سجل حافل بالإنجازات والبطولات يقدمه أبطال وزارة الداخلية الشرفاء، يوما تلو الآخر، في سبيل الحفاظ على أمن وحماية المواطنين وسلامة أرواحهم وأوطانهم، بما يتماشى مع رؤية الدولة في الجمهورية الجديدة بتحقيق كافة الخدمات المنوطة بمؤسسات وأجهزة الدولة وفي مقدمتها وزارة الداخلية.
وإذ تحل اليوم ذكرى الاحتفال بعيد الشرطة الـ 70، أنتج قطاع الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية، فيلم قصير بعنوان المهمة في إطار الاحتفالات بعيد الشرطة وذكرى الـ 70 لملحمة الإسماعيلية التي راح ضحيتها 50 شهيدا و80 جريحا.
وقف رجال الشرطة في وجه المستعمر البريطاني ورفضوا تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي، رغم قلة أعدادهم، وضعف أسلحتهم.
وتخوض أجهزة الأمن خلال السنوات الماضية حربًا شرسة ضد الإرهاب الأسود وأعوانه من قوى الشر في محاولات لهدم الدولة المصرية الا ان رجال الشرطة تصدوا لكافة المحاولات الخبيثة والتي اسفرت عن استشهاد وإصابة عدد من أبطال المؤسسة الشرطية العريقة.
سطّرت قوات الشرطة المتواجدة آنذاك بالإسماعيلية في ٢٥ يناير ١٩٥٢، ملحمة بطولة شهدت بها كل مصر، واكتسب هذا اليوم خصوصية أكبر بالنسبة لأهل الإسماعيلية، الذين تكاتفوا لمقاومة المحتل، فتقاسم رجال الشرطة ومحافظة الإسماعيلية هذا اليوم ليكون عيدا لهم ولكل المصريين.
وتعد معركة الإسماعيلية واحدة من فصول النضال الوطني الذي ثار في أعقاب إلغاء معاهدة 1936 التي كانت قد فرضت على مصر، ليفرض المُحتل على مصر عبء الدفاع عن مصالح بريطانيا.
وشهدت المعركة تحالف من قوات الشرطة مع أهالي القناة، وأدرك البريطانيون أن الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة، فعملوا على تفريغ مدن القناة من قوات الشرطة حتى يتمكنوا من تطويق المدنيين وتجريدهم من أي غطاء أمني، ورفضت قوات الشرطة تسليم المحافظة.
وبعد أيام قام شباب مصر في منطقة القناة بضرب المعسكرات البريطانية في مدن القناة، ودارت معارك ساخنة بين الفدائيين وبين جيوش الاحتلال.
في نفس الوقت ترك أكثر من مائة ألف عامل مصري معسكرات البريطانيين للمساهمة في حركة الكفاح الوطني، وامتنع التجار عن إمداد المحتلين بالمواد الغذائية، مما أزعج حكومة الاحتلال فهددت باحتلال القاهرة إذا لم يتوقف نشاط الفدائيين، ولم يعبأ الشباب بهذه التهديدات، ومضوا في خطتهم غير عابئين بالتفوق الحربى البريطاني واستطاعوا بأسلحة البسيطة أن يكبدوا الإنجليز خسائر فادحة.
وحاصر أكثر من 7 آلاف جندي بريطاني مبنى محافظة الإسماعيلية والثكنات والذي كان يدافع عنهما 850 جنديا فقط، فكانت المعركة غير متكافأة القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة، التي دافعت ببسالة عن أرضها بقيادة الضابط مصطفى رفعت حتى سقط القتلى والجرحى ورفضت قوات الاحتلال إسعافهم.
وأمام مقاومة شرسة ملتهبة، سقط في المعركة 50 شهيدًا و80 جريحًا من الشرطة، تمكنوا من قتل 13 من القوات البريطانية، وأصابوا 12 جريحًا، وأسرت القوات البريطانية المهاجمة من تبقي من رجال الشرطة، على رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف، الذي لم يفرج عنه إلا في فبراير 1952.
ونتيجة لبسالة قوات الشرطة المصرية، أمر الجنرال 'إكسهام' جنوده بإعطاء التحية العسكرية، للقوات المتبقية من رجال الشرطة، قائلاً:' لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف، واستسلموا بشرف، ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا'.
في عام 2009 تم إقرار هذا اليوم إجازة رسمية لأول مرة تقديرا لجهود رجال الشرطة المصرية في هذا اليوم.
ولا يخفى على أحد أهمية دور رجال الشرطة في إنفاذ وإسباغ القانون والتصدي للمخططات الإرهابية التي تستهدف أمن وسلامة الوطن ووحدة أراضيه، فتاريخ الشرطة كان ولايزال رمزًا متجددًا لبطولات وتضحيات حماية لاستقرار الوطن.