مذبحة الريف الأوروبي، الاسم الذي عرفت به الجريمة الشنيعة التي قام فيها 'عاطف.م'، تاجر الفاكهة بقتل صديقه وأربعة من أفراد أسرته بينهم طفلين وعروس في مزرعة بـ الشيخ زايد، وتصدر بعد قليل محكمة جنايات الجيزة المنعقدة في الكيلو 10.5، الحكم علي المتهم، والذي من المتوقع أن يكون حكما بالإعدام وذلك بعدما تكشفت كل ملابسات الجريمة والتي كان الدافع ورائها الهوس الجنسي و الغدر اللذان تملكان من المتهم فسولا لنفسه وضع مخدر لإحدى الضحايا والاعتداء عليها جنسيا والتسبب فيما بعد في بحر دماء خشية من افتضاح أمره.
الجلسات الماضية في محاكمة الريف الأوروبي
وقال خال الضحايا، إن آخر مكالمة بينه وبين المزارع والد الضحايا كانت يوم الأربعاء، ثم اتصل به لكنه لم يرد، لافتا إلى أنهم انتابهم شعور بالقلق، دفعهم إلى الذهاب للمزرعة للاطمئنان عليهم، لكنهم لم يجدوا استجابة فاضطروا إلى القفز من فوق البوابة.
وأوضح أنه ونجل ابنة المزارع كانوا أول من عثروا على الجثث في موقع الحادث، لافتا إلى إصابتهم بصدمة قبل إبلاغ الأجهزة الأمنية بشأن الواقعة.
المتهم في قضية الريف الأوروبي
وأضاف خال الضحايا أنه في البداية لم يكن يعلم من هو الجاني، ولكن بعد إعلان الأجهزة الأمنية القبض على شريك المزارع، شعر بالصدمة، وتابع: 'لم نكن نتوقع ذلك، جميع الأقاويل التي تم تناقلها في بداية وقوع الحادث غير صحيحة، المتهم قال خلال التحقيقات إنه دس المخدر في المشروب للمزارع (عم عادل ) وقام بقتله، ثم قام بقتل ابنتيه، وعقب رؤية الأطفال الصغار للجريمة قام المتهم بقتلهم لمحو آثار جريمته' مؤكدًا ثقته في القضاء المصري، كما طالب بسرعة القصاص.
زواج إحدى ضحايا مذبحة الريف الأوروبي
فيما أوضح عدد من ذوي الضحايا، أن إحدى بنات المزارع التي تم قتلها في مزرعة بالريف الأوروبي “منار” كان من المقرر لها أن تتزوج خلال ثاني أيام العيد المقبل.
زوجة المجني عليه في مذبحة الريف الأوروبي
أما زوجة المزارع المجني عليه فقالت إن المتهم لم يطلب الزواج من إحدى بناته كما أشيع، مضيفة: 'دي من دور عياله، وحتى لو طلبها وما توافقش، هل ده مبرر إن يقتل خمسة'.
وتابعت: “غدر بيه الخائن، المتهم كبير في السن ومتزوج وعنده ٣ عيال، إحنا عايزين القصاص العادل”
ابنة ضحية مذبحة الريف الأوروبي
فيما أكدت ابنة المزارع المجني عليه في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ مذبحة الريف الأوروبي أن المتهم كان شريك والدها وكان عشرة ٣٠ سنة.
وأضافت: “كانوا عشرة عمر، وما نعرفش إيه اللي خلاه يعمل كده، الأطفال اللي ذبحهم كانوا بيقولوا له يا جدي، عايزين القصاص العادل”.
وحملت القضية رقم 2290 لسنة 2022 والمقيدة برقم 476 لسنة 2022 كلي السادس من أكتوبر، والمعروفة إعلاميًّا بـ'مذبحة الريف الأوروبي'.
وعقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد عوض الله، وعضوية المستشارين خالد فائق المسلمي وعمرو وحيد محمود وسكرتير وجيه أديب.
صور ضحايا الريف الأوروبي
إحالة المتهم بارتكاب مذبحة الريف الأوروبي للجنايات
وكانت النيابة العامة أمرت بإحالة المتهم بقتل 5 أشخاص في مزرعة بالريف الأوروبي للمحاكمة الجنائية، وذلك لاتهامه بقتل المزارع عمدًا، واقترنت تلك الجناية بخمس جنايات أخرى هي قتل ابنتيه وحفيديه عمدًا، والشروع في هتك عرض إحدى ابنتيه المجني عليهما.
أدلة براءة الضحية
في البداية تلقت النيابة العامة إخطارًا في السادس والعشرين من شهر مايو الماضي بالعثور على جثامين المجني عليهم الخمسة بمزرعة بقرية الريف الأوروبي بمدينة الشيخ زايد، بالتزامن مع ما تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي من أنباء حول الواقعة، فباشرت النيابة العامة تحقيقاتها على الفور.
معاينة مسرح الجريمة
وعلى الفور انتقلت النيابة للمزرعة مسرح الواقعة لمعاينتها وإثبات ما بها من آثار، فتبينت تواجد الجثامين بعقار داخل المزرعة وبين المزروعات، وأن إصاباتهم قد تعددت ما بين ذَبحيَّة وطَعنيَّة وقَطعيَّة، كما عثرت النيابة العامة على آثار دماء كثيرة متفرقة بمسرح الواقعة، وضبطت سكينًا به آثار دماء، وعليه فقد كلفت النيابة العامة خبيرَ الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية برفع كافَّة الآثار المعثور عليها لفحصها، كما كلفت أحدَ الأطباء الشرعيين بمصلحة الطب الشرعي بإجراء الصفة التشريحية على جثامين المجني عليهم لبيان سبب وكيفية حدوث وفاتهم.
الشهود
واستمعت النيابة العامة لعدد من ذوي المجني عليهم، فشهدوا بأن المزارع المجنيَّ عليه كان يعمل بالمزرعة، ويعاونه في عمله ابنتاه المجنيُّ عليهما، وفي رفقتهم الحفيدان، وأنهم قد اعتادوا التواجد بالمزرعة طيلةَ أيام الأسبوع ومغادرتها في نهايته عائدين لمسكنهم، وكان يشاركهم في العمل رجلٌ آخر يتولى بيعَ ثمار المزرعة، ويُقيم معهم بها، ولما ارتاب ذوو المجني عليهم في أمرهم يوم الواقعة لعدم عودتهم إلى مسكنهم، وظنوا أنَّ مكروهًا أصابهم، قصدوا المزرعة واكتشفوا حينئذ مقتلَهم جميعًا.
التحريات
وكلفت النيابة العامة الشرطة بإجراء التحريات حول الواقعة، والتي تمكنت من تحديد هُويّة مرتكبها، وأنه ذلك الذي كان يشارك المجنيَّ عليهم في العمل بالمزرعة والإقامة بها معهم، وأنه في بداية العقد السادس من العمر، وبينت تحريات الشرطة تفاصيل ارتكابه الجريمة، وأنَّ باعثَه عليها هو ضبطه حالَ شروعه في التعدي على إحدى المجنيِّ عليهما وافتضاح أمره، الأمر الذي دفعه لقتلهم جميعًا، فأمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره.
اعترافات المتهم
ونفاذًا لذلك ألقى القبض عليه واستجوبته النيابة العامة فيما هو منسوب إليه من ارتكاب جريمة القتل العمديّ بظروفها المشدّدة، فأقرَّ بقتله المجنيَّ عليهم الخمسة، وأوضح أنه عقب رفض المجنيِّ عليه زواجَه بابنته، أوغَرَ ذلك صدرَه، وقرَّر الثأر لنفسه بالتعدي عليها جنسيًّا لعلمه باستقامتها وحسن أخلاقها، رغبةً في إذلالها وذويها، فاشترى مخدِّرًا لوضعه في شراب في متناول أيديهم، حتى يتحين فرصة للنيل من المجني عليها، وادَّعى أنه خلال ذلك حدثت مشادَّة بينه وبين المزارع المجنيِّ عليه، فطعنه خلالها بسكين ونحر عنقه، وقتل الباقين خشيةَ افتضاح أمره، ثم ألقى السكين بمسرح الحادث حيث ضبطتها النيابة العامة، وقد اصطحبته للمزرعة محل الجريمة حيث أجرى محاكاة مصورة لكيفية ارتكابها، وأرشد عن المشروب الذي وضع به المخدِّر.
براءة الضحية
وأكدت النيابة العامة أنَّ جماع أقوال الشهود، وما أقرَّ به المتهم في التحقيقات، فيما عرف بـ مذبحة الريف الأوروبي وما توصلت إليه التحريات، كل هذا ينفي ما تداوله البعضُ في مواقع التواصل الاجتماعي من وجود علاقة غير شرعية بين إحدى المجني عليهما وبين المتهم، وأن تلك العلاقة هي الباعث على ارتكاب الجريمة.
وحذرت النيابة العامة من الخوض في ملابسات تلك الجريمة أو غيرها من الجرائم خلالَ مباشرتها التحقيقات؛ صونًا لسلامتها وصحتها، وتجنبًا لرمي الناس بالباطل، مما قد يُعرّض البعض للمساءلة القانونية والعقاب، وتُهيب بالكافة إلى ضرورة الالتزام بما تصدره النيابة العامة وحدها من بيانات رسمية في الجرائم الجنائية في حدود العلانيَة النسبية التي تُقدّرها، بما لا يضر بسلامة التحقيقات، ويحفظ مبدأ الشفافية، وحق المجتمع في المعرفة والبيان.