خاص| في يوم الفلانتين.. عقد قران «إبراهيم وأسماء» داخل مكتب مأمور قسم المرج (فيديو وصور)

الفتاة تقدمت ببلاغ رسمي ضد الشاب باعتداءه عليها جنسيا وحملها سفاحًا

تحريات المباحث أكدت صحة الواقعة والنيابة أمرت بضبط وإحضار المتهم

إبراهيم أمام وكيل النيابة: «معترف بغلطي ومستعد أصلحه»

النيابة تأمر بعقد قرانه على الفتاة داخل قسم الشرطة

نائب المأمور ومحامي شهدا على عقد القران في لقاء إنساني عظيم

يومًا تلو الآخر، تثبت وزارة الداخلية والنيابة العامة أنهما الحصن الحصين والدرع الواقي لحفظ وسلامة واستقرار المجتمع، فمؤسسة الشرطة ورجال النيابة العامة ليسوا بمعزل عن أبناء هذا الوطن، يسهرون على حماية أرواحهم بل واستقراره بالشكل الذي يضمن الترابط والمودة بين الجميع، ففي لافتة طيبة - نادرًا ما تتكرر - أقامت وزارة الداخلية، اليوم الإثنين، عقد قران بين متهم محبوس احتياطي وفتاة، على يد موثق شرعي، داخل ديوان قسم شرطة المرج، في أجواء احتفالية وفرحة وتعاون من قبل ضباط وأفراد القسم، وتزامن ذلك مع يوم الاحتفال بعيد الحب (الفلانتين).

تنفرد «أهل مصر» عبر السطور المقبلة، بنشر الواقعة وتفاصيلها كاملة، بداية من سبب حبس المتهم الشاب، وانتهاءً بعقد قرانه على الفتاة داخل قسم شرطة المرج.

دفعت المخدرات 'ابراهيم'، الشاب، صاحب الثلاثين عاما، على الانسياق وراء صحبة السوء، وجرى يلهث خلف شهواته، حتى هداه تفكيره إلى مغازلة إحدى جاراته، فتاة مسكينة لم تتخط الثلاثين عاما هى الأخرى، وبالفعل، ارتبط الشاب بالفتاة عاطفيا، ووعدها بالزواج، تمكن ذات ليلة في الإيقاع بها والتعدي الجنسي عليها.

مرت تلك الواقعة على الفتاة المجني عليها، كالصاعقة، جلست تفكر ماذا تفعل؟، فالشاب الذي أوهمها بحبه وكلامه المعسول، بدأ يتهرب منها، ويتراجع عن وعوده التي أوهمها إياها، أغلق هاتفه المحمول و«فص ملح وداب».

ازدادت معاناة الفتاة المسكينة، إلى أين تذهب؟، ومن يسمع مأساتها؟، فقد فقدت أعز وأشرف ما تملكه الفتاة الطاهرة، مرت الأيام كالسنوات عليها، حتى سيطر عليها الحزن والوجع، وطغت عليها مرارة الحسرة والندامة، ومما زاد من حسرتها هو شعورها أنها أصبحت (حامل)، فبدأ الجنين يتحرك بين أحشائها، التي كانت تلفظ مرارة وحسرة لا مثيل لها.

توجهت «أسماء»، ضحية العلاقة المحرمة مع الشاب الذئب، إلى قسم شرطة المرج، وقصت تفاصيل ما دار على رجال المباحث، أنصت إليها المقدم أحمد جمعة، معاون مباحث القسم، فتح مكتبه إليها، وتعاطف مع مأساتها التي كانت تخفيها بين ضلوعها وجسدها النحيل.

سريعا، أصدر معاون معاون القسم أوامره بتحرير محضر بالواقعة، وعرضه على وجه السرعة إلى النيابة العامة، لاتخاذ اللازم، وصدر قرار بسرعة التحريات اللازمة للتوصل إلى حقيقة الواقعة.

التحريات التي أجراها المقدم أحمد جمعة، معاون مباحث قسم شرطة المرج، والرائد إسلام شعبان، معاون مباحث المرج، أثبتت صحة الواقعة وتعدي الشاب المتهم على الفتاة المجني عليها جنسيًا، وفي ضوء التحريات، أمرت النيابة العامة بضبط وإحضار الشاب.

بينما كان رجال المباحث يبحثون عن المتهم، وينصبون له أكمنة للقبض عليه، كانت الفتاة المجني عليها، قد دخلت في شهرها الخامس وهى (حامل)، حتى وضعت الرضيع، ويشاء القدر أن يتوفى الجنين فور ولادته مباشرة.

وعلى الرغم من وفاة الرضيع الجنين، إلا ان جهود ضباط مباحث المرج، في البحث عن «المتهم الذئب» لم تتوقف، رغم تركه محل إقامته، حتى تم الإيقاع به في قبضة رجال المباحث في كمين مُحكم، وتم إحالته إلى النيابة العامة للتحقيق معه ومواجهته بأقوال الفتاة المسكينة وتحريات المباحث.أمام وكيل نيابة المرج، وقف الشاب في بداية أقواله ناكرًا ارتكابه واقعة التعدي الجنسي، حتى واجهه المحقق بأقوال الفتاة المجني عليها، وتحريات المباحث، فاعترف بارتكاب الواقعة، غير أنه تعهد بإصلاح الخطأ الذي وقع وتحمل كافة المسئولية أمام الفتاة وأسرتها وأمام رجال النيابة العامة، قائلًا: «أنا آسف مستعد يا بيه ومستعد أصلح غلطي».وأمام تعهد الشاب المتهم بتحمل مسئولية خطأه الذي وقع بحق الفتاة المجني عليها، أمرت النيابة العامة بإجراء عقد قرانه على الفتاة، على يد موثق شرعي رسمي، بمعرفة وإشراف مسئولي قسم شرطة المرج، وهو الإجراء الذي يعرف بـ«جبر الضرر»، وتحرير محضر إجراءات بذلك، والعرض ثانيًا على النيابة العامة، كما قررت النيابة إخلاء سبيل المتهم من ديوان القسم، ما لم يكن مطلوبًا على ذمة قضية أخرى أو سبب آخر.

وفي حضور العقيد كريم مطاوع، نائب مأمور قسم شرطة المرج، وداخل مكتبه بديوان القسم، أحضر المحامي كريم السويفي، الشيخ سيد - المأذون الشرعي، وتم عقد قران الشاب والفتاة، رسميًا.

وفي لافتة طيبة، شهد نائب المأمور والمحامي بالنقض والإدارية العليا، كريم السويفي، على عقد القرآن، في لقاء بهيج مليء بالحب والمودة والرحمة والإنسانية التي سطرتها بأحرف من ذهب رجال النيابة العامة وضباط قسم المرج.

قدمت والدة الفتاة، الشكر والتقدير، لرجال الشرطة على دورهم في إعلاء روح المحبة والإنسانية، وحماية ابنتها الصغيرة، وانصرف الطرفان من ديوان القسم، بعد إتمام الإجراءات وعقد قران الزواج بينهما.