سامحيني يا أمي واطلبي الرحمة من ربنا.. ماذا تُعني «رسائل المُنتحرين»؟

انتحار شنقا- تعبيرية
انتحار شنقا- تعبيرية

أثارت حوادث إقدام عدد من الشباب على إنهاء حياتهم، حالة من الجدل، على مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة الرسائل التي يتركها هؤلاء الشباب، لذويهم وأصدقائهم.

سامحيني يا نور عيني

كان آخر تلك الرسائل، هى الرسالة التي تركها شاب انتحر بالدقهلية، بإلقاء نفسه في مياة النيل، كتب الشاب على صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك»: «يارب سامحني يارب، إلى أمي نور عيني، سامحيني واطلبي الرحمة من ربنا، وكل الناس تسامحني يارب».

شهدت محافظة الدقهلية، اليوم الأحد، حادثا مأساويًا، بعدما أقدم صاحب محل أدوات منزلية على القفز من أعلى كوبري السكة الحديد، الفاصل بين مدينتي المنصورة وطلخا.

الانتحار الاندفاعي

يقول الدكتور إسماعيل المصري، استشاري الصحة النفسية، إن الرسائل التي يتركها الشخص الذي يقدم على الانتحار، تبرهن بشكل قاطع على إقدام المنتحر بهذا الأمر بناء على رغبة كاملة منه، ربما يتداخل فيها أطراف آخرون.

أضاف «المصري» في تصريحات لـ«أهل مصر» أن هناك ما يعرف بإسم «الساعة البيولوجية» ومن يقدم على الانتحار يكون لديه خللًا في تلك الساعة، وجميع تلك الرسائل تعتبر «انتحارية» لمن يفكر في إنهاء حياته.

أشار الخبير النفسي إلى وجود ما يعرف بـ الانتحار الاندفاعي، الذي ينفذه صاحبه غالبًا نتيجة ضغط اجتماعي، مثلما يريد أحد الشباب على لفت انتباه أسرته، بعد رفضهم زواجه من فتاة على سبيل المثال.

طالب استشاري الصحة النفسية، بضرورة التقارب بين الأسر وأبنائهم حتى لا نُصاب في أعز ما نملك، وطالب الشباب باتباع القيم والتعاليم الدينية الصحيحة التي تحثهم على القرب من الله ومصاحبة الأخيار.

مصطفى حاول إنهاء حياته من سور القلعة

قبل عدة أيام، أقدم شاب على إنهاء حياته بإلقاء نفسه من سور القلعة، وطلبت النيابة تحريات الأمن العام حول ملابسات الواقعة، واستدعت أسرة الشاب لسؤالهم حول تفاصيل الحادث.

ونشر الشاب مصطفى، صباح الأحد الماضي، عدة صور مختلفة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، معلقًا عليها: «قررت أنهي حياتي بنفسي، افتكروني بالدعاء».

قال الشاب مصطفى خلال البث المباشر: «أنا الفترة الأخيرة دي اتعرضت لمواقف كتير صعبة، خلتني إنسان ضعيف مبقتش قادر أستحمل، فقررت إن أنا خلاص كدة أنهي حياتي».

مش مسامح أبويا

وتابع الشاب: «روحت البرج قالولي ممنوع تدخل لوحدك، فجيت هنا أنا دلوقتي في القلعة وهنط دلوقتي»، وتابع: «مش مسامح أبويا، مش مسامحه، أبويا هو اللي وصلني لكده».

وانتهى البث بأصوات كثيرة حول الهاتف الذي تبين أنه سقط من يد الشاب مصطفى، منهم رجل يقول: «يا حاجة بلغي الشرطة واحد رمى نفسه من هنا».

واستعجلت النيابة التقرير الطبي لبيان وتحديد أسباب الإصابة، والوقوف على التصور الحقيقي لمحاولة الشاب إنهاء حياته.

تلقت أجهزة الأمن بالقاهرة إخطارا من شرطة النجدة يفيد قفز شاب من أعلى سور القلعة بمنطقة الخليفة، تبين قيام شاب في العشرينات من العمر بالقفز من أعلى السور ما أدى لإصابته بإصابات خطيرة وتم نقله للمستشفى لتلقى العلاج، ودلت التحريات أن الشاب وثق الواقعة في بث مباشر.

تقديم الدعم للمرضى النفسيين

تعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين، من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.

وخصص المجلس القومي للصحة النفسية؛ خطًا ساخنًا لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102.

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر، وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم، وكذلك عدم إيجاد مُبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي؛ يمكن علاجه من خلال المتخصصين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً