قال الدكتور محمد عبد المنعم، أستاذ التمثيل والإخراج بقسم المسرح بجامعة الإسكندرية، إن ثورة يوليو المجيدة حققت نهضة ملموسة في المسرح المصري منذ الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، موضحًا أن ثورة يوليو حولت نظام الحكم فى مصر من النظام الملكى إلى النظام الجمهورى، وكان لها دور فى تطوير مفهوم المسرح المصرى كمؤسسة ثقافية، واستخدامها للمسرح كأداة من أدواتها وكأحد أجهزتها التى تستخدمها لترسخ فلسة النظام الاشتراكى الجديد الذى يمثل إرادة الشعب المصرى، لافتًا إلي أنه بموجب ذلك اكتسب مسرحنا المصرى شرعية وجودة وتحول إلى مركز مهم من مراكز التأثير الاجتماعى.
وأضاف "عبد المنعم"، أن هذه المكانة الرفيعة التى حظى بها المسرح المصرى فى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين قد تحققت بسبب مجموعة من العوامل التى تبلور اهتمام حكومة الثورة بمسرحنا المصرى وقتذاك، وهى اهتمام حكومة الثورة بإيفاد البعثات العلمية للمسرحيين المصريين إلى مختلف دول العالم لدراسة فن المسرح وعلومه وتقنياته فى مواطنه الأصلية ونقل هذه الخبرات لمسرحنا المصرى.
وأشار أستاذ التمثيل والإخراج، إلى فضل المناخ الثورى فى ظهور الكاتب المسرحى الملتصق بقضايا مجتمعه والذى كتب نصوصًا محلية تناقش متغيرات الأحداث المجتمعية بعد الثورة من أمثال نعمان عاشور وسعد الدين وهبه ورشاد رشدى وألفريد فرج وغيرهم، مشيرًا إلي جهد حكومة الثورة فى إنشاء المصالح الفنية والمؤسسات الثقافية التى من شأنها وضع الخطط الاستراتيجية لتطوير الفنون فى مصر وفى مقدمتها فن المسرح، وكذلك إنشاء المؤسسات التعليمية كأكاديمية الفنون بمعاهدها الثمانية والتى من شأنها إعداد خريجين يمتلكون العلم والموهبة فضلًا عن تطوير معهد الفنون المسرحية.
ولفت إلي تشجيع حكومة الثورة على ظهور وتوالد الفرق المسرحية المختلفة لإنعاش حقل المسرح المصرى، والاهتمام بتأسيس الثقافة الجماهيرية وبناء قصور الثقافة فى مختلف محافظات مصر، والعمل على استقدام المخرجين الأجانب إلى مصر لإخراج تجارب مسرحية للمسرح الدرامى والمسرح الغنائى على حد سواء للاستفادة من التجربة المسرحية الأجنبية، إضافة إلي توفير الحكومة للأمن الاقتصادى للمسرحيين عن طريق توفير مرتبات ثابتة لهم تحميهم من العوز والإفلاس، مع الاهتمام بتنشيط حركة النقد والترجمة على يد كبار رواد حركة التنوير فى مصر.
جاء ذلك خلال استضافته في لقاءٍ ثقافي أذاعته قناة وزارة الثقافة باليوتيوب، والصفحات الرسمية للهيئة العامة لقصور الثقافة، اليوم الخميس، تابع لفرع ثقافة الإسكندرية تحت إشراف مسعود المصرى، رئيس فرع ثقافة الإسكندرية، ومروة الحمامصى، مدير الشؤون الثقافية، وتحت رعاية أحمد درويش، رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى.
ويأتي ذلك فى ظل احتفالات الدولة بمناسبة الذكرى الـ 68 لثورة 23 يوليو 1952، وفى إطار المبادرة الإلكترونية لوزارة الثقافة تحت شعار "الثقافة بين إيديك" والتى دشنتها الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، وهى المبادرة المعنية بتقديم فعاليات ثقافية وفنية مختلفة على قناة وزارة الثقافة على اليوتيوب، وتستهدفت إيصال جميع أنواع الفنون إلى الجمهور وهو في منزله، ونشر الوعي بين أبناء الوطن خاصة الشباب والأجيال الجديدة.
جدير بالذكر أن الدكتور محمد عبد المنعم حاصل على الماجستير والدكتوراه فى المسرح المصرى ومختلف صوره الفنية فى علاقته بالسياسة والثورات، وعضو اتحاد كتاب مصر، وعضو نقابة الممثلين فى التمثيل والإخراج، ورئيس المنظمة العالمية للشعر فى إفريقيا، ومن أعماله الفنية على شاشات التليفزيون المصرى مشاركته في مسلسل "لأعلى سعر" بطولة زينة ونيللى كريم وأحمد فهمى، ومن أعماله للسينما مشاركته في فيلم "صاحب المقام" بطولة آسر ياسين ويسرا ومنتظر العرض السينمائى فى عيد الأضحى المبارك، ومن أعماله المسرحية دور عميد بالقوات المسلحة المصرية فى مسرحية "عفاريت بابا" بطولة رضا حامد والراحل محمد شرف.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
