ولم يستطيع إنقاذ نفسه، فابتلع كمية كبيرة من المياه حتى أقدم أحد الشباب إليه، واستطاع إخراجه من المياه ولكن لم يمكث كثيرا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء نقله إلى المستشفى.
'مشهد لم ينسى'.. ترويه زوجة الضحية خلال حديثها لـ'أهل مصر'، قائلةً: 'زوجي كان يعمل محاسبا في إحدى الشركات الخاصة، وفي كل عام بعد انتهاء الدارسة يقوم باصطحبنا إلى محافظة مطروح لقضاء المصيف، وفي اليوم الثاني من الرحلة جرفت المياه أبنائه، بشكل مفاجئ، فتوجه مسرعًا إليهم، وعقب إنقاذهم وتوصيلهم إلى منطقة الصخور، جرفته المياه مرة آخرى فبدأ أبنائه وزوجته في الإشارة إلى أحد المواطنين المتواجدين على الشاطئ لإنقاذه أو إبلاغ أحد من فريق الإنقاذ بتلك الكارثة'.
وأضافت الزوجة: 'لكن تبين أن تلك القرية السياحية لا يوجد بها فريق إنقاذ، واستطاع أحد الأشخاص من انتشاله من داخل المياه وكان حينها لم يلفظ أنفاسة فحاولت الأسرة استدعاء طبيب لعمل الإسعافات الأولية لامتلاء الرئتين بالماء ولكن لا يوجد طبيب، وتم طلب سيارة إسعاف لنقله إلى أقرب مستشفى، ولكن لبعد المستشفى عن مكان الشاطئ ما يقرب من ساعة لم يتحمل الضحية عدم التنفس فلفظ أنفاسه الأخيرة داخل سيارة الإسعاف بسبب بعد المسافة'.
وأشارت زوجة الضحية، إلى أنه عقب انتهاء تلك الكارثة بوفاة زوجي تم اكتشاف سرقة متعلقات الأسرة على يد أسرة آخرى كانت متواجدة في تلك اللحظة، كما حاولوا سرقة الهواتف المحمولة من الأبناء ومحاولة اصطحابهم إلى إحدى الغرف داخل الشاليه الخاص بهم، بحجة مواساتهم في مصابهم ولكنهم رفضوا الذهاب معهم لشعورهم بالخوف اتجاههم.
وطالبت الزوجة في نهاية حديثها، محاسبة صاحب القريه بتهمة الإهمال لعدم وجود فريق انقاذ دخل القريه الخاصة به أو طبيب حتى يتم إسعاف أي شخص يتعرض لتلك المأساة.