تواصل أجهزة وزارة الداخلية، تحرياتها لكشف غموض واقعة انتحار طالبان جامعيان بكليات القمة في الإسكندرية، داخل أحد فنادق محطة الرمل.
تشكيل فريق بحث
وتشكل فريق بحث عال المستوى من الإدارة العامة لمباحث الإسكندرية، بإشراف قيادات مباحث وزارة الداخلية، للوقوف على أسباب انتحار الطالبان وكشف دوافعه وعما إذا كانت هناك شبهة جنائية في الحادث.
دوافع نفسية وراء الانتحار
وعما إذا كانت هناك دوافع نفسية وراء إقدام طالبا الهندسة والطب على الانتحار، قال أستاذ الطب النفسي الدكتور جمال فرويز لـ 'أهل مصر'، الواقعة تحيطها الغموض والدهشة وتدفع للتسأل، ولكن هناك تدهور يحدث في سن مراهقه، يدفع المراهقين عندما يتعرضوا لضغوط أيا كانت مالية، عاطفية اجتماعية، تعليمية إلى التفكير في الانتحار، منوها أنه ليس كل المراهقين من يتخذون قررا الانتحار كحل لمشاكلهم، لكن المراهقين الذين تميزهم صفة 'القلوق والعصبي' فقط.
ونصح استشاري الطب النفسي الأسرة بالتواصل الدائم مع أبنائهم والاستماع والانصات جيدا إليهم ومصاحبتهم وعدم التقليل من شأنهم أو السخرية على الإطلاق وعدم تركهم عرضة للوساوس القهرية التي تدفع إلى التخلص من حياتهم بالانتحار.
بداية الواقعة
يذكر أن، الواقعة بدأت صباح يوم الخميس الماضي، عندما حضر 'عمر' الطالب بكلية الطب، إلى فندق 'سميراميس' بمنطقة محطة الرمل، وسط المدينة، وحجز الغرفة رقم 306، وفي اليوم التالي الجمعة حضر إليه صديقه 'علي' الطالب بكلية الهندسة، وأغلقا باب الغرفة بقفل يستخدم في الدراجات وتركوا رسالة أرسلها كلٍّ منهما لهاتف الآخر جاء محتواها: 'لم نخلق لهذه الحياة وأننا ليس لنا مكان في عالم كله كذب وخيانة وخداع'، وأقدما على الانتحار بعد أن قاما بجلب عدد 2 كيس بلاستيكي وأحضروا فوطة وإغراقها في مادة الغاز مستخدمين كمامتين لكل منهما بصورة تعيق التنفس، ووضع أكياس نايلون حول رأسيهما وربط كل منها ب 'أفيز' عبارة عن قفل خاص بالإطارات لمنع دخول الهواء حتى لفظا أنفاسهما الأخيرة نتيجة الاختناق، مرتدين ملابسهما الداخلية وعُثر على جثة أحدهما ملقاة على السرير والآخر بجوار كرسي.
وتبين من التحريات هوية الطالبين المنتحرين، أحدهما طالب بكلية الطب ويُدعى 'ع. ع' 21 سنة، والآخر في كلية الهندسة ويُدعى 'ع. أ. م' 20 سنة، وأن كلا منهما من أسرة ثرية و 'عمر' الطالب بكلية الطب هو ولدٌ على 4 بنات.
كما كشف فحص هواتف الطالبان عن رسالة نصية قاما بإرسالها إلى بعضهما وهي.. 'لم نخلق لهذه الحياة وأننا ليس لنا مكان في عالم كله كذب وخيانة وخداع'
كان مدير أمن الإسكندرية، تلقى إخطارا من قسم شرطة العطارين، بتلقيهم بلاغا من إدارة إحدى الفنادق بمنطقة محطة الرمل 'فندق سميراميس' دائرة القسم، يفيد بعثور عمال الفندق المشار إليه على جثتي طالبين داخل غرفة بالفندق
على الفور، انتقلت مباحث قسم شرطة العطارين، وضباط القسم، برفقة سيارة إسعاف إلى محل الواقعة، وتبين من الفحص وجود جثتين لطالبين داخل الغرفة 306 وتبين أن المتوفيين كلا من 'عمر. ع. ي' 21 سنة مقيم بمنطقة السيوف، و 'علي. أ. ي' 20سنة مقيم بمنطقة المندرة، أحدهما طالب بكلية الطب والآخر بكلية الهندسة.
وبمناظرة الجثتين لم يتبين وجود ثمة إصابات ظاهرة بهما، ولم يتم التعرف على ملابسات وأسباب تواجدهما بالفندق على الرغم من أنهما مقيمان بالإسكندرية.