ومن الحب ما قتل، مقولة لم تتحقق أركانها كاملة بعد تدخل القدر لإنقاذ الفتاة وأسرتها من الحبيب العاشق، وانتهت الحكاية بحريق ضخم في جدران المنزل، أتى على محتويات الشقة، وأنقذت العناية الإلهية الفتاة وأسرتها من موت محقق.
لم يعبأ «أحمد» بأن الزواج نصيب وقسمة، واندفع وراء رغباته وشهواته، لم يتخيل حبيبته في حضن شاب غيره، بعد ارتباطه بها عاطفيا لمدة نحو عام كامل، أصبحت تمثل كل شيء في يومه وحياته، باتت الحب الأول والأخير
سيارة إطفاء
تقدم الشاب إلى أسرة الفتاة لخطبتها بشكل رسمي، إلا أن الأهل رفضوه بداعى عدم وجود عمل ثابت له يركن إليه، أو مصدر دخل يجني عليه ربحًا شهريًا يكفي لتوفير نفقات ابنتهم وفلذة كبدهم.
جن جنون الشاب، وخرج من بيت حبيبته مطأطأ الرأس، محملًا بهموم وأعباء كبيرة، لا يعم مصيرها ومداها إلا قلبه المسكين، ظل حابسا نفسه بعيدا عن أصدقائه لنحو 4 أيام كاملة، لا يخرج لمقابلة أحد، ولم ينطق بكلمة واحدة، ظل وحيدا في غرفته.
لم يستمر صمت الشاب طويلًا إذ فكر في طريقة للإنتقام من أسرة حبيبته، أحضر جركن بنزين، وأخفاه في حقيبة سوداء، وتوجه به نحو بيت أسرتها، وعلى طريقة الأفلام العربية الحديثة، سكب البنزين على جدران المنزل، وفر هاربا بعدما ظل يتمتم بعبارات غير مفهومة.
أمسكت النيران جدران المنزل، وأبلغ الأهالي شرطة المفاطيء، وحضرت سيارتين إسعاف للسيطرة على الحريق وإخماده قبل تفاقمه وامتداده لباقي العقارات المجاورة، وتدخل الأهالي بمعاونة رجال الإطفاء لإنقاذ الفتاة وأسرتها من موت محقق، نتيجة اشتعال النيران في شتى محتويات الشقة.
رجال مباحث الأميرية، برئاسة الرائد أحمد مصلح، نجحوا في تحديد هوية الشاب المتهم، وتمكنت مأمورية من القبض على المتهم وتبين أنه ارتكب الواقعة نتيجة تقدمه لخطبة الفتاة ورفض أسرته طلبه، مما أثار غضبه الذي دفعه للانتقام وحرق الشقة، تباشر النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأمرت بحجز المتهم على ذمة تحريات المباحث التكميلية.