توفى المستشار سعيد مرعي، رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 68 عاما، بعد تدهور حالته الصحية خلال الأشهر القليلة الماضية.
كانت ولاية المستشار «مرعي» ستنتهي رئيسا للمحكمة الدستورية العليا في 2024، ببلوغه سن السبعين، لكن ظروفه الصحية واعتذاره عن العمل منعه من مباشرة مهام وظيفته الوطنية، وصدر قرار جمهوري بإحالته للمعاش في 9 من فبراير الجاري، لظروفه الصحية الطارئة مع إضافة عامين و4 أشهر متبقية بشكل استثنائي إلى خدمته، تقديرًا لعطائه ومسيرته الوطنية الرفيعة.
الراحل سعيد مرعي، من مواليد30 أغسطس 1954، حصل على ليسانس حقوق من جامعة القاهرة بتقدير جيد جدًا عام 1976، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام سنة 1978 بتقدير جيد.
صدر قرار جمهوري في 1977 بتعيينه مندوبًا مساعدًا بمجلس الدولة ثم مندوبًا بعد سنتين، وترقى حتى وصل إلى نائبًا بالمجلس عام 1980، وبعد مرور 4 سنوات، تم تعيينه مستشارًا مساعدًا فئة (ب) بمجلس الدولة ثم انتقل للفئة (أ) بعد مضى 5 سنوات.
داخل المحكمة الدستورية العليا، بدأ المستشار سعيد مرعي عمله بها، إذ تم تعيينه في تاريخ الخامس من يوليو 1990 مستشارًا بهيئة المفوضين بالمحكمة، ثم تولى رئاستها في سبتمبر 1999، وعين بعد ذلك نائبًا لرئيس المحكمة الدستورية العليا في عام 2002 حتى تولى رئاسة المحكمة انتهاءً بصدور قرار إحالته للمعاش نظرًا لظروفه الصحية.
التحق الراحل "مرعي" في عام 1986 عضوًا بإدارة الفتوى لوزارات الصناعة والبترول والثروة المعدنية والكهرباء، وتنقل في مسيرة عمله الحافلة بين جهات عدة، نظرا لخبراته القضائية، حيث عمل بهيئة مفوض الدولة، ومفوضًا للدولة لدى المحكمة الإدارية لوزارات المالية والري والصحة والدفاع.
التميز الدراسي والأكاديمي للمستشار سعيد مرعي، ليس وليد الصدفة، فقد كان شغوفا بتزويد قدراته المهنية وكان مطلعا جيدًا، فقد حصل على دبلومة الدراسات العليا في العلوم الإدارية سنة 1979 بتقدير جيد كلية الحقوق جامعة القاهرة، كما حصل على منحة دراسية بالمعهد الدولي للإدارة بباريس في عام 1986، وحصل على ودورة تدريبية في مجلس الدولة الفرنسي لمدة سنة.
تم انتخاب المستشار سعيد مرعي، في 24 أبريل من العام الماضي، أمينًا عامًا لاتحاد المحاكم الدستورية العربية لمدة أربع سنوات، حتى عُين رئيسًا للدستورية في 14 يوليو 2019.
سطر المستشار الراحل، سعيد مرعي، تاريخه القضائي، بأحرف من ذهب، ومنعته الظروف الصحية الطارئة من استكمال رحلة عطائه داخل أروقة منظومة العدالة، حتى لقى ربه عن عمر ناهر الـ 68 عاما.