كلمة قوية ألقاها اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، اليوم الأربعاء، خلال الاحتفال بالذكرى الـ72 لعيد الشرطة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين وكبار رجال الدولة.
معركة الإسماعيلية
وجه وزير الداخلية عدة رسائل في كلمته، ذكر فيها بسالة رجال الشرطة خلال معركة الإسماعيلية المجيدة التي تستعيد فيها مشاهد يوم خالد في ضمير الأمة، حين وقف رجال الشرطة، لخوض واحدة من أشرف المعارك ترسيخاً لتلاحمهم وتكاتفهم وأبناء الشعب، ليسطر التاريخ تضحيات الشرطة تعبيرًا عن عطاء وطني صادق ممتد عبر العصور إلى اليوم مؤمنًا وواعيًا بأهدافه.
الاستباق الأمني
ألمح «توفيق» في كلمته إلى تعاظم التحديات الأمنية في ظل محيط إقليمى مضطرب، وعالم يموج بالصراعات والمتغيرات، ونوه بحرص الإستراتيجية الأمنية على التعامل الفعال مع معطيات هذا الواقع من خلال ترتيب الأولويات وتقييم المخاطر والارتكاز على أسس علمية في التخطيط لتحقيق الاستباق الأمني في مواجهة ما يهدد أمن المجتمع وإستقراره.
مواجهة الإرهاب
ذكر وزير الداخلية أن وزارة الداخلية حققت نجاحات مؤكدة في مواجهة الإرهاب وتقويض نشاطه وتفكيك هياكله وتجفيف منابع تمويله إلا أنه يظل خطرا قائماً يستوجب إستمرار اليقظة الأمنية في ضوء محاولات التنظيمات الإرهابية إستغلال تراجع الأوضاع الأمنية بالمنطقة لإعادة التمركز وتكوين بؤر جديدة تتخذها منطلقًا للتمدد وإستعادة قدراتها، كما تنشط تلك التنظيمات في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب وتدريبه إفتراضيا ودفعه للقيام بأعمال عنف تستهدف مقدرات بلاده.
ترويج الشائعات
لم يفت الوزير في كلمته إلى الإشارة لسعي جماعة الإخوان لإحياء نشاطها عبر توظيف لجانها الإعلامية لترويج الشائعات وتكريس الإحباط والتحريض على العنف لزعزعة الإستقرار والسلام المجتمعى فضلاً عن إتخاذها لبعض العناصر التي قد تختلف معها فكريا كواجهة لتحقيق أهدافها المؤثمة تحت شعار 'إختلاف الفكر ووحدة الهدف'.
وأكد وزير الداخلية على تواصل أجهزة الوزارة بالضربات الأمنية الاستباقية والحاسمة ومساندة شعبية دحرها لتلك المخططات ومنع إمتداد أنشطتها إلى داخل البلاد وقطع خطوط إمدادها وتمويلها والتي تتم بأساليب غير نمطية.
بؤر إرهابية
نجحت الجهود الأمنية خلال العام الماضي في إجهاض 129 محاولة لتكوين بؤر إرهابية واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه عدد من الكيانات التجارية تقدر قيمتها السوقية بــ 3.6 مليار جنيه، رسالة قوية ذكرها الوزير في كلمته بالاحتفال بعيد الشرطة، وأشار إلى تكثيف برامج التوعية بأساليب حروب الجيلين الرابع والخامس وتفنيد الأكاذيب وتبصير الرأي العام بالحقائق.
مكافحة المخدرات
كميات الضبط غير مسبوقة في مجال مكافحة المخدرات، قاربت قيمتها '9 مليار جنيه'، بحسب كلمة وزير الداخلية، بجانب مكافحة نشاط عصابات تهريب المهاجرين على المستوى الاقليمي إستغلالًا لتراجع قدرة بعض الدول على تحقيق سيطرة كاملة بمناطقها الحدودية، ونوه الوزير إلى نجاح الضربات الأمنية المكثفة في تقويض عمليات تهريب المهاجرين إنطلاقا من البلاد وضبط القائمين عليها وإجهاض محاولات غسل الأموال المتحصلة منها والتي بلغت العام الماضي قرابة 253 مليون جنيه.
المؤسسات العقابية
أشار وزير الداخلية إلى تطوير مفهوم العدالة الإصلاحية بتحويل المؤسسات العقابية إلى مراكز إصلاح وتأهيل أثبتت التجربة نجاحاً متميزاً في تحقيق مستهدفاتها لتقويم سلوك النزلاء وتنمية مهاراتهم المهنية والحرفية والتي ساهمت في إقبال العديد من المفرج عنهم على الإندماج في المجتمع والإبتعاد عن الجريمة بمعدلات فاقت المتوقع منها.
وتابع موضحا استحواذ التجربة المصرية على أنظار المجتمع الدولي، إذ أشادت بها المنظمات الدولية المعنية بإعتبارها أحد أبرز التجارب خلال الفترة الأخيرة في مجال تحسين ظروف الإحتجاز، وتم استقبال وفود العديد من الدول الأجنبية الكبرى للوقوف على تفصيلات التجربة ونقلها إلى بلادهم.
وامتدادا لدورها المجتمعي، أكد الوزير على حرص الوزارة على رفع الأعباء عن كاهل أهالينا من محدودي الدخل بالتوسع في المبادرات التكافلية وتيسير تقديم الخدمات الأمنية الجماهيرية لاسيما لكبار السن وذوي الهمم واستحداث مراكز متطورة ثابتة ومتحركة لإتاحة تلك الخدمات دون عناء.