ثلاثة شهور عكف خلالها «أبو فارس» صاحب الـ 48 عامًا من عمره على بذل مزيد من الجهد في سبيل إتمام الصلح بين ابن عمه وأفراد عائلة أخرى، تحاشيا لنزيف الدماء المتوقع بين العائلتين، بعدما أقدم ابن عمه على قتل شاب في ريعان شبابه، بسبب «لعب الأطفال» بمحافظة أسيوط، ولم يدر «أبو فارس» أنه هو المقصود للقصاص من ابن عمه، فله من المال والنفوذ ما جعله صيدا سهلا في أعين المتربصين بابن عمه ليل نهار، لتنتهي حياته بتفريع بندقية آلية في جسده، أمام أسرت.
في دقائق معدودة من الهلع التي أحيطت بمشاهد الدماء في كل ركن من أركان شارع المزرعة التابع لدائرة قسم شرطة السلام أول بمحافظة القاهرة الذي يقطن به، مستخدمين في جريمتهم مركبة «توك توك» في تنفيذ عمليتهم الثأرية وقاموا إطلاق النار من أسلحة آلية، ولاذا بالفرار بعدها، إلا أن كاميرات المراقبة في محيط المكان كانت لهم بالمرصاد، وتمت تحديد هوية الجناة وألقوا ضباط مباحث القاهرة القبض عليهم بعد الحادث بـ8 ساعات.
'أهل مصر' انتقلت إلى مسرح الواقعة لكشف ملابسات الحادث الأليم الذى أصبح حديث الساعة على ألسنة الأهالي بالمنطقة، فلا تزال صورة الدماء حاضرة في أذهانهم.
يقول صاحب محل قطع غيار، يدعى 'عبد الحميد'، والمجاور لمنزل المجني عليه، إن الجناة كانوا يستقلون 'توك توك'، يحملون أسلحة نارية، في تمام العاشرة صباحًا من يوم الحادث، حتى بادروا بإطلاق نيران أسلحتهم الآلية تجاه المجني عليه 'أبو فارس'، أمام فرن عيش يملكه، وفي مشهد مأسوي حولوا المكان إلى دماء، ورصاصات فارغة قائلاً: 'ضربوا بالرصاص في الرأس وفي كل أنحاء جسده وكانوا بيضربوا نار في الجو لترويع المواطنين المتواجدين بالمكان'.
وأضاف أن الواقعة، سببها خصومة ثأرية منذ 3 شهور ارتكبها ابن عم 'ابو فارس' (المجني عليه)، والجناة علموا بمكان أبو فارس، فحضروا إلى المنطقة وانتقموا منه وفروا هاربين، وكانت هناك سيارة في انتظارهم قريبة من المكان، لافتا: 'كان رجل في قمة الاحترام ، وأخلاقه وطيبته يعلمها الجميع، هو أفضل واحد في العيلة وهم اختاروا الأفضل عشان يبقي كدا أخذوا بثأرهم'.
وتابع محمد أبو يوسف صاحب مطعم ، أوضح أن الخصومة سببها أطفال في شهر رمضان الماضي بسبب شجار على اللعب، وبعدها تدخل الكبار وسقط بينهم قتيلأ من عائلة الجناة، ليقرروا بعدها الانتقام، حاول بعدها 'أبو فارس' بكل السُبل عقد جلسة صلح معهم، ولكن رفضوا تماما في كل مرة، ويوم الواقعة تم تحديد ملامحهم من خلال كاميرات المراقبة، والقبض عليهم بعدما تم التعرف عليهم من قبل أبناء أبو فارس'.
تلقى مأمور قسم شرطة السلام أول، بلاغا بمقتل صاحب مخبز بدائرة قسم الشرطة، وبالانتقال تبين العثور على جثة المدعو 'حمدي ع. م. ع'، 46 عاما، صاحب مخبز، وسط بركة من الدماء أمام المخبز الخاص به في منطقة اسبيكو بدائرة قسم شرطة السلام أول، وبالفحص تبين أنه مصابا بعده طلقات نارية في الصدر والبطن والرأس.
التحريات الأولية
وكشفت التحريات الأولية، عن أن المجني عليه من محافظة أسيوط، وترك بلدته وسافر إلى القاهرة للهروب من الثأر، واستقر في المنطقة التي شهدت الواقعة وإنشاء مخبز، مضيفة أنه أثناء تواجده، أمس، أمام المخبز الخاص به، قام شخصان يستقلان دراجة نارية بإطلاق وابل من الطلقات تجاه المجني عليه، فسقط في الحال ولفظ أنفاسه الأخيرة.
على الفور، تم تشكيل فريق بحث من ضباط مباحث قسم شرطة أول السلام بالتنسيق مع ضباط الأمن، وتم التحفظ على كاميرات المراقبة بالمنطقة لتفريغها لكشف هوية منفذي الواقعة تمهيدا لضبطهما.
كما تم التنيسق مع ضباط مديرية أمن أسيوط لمعرفة العائلة صاحبة الثأر لدى المجني عليه، تمهيدا لضبط منفذي الواقعة في حالة عودتهم إلى محافظة أسيوط للاختباء من مطاردة الشرطة.
تم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.