أبي ... المهاجر نحو الشرق عندما يعانق عبد القادر الاجطل . .كلمات من لحم ودم وليست حبرا على ورق

عبد القادر الاجطل
عبد القادر الاجطل

كتاب ينطلق من رؤية الكاتب أن تاريخ أحاد الناس وتفاصيل كفاحهم ومكابدتهم لصنوف المشاق من أجل العيش الكريم يمثل قيمة تستحق الاحتفاء بها وتوثيق محطاتها الفارقة وصولا إلى فهم أعمق ومعرفة أدق بطبائع الخلق وخصائص الشعوب وظروف المجتمعات التي شكلت الواقع ورسمت الحاضر.

قد يستهوي البعض إصدار الأحكام المتعجلة والتعميمات السهلة على الشعوب والبلدان ما يعد ابتعادا عن المنهجية العلمية التي تتسم بالتريث وتتجنب القطع وتجنح إلى المقاربات بعيدا عن المجازفات في الجوانب الاجتماعية خاصة والإنسانية عامة.

أبي

كتاب ينطلق من سيرة أبي ليستخلص العبرة ويسجل عبر الوقفات والاستطرادات بعض النظرات الفلسفية والمقاربات الفكرية والدروس العملية.

أبي

قصة الكتاب تصل إلى الحبكة وتبلغ الذروة في رحلة الهجرة التي كانت مفصلا في حياة أبي وعائلته فكان ما بعدها مختلفا تماما عما قبلها على الرغم من شدة المعاناة وعمق الجراحات التي خلفتها الرحلة الشاقة نحو الشرق.

الكتاب ليس مقطوع الصلة عن الواقع الليبي الذي تُستدعى فيه الحوادث التاريخية والوقائع التي مرت بالبلاد بانتقائية ويطفو على السطح الحديث عن التقسيم بوصفه أحد الحلول للمشكلات الآنية والصراعات المتجددة؛ وهو استسهال غير مبرر لهذا الأمر المناقض لنضال الأجيال التي دفعت ثمنا باهضا للوحدة وهو في ذات الوقت محبط لآمال الشعب الذي لم يُستفتى ولم يُسأل عن مثل هذه السرديات التفتيتية التي لا تنتج إلى مزيدا من التفكك والوهن؛ المهاجر نحو الشرق ... هي العبارة المحملة بحمولة تاريخية وجغرافية وديموغرافية ردا على المسوقين للتقسيم هداهم الله.

التواريخ والأماكن التي دارت فيها أحداث القصة ترسم الظروف الموضوعية التي تشكلت فيها الشخصيات وتحركوا فيها من أجل بلوغ بطل هذه القصة إلى غايتها والتي تمثلت في المحافظة على كيان أسرته وإتاحة الفرصة لأبنائه وأحفاده للعيش الكريم ... فخرج من صلبه رجال ونساء استكملوا دراستهم وشقوا طريقهم فكان منهم الأستاذ الجامعي والمهندس والمحامي والتاجر والإداري والنجار والمحاسب.

الليل الحالك الذي خيم على حياة بطل القصة خلال الأعوام الأولى من عقد الأربعينيات انجلت ظلمته تدريجيا في العقود التالية حتى طلع الفجر على هذه العائلة في عقد الستينيات وما تلاه وانتقلوا من الضيق إلى السعة ومن التنقل والتحول إلى الاستقرار والعيش الكريم.

ولكل ليل حالك فجر منير يطارده ويسعى بعزم للحلول محله وتمهيد الطريق لبزوغ الشمس المشرقة التي تزيل الظلمات وتدفع كل قتام وعتمة فتتضح الرؤية ويهتدي السائر في دروب الحياة إلى مسارت الازدهار.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً