تطور جديد في قضية مقتل 'فتاة المول'، شهدته محكمة جنايات الإسكندرية، اليوم الإثنين، خلال محاكمة المتهمين بقتل صديقتهم نجلاء نعمة الله، ضحية الغدر، بمدينة كفر الدوار في البحيرة، عمداً مع سبق الإصرار والترصد بالاشتراك مع متهمين اثنين آخرين، واقترنت جريمة القتل بالسرقة، بعد قرار المحكمة بعرض المتهمين على الطب النفسي.
تستعرض «أهل مصر» عبر السطور المقبلة، رحلة التحقيقات في القضية حتى صدور قرار المحكمة اليوم، بعرض المتهمين على الطب النفسي.
تسبب حادث مقتل 'فتاة المول' بكفر الدوار في موجة غضب عارمة بين سكان المدينة والمحافظة بأكلمها، نتيجة لبشاعته، وتدخل مكتب النائب العام وفتح تحقيقا فوريا في الواقعة، وأصدر بيانا تفصيليا تضمن كافة الكواليس.
بعد مرور 48 ساعة على ارتكاب الجريمة، تمكن ضباط البحث الجنائي بالبحيرة، من حل لغز مقتل المجني عليها، وألقى القبض على المتهمين الذين اعترفوا بارتكاب الجريمة.
احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة
أشارت النيابة العامة خلال التحقيقات إلى ارتباط المتهمة بعلاقة صداقة بالمجني عليها منذ أربع سنوات تخللها مُشاركتُهما العملَ بالعيادة، وعلى أثر خلافات بينهما- لتميز المجني عليها عن المتهمة في العمل، وسوء وتدهور علاقتهما- خططت المتهمة للانتقام منها بقتلها، فأوهمت أحد المتهمين في يونيو الماضي بسرقة مصوغات ذهبية ومبالغ مالية خاصة بالمجني عليها، واتفقت معه لذلك على قتلها، وأمدته بصورتها ليتعرف عليها وبعنوان محل عملها ومواعيد ذهابها وإيابها من محل عملها، فراقبها وعاين العيادة التي تعمل فيها للتأكد من هويتها.
لاصق لتكميم فم الضحية
سردت التحقيقات كواليس الجريمة كاملة حيث اتفق الجاني الأول مع المتهمة التي خططت للحادث على شراء أقراص منومة لتدسها إلى المجني عليها بمشروب تقدمه إليها لينقلاها بعد غياب وعيها بواسطة 'توك توك'، لمنطقة نائية لقتلها بعد استرداد المنقولات التي ادّعت المتهمة سرقتها منها، ولإخفاق الجانين في تنفيذ مخططهما لعدم تمكنهما من تدبير المركبة، اتفقا على قتل المجني عليها داخلَ العيادة محل عملها وطلب المتهم ضمّ آخر للاستعانة به أثناء التنفيذ، فاتفق ثلاثتهم على ذلك وأعدوا لقتل المجني عليها الأقراص المنومة وأسلحة بيضاء ولاصقًا لتكميم فاها وتكبيلها وأدوات أخرى، وحددوا لارتكاب جريمتهم يومًا تكون المجني عليها فيه بمفردها بالعيادة دون وجود الطبيب.
نوهت التحقيقات إلى تفاصيل ما دار يوم الجريمة، إذ انتقلت المتهمة إلى عمل المجني عليها والتقتها بدعوى زيارتها وقدمت إليها مشروبًا مدسوسًا فيه الأقراص المنومة، بينما انتظرها المتهمان الآخران على مقربة من العيادة في انتظار غيبة المجني عليها عن وعيها ليصعدا لقتلها، ولما رفضت المجني عليها تناول الشراب، استدعت المتهمة الآخرين خلال اتصال هاتفي وأمرتهما بالحضور.
خنق المجني عليها
و استدرجت المجني عليها إلى طرقة بالعيادة بعيدا عن بابها ليتمكن المتهمان الاثنين الآخرين من الدُّلوف، فلما اختلوا ثلاثتهم بها كمموا فمها وطرحوها أرضًا وأطبقا على عنقها لخنقها، فقاومتهما وأحدثت بأحدهما سحجات برقبته وأحد ذراعيه وصدره، وخلال لَفْظ المجني عليها أنفاسها الأخيرة من الاختناق انتاب أحد المتهمين الرعب ففرَّ من مسرح الجريمة، بينما أجهز الآخر على المجني عليها ورطم رأسها بالأرض وكالت المتهمة لرأسها ركلات عدَّة ثم طعنتها بسكين في أماكن متفرقة من جسدها حتى زهقَتْ رُوحها وفاضت إلى بارئها، وانتزع الجانيان بعد ذلك مصوغات ذهبية من المجني عليها وهاتفها ومبلغًا ماليًّا كان معها وهاتفًا كان بالعيادة، ثم شرعا في إخفاء معالم جريمتهما فسكبا المشروب المدسوس المنوم فيه وغسلا كوبه بالماء، وأتلفا أسلاك آلة المراقبة المثبتة بالعيادة وحطماها ظنًّا منهما أنها لم تسجل جريمتهما وفرّا هاربين.
ماذا قال الشهود؟
أقامت النيابة العامة الدليل قبل المتهمين من خلال شهادة 11 شاهدًا منهم الضابط مُجري التحريات، ووالدا المجني عليها، ومالك العيادة، وعاملان بها، وخطيب المتهمة الذي أكد ما اعتراها من حقدٍ وغيرة تُجاه المجني عليها قَبل قتلها، فضلًا عن إقرار المتهمين الثلاثة بارتكابهم الواقعة تفصيلًا، وما ثبت من مشاهدة النيابة العامة ما سجل بآلات المراقبة المثبتة بالعيادة قبل إتلافها من ظهور دخول المتهمين إليها وارتكاب الثلاثة جريمتهم على نحو ما ثبت بإقراراتهم في التحقيقات، إذ ووجهوا بتلك المقاطع فأقرّوا بصحة ظهورهم بها، كما عثر بهاتف أحد المتهمين على محادثات نصية عبر تطبيق واتساب بينه وبين المتهمة كشفت اتفاقاهما على ارتكاب الجريمة خلال وقت سابق على تاريخ وقوعها.