فقدت مصر، قامتان كبيرتان، اليوم الأحد، أحدهما قضائية كبيرة وهى المستشارة تهاني الجبالي، والثانية إعلامية شهيرة بحجم الكاتب الصحفي الشهير وائل الإبراشي، والذي فارق حياته بعد صراع مع فيروس كورونا، وسيطرت حالة من الحزن العارم لدى المصريين، قبل ساعات من انطلاق منتدى شباب العالم.
وانطلق المنتدى عبر ثلاث نسخ في الأعوام الماضية 2017 و2018 و2019. ويهدف المنتدى إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم. وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
رحلت المستشارة تهاني الجبالي، عن عالمنا اليوم الأحد، نتيجة إصابتها بفيروس كورونا عن عمر ناهز الـ71 عامًا.
كانت «الجبالي» أول قاضية مصرية يصدر قرارًا جمهوريًا بتعيينها نائبة للمحكمة الدستورية العليا عام 2003 حتى 2007 وصدر قرار جمهوري آخر بتعيين 32 قاضية غيرها، وانتخبت كأول عضوه في المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لتصبح بذلك أول سيدة مصرية وعربية تنتخب في هذا المستوى بالاتحاد منذ تأسيسه في عام 1944.
حاربت القاضية طويلا في مجال حقوق المرأة خاصة داخل السلطة القضائية، كما أنها وقفت أمام محاولات جماعة الإخوان لإقصاءها عن عضوية المحكمة الدستورية.
ولدت 'الجبالي' في 9 نوفمبر 1950، وحصلت على المركز الخامس على مستوى مصر في شهادة الثانوية العامة، ثم دخلت كلية الحقوق جامعة المنصورة، وتخرجت منها سنة 1973، ثم حصلت على دراستها العليا في الشريعة الإسلامية والقانون الدستوري، وعقب تخرجها، عملت بالمحاماة لمدة 30 عام لدى محمكة النقض والمحاكم العليا حتى قرار تعينها كقاضية.
تولت المستشارة الراحلة لجنة المرأة في الاتحاد نفسه لتمثل المرأة العربية بجانب عملها كمحاضرة أساسية في مركز التدريب وتكنولوجيا المعلومات التابع لاتحاد المحامين العرب، وعضوا بمجلس أمناء المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، وخبير قانوني في منظمة الأمم المتحدة ومحكم تجاري دولي ومحاضر في المعهد العربي لحقوق الإنسان في تونس وعضو اللجنة التشريعية والسياسية بالمجلس القومي للمرأة.
للمستشارة تهاني الجبالي، العديد من الكتب والأبحاث المنشورة حول حقوق المراة ومنها 'حقوق المراة الإنسانية، وأحكام مضية في تاريخ القضاء، والحقوق الدستورية للمرأة في الدساتير العربية والإسلامية، ودراسة مقارنة في دساتير مصر، تركيا، المغرب، إيران، بحث في حقيقة مقاصد الشريعة الإسلامية في قضايا المرأة، بحث في الحقوق السياسية للمرأة، وأبحاث في تاريخ الحركة النسائية المصرية والعربية، ودراسة مقدية للبنيان التشريع العربي وحقوق المرأة'.
هاجمت الرئيس المتوفي محمد مرسي، بعد الإعلان الدستوري الذي أصدره، وأعلنت أنه فقد شرعيته كرئيس للجمهورية، ووصفت الإعلان الدستوري بأنه انقلاب على كل مكتسبات ثورة 25 يناير، لأنه إفشاء لدولة الحاكم بأمره ويمثل خطراً على مدنية الدولة، وتركت مقعدها بالمحكمة الدستورية بسبب مواقفها السياسية.
وفي 5 يوليو 2018 رفضت المحكمة الدستورية العليا، دعوى المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة السابق، المطالبة ببطلان دستور 2012، وعودتها قاضية بالمحكمة.
أما الإعلامي الشهير والكاتب الصحفي وائل الإبراشي، فرحل عن عالمنا، مساء الأحد، بعد صراع مع فيروس كورونا عن عمر ناهز 58 عاما، مما أدى إلى تآكل جزء كبير من رئتيه، ليعيش بعدها في حالة متردية من الوضع الصحي.
بعد ساعات قليلة من نعي الصفحة الرسمية للإعلامي الراحل وائل الإبراشى، خبر وفاة المستشارة تهاني الجبالي، أذاعت الصفحة الرسمية له خبر وفاته بعد صراع مع المرض استمر طيلة عام تقريباً مع فيروس كورونا، حيث سبق ونشرت الصفحة صورة للقاضية السابقة وكتبت: 'إنا لله وانا اليه راجعون، توفيت منذ قليل المستشارة تهاني الجبالي'، لتنشر الصفحة قبل قليل نبأ وفاة وائل الإبراشي.
آخر ما كتبه «الإبراشي» تغريدة له عبر حسابه الرسمي في «تويتر» بتاريخ 28 يناير لعام 2021، وكانت تتعلق بحالته الصحية حيث أكد لجمهوره ومتابعيه تعافيه من فيروس كورونا الذي أصابه قبل أيام من تلك التدوينة الأخيرة للراحل.
الإعلامي الشهير وائل الإبراشي، من مواليد مدينة شربين بمحافظة الدقهلية عام 1963، عمل صحفيا في بداية حياته المهنية بمؤسسة 'روز اليوسف' ثم جريدة 'صوت الأمة' التي ترأس تحريرها لفترة، واستمر في تقديم برنامج 'الحقيقة' على شاشة قناة 'دريم' الفضائية لسنوات، قبل أن ينتقل إلى برنامج 'العاشرة مساء'، وكانت نهاية مسيرته الإعلامية بالتلفزيون المصري، حيث كان يقدم برنامج 'التاسعة'.
أوضح الدكتور مجدي عبدالحميد، المدير الطبي لمستشفى زايد التخصصي، والطبيب المعالج للراحل وائل الإبراشي، تفاصيل حالته الصحية قبل وفاته، مشيرا في تصريحات صحفيه له إلى أن الإعلامي الراحل غادر المستشفى بتاريخ 28 مارس من العام الماضي، ولم يدخل إلى المستشفى مجددًا من حينها.
وأضاف طبيب الإبراشي أنه خرج من المستشفى بنسبة تليف 2%، أي أن 40% من الحويصلات الهوائية للرئة هي التي تعمل بكفاءة والأمور كانت تسير بشكل جيد على أساس أن يعيش بجلسات أكسجين وأجهزة بحيث يتم زيادة كفاءة الـ40%، أو تقل نسبة الـ60% لكي يعيش بشكل طبيعي، كما أنه اعتاد إرسال أطباء من مستشفى زايد التخصصي لمتابعة حالته بشكل أسبوعي، حتى سمع بنبأ وفاته، اليوم الأحد.
نعى الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم الإعلامي وائل الإبراشي، والذي وافته المنية مساء اليوم الأحد، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
ونعى مفتي الجمهورية منشورا عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الإعلامي وائل الإبراشي، قائلاً: «ما زلنا في خضم هذه الجائحة نفقد يومًا بعد يوم شخصية عامة، تغادرنا أجسادهم وتسكن تراب الوطن ليشكلوا تاريخه بعد أن كانوا جزءً من تضاريسه، وعلى الراحلين السلام».
كما نعى عدد كبير من المشاهير الإعلامي وائل الإبراشي، الذي غيّبه الموت مساء الأحد، بعد أشهر من المعاناة جراء إصابته بفيروس كورونا.
وغرّد الإعلامي شريف عامر برسالة مؤثرة عبر حسابه الشخصي على تويتر جاء فيها: 'عرفته ضمن كتيبة صحفيين موهوبين من ربع قرن في الغرفة المجاورة لرئيس تحرير روز اليوسف، يتحدث قليلاً، ويعمل كثيرًا، هادئ على السطح، نشط الذهن دائمًا.. 'إنت فين يا عم شريف؟' يقابلك مبتسمًا بالجملة دي، و انتم متقابلين من يومين مثلاً.. رحمك ورحمنا الله ..سلامنا لكل الأحباء يا وائل'.
ونشرت الإعلامية لميس الحديدي عبر حسابها: يا وائل.. مش كنا مستنيينك ترجع؟ يا وائل مش كنت بتقول بتحاول؟ آه على الوجع يا رفيق الدرب.. ربنا يرحمك'.
ونعى الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الإعلامي وائل الإبراشي، وكتب: 'الراحل كان مثالا للعمل والاجتهاد والإخلاص، ومثالاً للإعلامي المخلص والمحب لوطنه'.