رغم الأهمية الاقتصادية والسياحية لآثار بورسعيد لإثراء الأوضاع الاقتصادية والتجارية بالمحافظة التى عانت من الكساد التجارى منذ عدة سنوات إلا أن آثار بورسعيد تقف شاهدة على ضعف إرادة الأجهزة التنفيذية فى استغلالها لوضع بورسعيد على خريطة السياحة فأغلب هذه الآثار تحكي تاريخ حفر قناة السويس والمراحل المتعاقبة فى القناة بدءا من رصيف ديليسبس والفنار والقبة ومتحف قناة السويس.
وقد طالب عدد من أبناء المدينة بضرورة عمل بانوراما شاملة بمنطقة رصيف ديليسبس تحكي بالصوت والضوء تاريخ بورسعيد، والتقت 'أهل مصر' بمدير عام آثار بورسعيد طارق إبراهيم؛ ليكشف لنا عن كيفية تنمية واستغلال المناطق الأثرية والتراثية بالمحافظة، حيث أكد أن مدينة بورسعيد غنية بتراثها الأثري والعمراني الذي يعكس جوانب حضارية من تاريخ الأمة المصرية، وهذا التراث منتشر في أنحاء المحافظة ويعكس في الوقت ذاته شخصية كل حي من أحيائها، لذلك كان من أهم الاستراتجيات التى يجب أن نركز عليها منظومة لإدارة هذا التراث بطريقة فعالة منها توثيق التراث وترميمه والتعريف به وحسن إدارته حتى يصبح هذا التراث صناعة متميزة يمكن ان تعود على الوطن بالنفع المادي بجانب الحفاظ عليه وإبرازه ، وهنا لابد أن يكون هناك توجه نحو المحافظة على هذا التراث والاهتمام به بكل الصور سواء من قبل الجهات الرسمية أوغير الرسمية ، حيث تكمن أهمية هذا التراث في عدد من الجوانب سوف يكون لها مردود ايجابي في عدد من النواحي على المدينة .
القيمة الاقتصادية
وتابع مدير عام آثار بورسعيد: 'لعل العدد الكبير من المواقع والمنشات الأثرية الموزعة على اغلب أحياء المحافظة يتيح فرصة كبيرة لاستثمارها خاصة وان المدن التى تتوافر فيها الآثار تمتلك نسبه اضافيه تمكنها من استقطاب المزيد من الاستثمارات السياحية ، فالتراث الاثرى والعمراني يعد وعاء لمعظم أنشطة السياحة'.
وأضاف: 'ومن المؤكد ان الاستثمار فى مواقع التراث يؤدى إلى الكثير من المنافع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية سواء الناتج عن مشاريع إعادة التأهيل وتوظيف ما تمتلكه المحافظة من مناطق أثرية كتنيس والفرما وتونة وحصن الأشتوم ولجان وجزيرة حصن الماء (معيبد) وغيرها وكذلك المباني الأثرية الفريدة والمنتشرة فى المدينة ومعظمها بحاله جيدة يمكن إعادة تأهيلها والترويج لها من اجل استثمارها وبالتالي سوف تتيح مزيدا من فرص العمل كما أن مواقع التراث تعد وعاء ووسيلة لأحياء المهن والحرف التقليدية فدائما ما ينشأ بجوار مواقع التراث ورش ومصانع صغيرة لصناعة ماهو قديم وتراثي'.
اثار بورسعيد خارج الخدمة ..التراث الاثرى والعمراني فى بورسعيد شاهدا لما كان يعيشه الإباء والأجداد من حضارة
القيمة الثقافية والحضارية
وأوضح مدير آثار بورسعيد أنه يعتبر التراث الاثرى والعمراني شاهدا لما كان يعيشه الآباء والأجداد من حضارة، فهو يعكس حضارة وثقافة الأمم ومدى تكيفها مع البيئة وهو رمز لتطور الإنسان عبر التاريخ ومعبر عن القدرات التى وصل إليها فى تكيفه مع البيئة المحيطة كما أنه شاهد محسوس علي تجربة عمرانية مر بها الإنسان تبرز المعاني والقيم والهوية العمرانية المرتبطة به ، لذلك يعد التراث العمراني النموذج المرجعي لكل أمة تريد أن تحافظ على هويتها الحضارية بين الأمم. فالتراث يضم بين ثناياه كثير من الأسس والمبادئ والدروس والعبر التي لابد الوقوف عندها والقياس عليها للمساعدة في تطوير بيئتنا العمرانية والأثرية'.
واستكمل: 'كما يعتبر التراث عامة مرآة تعكس جانباً من جوانب الهوية الوطنية للدولة ؛ لعرض بعدها التاريخي، وأصالة شعبها وحضارتها، خصوصاً مع انتشار العولمة التي تبث في ثناياها ثقافةً وعمارةً غريبةً أثرت سلباً في بيئتنا وهويتنا المحلية من ثقافة وعمارة ؛ لذلك أصبح من الضروري المحافظة على تراثنا وهويتنا المحلية وتطويرها مع ما يتناسب من حياة عصرية بما يثبت أصالة ثقافتنا على خريطة الثقافة العالمية .
القيمة الاجتماعية
وكشف مدير الاثار أن تنمية الآثار والتراث العمراني تسهم في زيادة الوعي لدى المجتمع المحلى من خلال البرامج والفعاليات التي تقام في مواقع الآثار والاحتفاء بالزوار واكتساب معارف ومهن جديدة تسهم في تنمية المجتمع المحلى وتحسن دخل أفراده. وينقسم تراث بورسعيد إلي نوعين (الآثار المسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، والمباني ذات الطابع المعماري المميز).
الآثار المسجلة
تلال أثرية داخل بحيرة المنزلة ضمن الحدود الإدارية للمحافظة بورسعيد: تل تتيس الاثرى (مدينة تنيس ) تل تونة الاثرى (قرية تونة ) - ضريح عبد الله بن سلام ، تل غصين (حصن الأشتوم)
منشات أثرية داخل المدينة: الجامع العباسي، قاعدة وتمثال ديليسبس والرصيف المقدم له، مبنى هيئة قناة السويس، فنار بورسعيد القديم ، كنيسة سانت أوجيني.
الآثار تحت التسجيل: طابية الديبة ، الكنيسة اليوناني ، كنيسة الظهور (الانجليزي ) كنيسة العذراء والملاك ميخائيل المعروفة بالكاتدرال ، النص التاسيسى للجامع التوفيقي ،مبنى القنصلية الفرنسية المعروف ( بفيلا اوجينى ). الكنيسه الايطالى ، فندق ناشونال بميدان المعدية ، مبنى المحكمة المختلطة ببورفؤاد.
المباني ذات الطابع المعماري المميز
لما كانت محافظة بورسعيد تتسم بمبانيها التي جمعت خليط رائع لطرز معمارية متنوعة لدول البحر المتوسط، فكانت في أوائل القرن العشرين أكبر مدينة متعددة الجنسيات في العالم و كانت هناك مقولة شهيرة أنه إذا كنت من هواة السفر وأردت أن تقابل شخصاً فعليك فقط أن تنتظره في بورسعيد. فجمعت في مبانيها أجمل ما أبدع معماريون فرنسيون و يونانيون و إيطاليون من الجاليات التي كانت تستوطنها و تنوعت هذه البيوت في تكوينها بين الحجارة والخشب، كما تميزت بوجود حي للعرب وآخر للأجانب إختلف فيهما الشكل المعماري وفقاً لتقاليد الحياة المختلفة.
ويبلغ عدد هذه المباني والتى تم حصرها مؤخرا ( 644 ) طبقا لقرار مجلس الوزراء رقم 1096 لسنة 2011 بشأن تقيد العقارات بسجلات التراث المعماري لمحافظة بورسعيد وينطبق عليها احكام القانون رقم 144 لسنة 2006 وقرار مجلس الوزراء رقم 192 لسنة 2007 وهى موزعة في أحياء المدينة على النحو التالي: حي الشرق (340 ) حي العرب (106) حي المناخ (59 ) مدينة بور فؤاد ( 139 )