حصلت «أهل مصر» على حيثيات الحكم القضائي الصادر بالسجن 7 سنوات لـ المقدم هاني أبو علم، رئيس مباحث قسم شرطة حلوان وأمين شرطة، هاني هيكل 'هارب'، لإدانتهما بقتل مواطن في حلوان.
قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، وعضوية المستشارين رأفت محمد ناجي أبو العلا، ومحمد شرف الدين محمد عبده، ومحمود محمد عبدالمنعم زيدان، بمعاقبة رئيس المباحث وأمين الشرطة، في ضوء قرار الإحالة الصادر من المحامي العام لنيابات حلوان الكلية، بحق ضابط وأمين شرطة، إلى محكمة الجنايات، على خلفية اتهامهما بقتل مواطن واستعمال القسوة تجاه آخر في حلوان.
ذكرت أسباب الحكم أنه في يوم ٢٥ /٦ /٢٠١٩ ضرب المتهمان المجني عليه الأول وليد محمد عبد العظيم، عمدًا بأن كبلا يديه للخلف وانهالا عليه ركلًا بالأقدام فأحدثا به الاصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية ولم يقصدا من ذلك قتلا، ولكنه أفضى إلى موته.
وأضافت الحيثيات أن أوراق القضية أفصحت بما اطمأنت إليه المحكمة من ظروف الواقعة وملابساتها علي النحو المبين بالتحقيقات بشأن ارتكاب المتهمين لجريمة الضرب المفضي للموت للمجني عليه، بخلاف المتعارف عليه وعلي الأخص منع الجرائم وضبطها وبكفالة الطمأنينة والأمن للمواطنين.
وتابعت بأن ما رصدته من مراحل التنفيذ التالية لواقعات التداعي، والتي تشّبعت فيها نفسي المتهمين بهذا الموروث المناهض لكافة التشريعات الإلهية ثم الوضعية بوجوب المحافظة على كرامة وبدن الإنسان.
تابعت المحكمة في شرح أسباب حكمها مشيرة إلى أن واقعة الدعوى وظروفها الموضوعية حسبما ارتسمت هذه وتلك في وجدان المحكمة من مطالعتها لكافة أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما جرى بشأنها من مرافعات تتحصل في أن قوة من أفراد الشرطة السريين بمباحث قسم حلوان يترأسها أمين الشرطة محمد جلال عبد الرحمن وبصحبته كل من أمين الشرطة وائل عثمان محمد شعبان، وعريف الشرطة يوسف عبد النظير ورقيب الشرطة حمادة صلاح، وكانوا قد كلفوا بالطواف أمنيًا بحافلة نقل ركاب 'ميكروباص' يقودها صدام على أبو زيد، وخلال ذلك اشتبهوا في وقوف المجني عليهما الأول وليد محمد عبد العظيم والثاني سيد محمد محمد علي عبد النبي، بسيارة ملاكي، واشتموا رائحة كحول تفوح من فم المجني عليه الأول، مما يحتم اصطحابهما للقسم لاتخاذ الإجراء القانوني حيالهما.
قالت المحكمة إنه ونتيجة لرفض المجني عليهما وقعت مشادة كلامية تراشق خلالها الطرفان بالسباب وتطورت لاشتباك بالأيدي حتى أرغمهما أفراد القوة الأمنية على استقلال الحافلة والمجني عليه الأول تتملكه ثورة من الغضب والانفعال تضررا من هذا، وما أن وصلوا لديوان القسم في غضون الساعة الثالثة من صباح ذات اليوم حتى أودعوهما بردهة المباحث والمجني عليه الأول ما زال يواصل صياحه المتصاعد فبادر على الفور أمين شرطة بوحدة المباحث بجعلهما منبطحين أرضا بعد تصفيد يديهما بقيد حديدي من الخلف، ثم هرع كل من المتهمين الأول والمقدم هاني أبو عليم أحمد شكر أبو علم، رئيس مباحث القسم، والثاني مندوب الشرطة بمباحث القسم هاني عبد العزيز محمود، وشهرته 'هاني هيكل'، انطلاقا من سلطتهما الوظيفية بالتعدي بضربات متتالية ركلا بطرف مقدمة الحذاء بمنطقتى الجنب والبطن وانحاء متفرقة من جسم المجني عليه.
شرحت المحكمة في حيثيات الحكم أن المتهم الأول زاد من ضربه لإصرار المجني عليه على مداومة الصراخ والاستغاثة والرد عليه وسبه فوقف على ظهره بقدميه، ثم تركاه ملقى أرضا ويديه مكبلتين للخلف حتى تجاوزت الساعة الواحدة من صباح اليوم التالي 26 / 6 / 2019، فحل به الإعياء الشديد بعدما كان ما أتاه المتهمان من أفعالهما الإجرامية المفزعة والتي تسببت في إصابته بانسكابات دموية غزيرة بأسفل يمين البطن والظهر، وكذا ثقب بجدار أحد جزئي الأمعاء بقطر حوالي 0.8 سم تقريبا، وتضاعف عنه حدوث التهاب بريتوني حاد شديد بتجويف البطن وصدمة أدت لوفاته ، وهو ما أفصح عنه تقرير دار التشريح بقطاع الطب الشرعي، ولم يقصد المتهمان من ذلك قتله، ولكن الضرب أفضى لموت المجني عليه الأول.
واطمأنت المحكمة لشهادة كل من الملازم اول شرطة كريم محمد نجيب، وعامل النظافة أحمد محمد حافظ، وعميد الشرطة بدوي هاشم سالم، والطبيب الشرعي دعاء عبد الرحمن اسماعيل، وفني الطلاء عصام محمد عبد ربه، وأمين الشرطة سيد صالح أيمن، بتحقيقات النيابة العامة وما جاء بتقرير دار التشريح بقطاع الطب الشرعي، وما قرره بذات التحقيقات كل من أمين الشرطة محمد جلال عبد الرحمن، ورقيب الشرطة حمادة صلاح ومعاينة وكيل النيابة المحقق لديوان قسم حلوان.