جلس «أحمد»، يفكر وحيدًا في غرفته المتواضعة بمنطقة المقطم، كيف سيواجه مستقبله بعد تخرجه من الجامعة؟، كيف سيتحمل نفقات يومه ومعيشته؟، في ظل أعباء اقتصادية كبيرة تقع على كاهل أسرته.
لم يدر بخيال الطالب الجامعي، الذي لم يتخط الـ 22 عاما، أن ينهي حياته بنفسه بين عشية وضحاها، غير أن حالة الاكتئاب سيطرت على وجدانه وتفكيره، لم يخرج من غرفته طويلا، إلا لقضاء حاجته، قاطع أسرته، لم يعد يتحدث إليهم إلا للضرورة، واكتفي بالصمت وحيدًا بين جدران غرفته.
استيقظت أسرة «أحمد» على نبأ كارثي، باكتشاف وفاة ابنهم، إذ طرقوا عليهم الباب كعادتهم كل صباح لإعداد وجبة الإفطار وتقديمها إليه، لم يجيبهم أحد، أعادوا طرق الغرفة، دون استجابة من الإبن، غير أنهم اكتشفوا جثته في مشهد مأساوي للغاية.
وجدت الأسرة ابنهم الشاب، معلقًا من رباط ملفوفا حول رقبته، مدلى من سقف الغرفة، وقد فارق الحياة.
صنع الشاب «مشنقة» خاصة له في غرفته، غير آسفا على حياته، تاركًا همومًا وأسرارًا كثيرة لم يبح بها لأحد.
عاين وكيل النيابة جثة الطالب المتوفي، ووجدت آثار «زرقان» حول رقبته، فصرحت بدفن جثة الشاب، وأمرت باستعجال تقرير الصفة التشريحية حول ملابسات الواقعة.
دلت التحريات الأولية أن الشاب المتوفي، 22 سنة، طالب جامعي، يمر بحالة نفسية سيئة منذ عدة سنوات، وأضافت التحريات أنه يعاني من ضائقة نفسية حادة، سيطرت عليه في أيامه الأخيرة.