مرافعة تاريخية عظيمة، أبداها ممثل النيابة العامة في قضية مقتل نيرة أشرف، طالبة جامعة المنصورة، ترافع فيها ضد المتهم الصادر ضده، أمس الثلاثاء، قرارًا بإحالته إلى مفتي الجمهورية، لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامه، نظير الإتهامات المسندة إليه.
ذكر ممثل النيابة في القضية: «تعظيمًا لأمر قتل النفس بغير حق وهو أمر عظيم القيح في كل الشرائع والأديان، وصدق الله العظيم سبحانه ولقد جئناكم اليوم بواقعة قتل فيها الناس جميًعا، في واقعة أصابت قلوب المجتمع بالوجع والحسرة والألم، جئناكم اليوم بواقعة تدمي القلوب وتأباها العقول، وترفض العيون تصديق حدوثها، جئناكم بواقعة مؤلمة قاسية، أحداثها مفزعة، ذاع صيت خبرها وانتشر بين أهل الأرض لبشاعتها، وقسوة آلامها، فلقد جرت أحداثها على مرأى ومسمع من الأشهاد، وهناك من شاهد أحدثها عيانا بيانا ملء الأسماع والأبصار من جموع المواطنين، الذين تواجدوا مصادفة حينها في مسرح الجريمة، ومحيطها، ومن كتبت له النجاة من هذه المعايشة الواقعية القاسية، عايش أحداثها وجدانيا بمواقع التواصل الاجتماعي، وهم جموع المواطنين كافة، فالمجتمع المصري بأسره، بل والعالم أجمع، شاهدوا الواقعة التي أوراقها بين ايدي حضراتكم.
أشارت النيابة العامة خلال المرافعة التاريخية: «فقلد جئناكم اليوم ممثلين عن المجتمع المصري بأسره، بما يزيد عن مئة مليون مواطن، بل يمكن القول أنهم مئة مليون مترافع، مئة مليون مصري ومصرية، يودون الآن لو يقفون امام عدالتكم، يقصون ما عايشوه من مرعب وفزع، ومن حسرة وألم وفزع، على فراق فلذة الأكباد، مقتل شقيقة وقريبة ونسيبة، طالبة ورفيقة وصديقة، فتاة جامعية، رقيقة، انها نيرة أشرف، هي كل ذلك ويزيد، سيدي الرئيس تحية موقرة جئناكم بمئة مليون مصري ومصرية يطالبون بالقصاص العادل، ولو أطلنا الحديث ما وفينا حقهم، بعرض ما تتحمله قلوبهم بما رأوه، لكن عزائنا في القصاص لتشفى صدور قوم مؤمنين، وليعلم الكافة أن كذلك نبعث بالظالمين، سيدي الرئيس لقد تحدثت مصر كلها خلال الأيام الماضية عن ملابسات تلك الواقعة وتفاصيلها، ولسنا بغائبين عن ما هو معلوم بالضرورة بالكافة، ولكن نتطرق باللازم لما يتوجب علينا سرده وبيانه.
ذكر إحالة المتهم إلى الجنايات- حصلت أهل مصر على نسخة منه - أن المتهم محمد عادل محمد إسماعيل عوض الله، قام بقتل المجني عليها، نيرة أشرف أحمد عبد القادر، عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها انتقاما منها لرفضها الارتباط به وإخفاق محاولاته المتعددة لإرغامها على ذلك، حيث وضع مخططا لقتلها حدد فيه ميقات أدائها اختبارات نهاية العام الدراسي بجامعة المنصورة، موعدًا لارتكاب جريمته ليقينه من تواجدها بها، وعين الحافلة التي تستقلها وركبها معها.
أوضح أمر الإحالة، أن المتهم استقل الحافلة التي استقلتها "نيرة" مخفيا سكينًا بين طيات ملابسه، وتتبعها حتى وصلت أمام الجامعة، فباغتها من ورائها بعدة طعنات سقطت أرضًا على أثرها.
كما أضاف بأن المتهم استمر في التعدي عى الفتاة الضحية بطعنات ونحر عنقها قاصدًا إزهاق روحها خلال محاولات البعض الدفاع عنها وتهديده إياهم محدثا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتها على النحو المبين بالتحقيقات، وأضافت التحقيقات أن المتهم أحرز سلاحًا أبيض، سكينًا.