أصدرت النيابة العامة قرارًا، اليوم الأحد، بإحالة 4 متهمين إلى محكمة الجنايات، بشأن اتهامهم باحتجاز مواطنين وخطفهم وإجبارهم على التصوير حاملين الأكفان، في القضية التي عرفت إعلاميا بـ«فيديو الكفن» بمنطقة عين شمس.
تعرض «أهل مصر» التفاصيل الكاملة للواقعة بداية من الفيديو الذي أحدث ضجة على مواقع التواصل الإجتماعي وانتهاء بالقرار الصادر اليوم بإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات، بعد 190 يوم من التحقيقات.
في العاشر من مايو الماضي، انتشر الفيديو الشهير الذي أظهر قيام مجموعة من المواطنين يحملون أكفانهم ويقدمونها لآخرين في منطقة عين شمس، باشرت النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، على خلفية انتشار فيديو يظهر فيه المتهمون، وهم يجبرون مجموعة من المواطنين على حمل أكفانهم تحت تهديد السلاح بالإكراه ورغما عنهم بمنطقة عين شمس، وقيام عدد من المتهمين من عائلة «المرغنية» بخطف آخرين بطريق بالتحيل والإكراه، واحتجازهم، واستعراضهم القوة واستخدامهم العنف والتهديد ضدهم بقصد ترويعهم وتخويفهم بإلحاق الأذى بهم لفرض السطوة عليهم وإرغامهم على ما قاموا به في مقطع الفيديو المتداول.
انطلقت مأموريات أمنية مكثفة للإيقاع باثنين من المتهمين الرئيسيين في الواقعة، هما 'تامر المرغني ومحمد الزغبي'، وأظهرت التحقيقات أن المتهمين أشهروا في وجوه المجني عليهم بنادق آلية وخرطوش ومسدس وهددوهم بالقتل وأطلقوا سراحهم بعد فترة من احتجازهم نزولًا على طلب أحد الوسطاء، وعلى إثر ذلك تُدُووِل مقطعٌ مُصوَّر تضمن تقديم المجني عليهم الأكفان للمتهمين بمواقع التواصل الاجتماعي بعدما نشره أحد أفراد عائلتهم تنكيلًا بالمجني عليهم.
وأمرت النيابة العامة بضبط 14 متهمًا وأُلقي القبض على تسعة منهم، من بينهم والدة ثلاثة من المتهمين التي ظهرت بالمقطع، واستُجوبوا فيما نُسب إليهم من خطفهم المجني عليهم الثلاثة بالتحيل والإكراه، واحتجازهم، واستعراضهم القوة واستخدامهم العنف والتهديد ضدهم بقصد ترويعهم وتخويفهم بإلحاق الأذى بهم لفرض السطوة عليهم وإرغامهم على ما قاموا به في المقطع المصوَّر المتداول.
وأفادت التحقيقات أنه بعد إخطار الشرطة هددت عائلة المتهمين عائلة المجني عليهم بإيذائهم هم وذويهم وقتلهم وحرق المركب، وألقوا الرعب في نفوسهم وأجبروهم بذلك على التنازل عن المحضرين المحررين بشأن واقعتي الشجار بالمركب والخطف، فحاول وسطاء الصلح بينهم مرة أخرى حتى اتفق الطرفان على تحديد يوم التاسع من شهر مايو الجاري لعقده، وفي هذا الموعد توجه المجني عليهم الثلاثة في رفقة وسطاء إلى مسكن المتهمين ففوجئوا فوْرَ وصولهم بإشهار المتهمين وآخرين معهم أسلحة نارية وبيضاء في وجوههم.
تابعت تحقيقات واقعة الكفن في عين شمس واقتيادهم من السيارة التي كانوا يستقلونها إلى نحو مسكنهم وتهديدهم بإيذائهم، وقبل إدخالهم المسكن أَحضَرَ المتهمون ثلاثةَ أكفان وأجبروا المجني عليهم على حملها وتقديمها إلى ثلاثة من المتهمين مِمَّن كانوا طرفًا في الشجار الواقع بالمركب سلفًا، وصورهم أثناء ذلك بقصد إهانتهم واستعراض القوة والسطوة عليهم، كما تعدوا عليهم بالسب والتهديد بالقتل والإيذاء وأرغموهم على تقبيل يدي وقدمي والدة المتهمين المقدمة الأكفان إليهم وطلب العفو منها، ثم أشهروا في وجوههم مرة أخرى بنادق آلية وخرطوش ومسدس وهددوهم بالقتل، وأطلقوا سراحهم بعد فترة من احتجازهم نزولًا على طلب أحد الوسطاء.
وفي ضوء تداول مقطع الفيديو المصور بتقديم المجني عليهم الأكفان للمتهمين بمواقع التواصل الاجتماعي بعدما نشره أحد أفراد عائلتهم تنكيلًا بالمجني عليهم، وهى الواقعة التي رصدتها إدارة البيان بمكتب النائب العام.
ووفقً لبيان رسمي للنيابة العامة أنكر المتهمون في واقعة «الكفن» ما أُسند إليهم من اتهامات وادعوا بأن مجريات ما حدث خلال المقطع المصور كان متفقًا عليه فيما بينهم وبين المجني عليهم، وأمرت النيابة العامة بحبسهم احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.
في ختام التحقيقات التي جرت في الواقعة، والتي تخطت الـ 190 يوما، انتهت النيابة إلى إصدار قرارًا، اليوم الأحد، بإحالة 4 متهمين إلى محكمة الجنايات.