في منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة، حيث تتناغم أصوات الحياة اليومية بين ضجيج السيارات وضحكات الأطفال، كان يعيش 'مصطفى' الحارس البالغ من العمر 50 عامًا، وحدة قاتلة خلف ابتسامة حذرية، في عالم يحيط به لكنه يشعر فيه بأنه غريب.
مصطفى.. حارس بدرجة حبيب لكل الأهالي
لم يكن مصطفى مجرد حارس عقار؛ بل كان جزءًا من النسيج الاجتماعي للمنطقة، يعرف كل السكان، ويحافظ على النظام والأمان، لكن من خلف تلك الصورة القوية، كان يعاني من حالة نفسية سيئة واكتئاب حاد، كما ذكر بعض جيرانه المقربين منه.
مع مرور الوقت وبالرغم من تفانيه في عمله، كانت أعباء الحياة تثقل كاهله، ومع الشعور بالوحدة الذي بدأ يستحكم فيه، كانت الأيام تتلاشى دون أن يشعر، حتى أصبح الصوت الداخلي الذي يهمس له بـ'اليأس' أكثر ارتفاعًا من أصوات الحياة من حوله.
انتحار مصطفى في جنش السقف
في يومٍ فاصل، أخذت الأمور مجراها الحزين، استخدم مصطفى حبلًا لربطه في 'جنش السقف' داخل غرفته، ما أسفر عن إنهاء حياته بطرق مؤلمة ومأساوية.لم يكن هناك من يعرف ما الذي كان يدور في أعماقه، أو من انتبه إلى الشبح الذي كان يتجول في عينيه، فيما جاء بلاغ العثور على الجثة ليفاجيء الجميع؛ ويحتل الصمت المرعب كافة أرجاء المبنى.
لا شبهة جنائية في الحادث
سارعت قوات الأمن إلى موقع الحادث، حيث بدأوا بالتحقيق في ظروف وفاته، بينما سيطرت حالة من الحزن والصدمة على جيران الضحية.
لم تظهر أي مؤشرات تدل على وجود شبهة جنائية، بينما يواصل رجال النيابة العامة جهودهم للوقوف على التفاصيل الكاملة لحادث وفاة المجني عليه.