مصطفى الفقي: شكل العالم قد تغير ولن يعود مثلما كان عليه قبل كورونا

مصطفى الفقي
مصطفى الفقي

أكد الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، أن شكل العالم قد تغير ولن يعود مثلما كان عليه، قبل أن يعرف الفيروس المستجد كوفيد- 19 طريقه إلى الكون، مشيرا أن الخدمات الثقافية ستكون على فضاء الإنترنت، فمع انتشار الفيروس سعت الكثير من المؤسسات الثقافية إلى تقديم خدماتها المتنوعة إلكترونيا؛ من كتب، وخدمات مكتبية، إلى الفنون، والعروض الموسيقية.

جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية للعدد الثالث من "النافذة الإعلامية"، يوليو 2020، التي صدرت عن قطاع الإعلام والاتصال بمكتبة الإسكندرية، وهى نشرة إعلامية تهدف إلى التعريف بأهم أنشطة مكتبة الإسكندرية وتسليط الضوء على أبرز الفعاليات والندوات والإصدارات التي قامت بها المكتبة.

وأكد الفقي، في الرسالة التي وجهها من خلال النافذة الإعلامية، أن ما يحدث في مصر حاليا إنما هو خدمة جليلة لمستقبل الدولة، وتحويلها إلى دولة رقمية، كما كانت حكوماتها تسعى عبر السنوات الأخيرة، فضلا عن استخدام وسائل المجتمع الحديث، والأخذ بأساليب العلم وطرائق المعرفة.

وتتضمن النافذة التي تأتى في 48 صفحة مجموعة من الملفات الرئيسية التي تركز على أهم المحاور التي قامت بها مكتبة الإسكندرية في أنشطتها وفعالياتها الرقمية خلال ذروة انتشار الفيروس المستجد كورونا، وتفاعل الكثير من الشباب والباحثين ومتابعي أنشطة المكتبة معها.

وحرصت النافذة على إلقاء الضوء بفوز مكتبة الإسكندرية من قبل الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم) وتقديرا للأنشطة والخدمات التي تقدمها مكتبة الإسكندرية، يأتي ذلك الفوز تأكيدا على القدرات العلمية والتكنولوجية التي تمتلكها المكتبة ليبقى دائما شعارها العلم متاح رغم أي معوقات.

وألقت النافذة الإعلامية الضوء على مبادرة "معاك في البيت"، وهى جولات حية من داخل المكتبة أطلقها قطاع التواصل الثقافي في إطار الجهود التي تبذلها المكتبة لتوصيل خدماتها الثقافية والتنويرية عن بعد لكل روادها داخل مصر وخارجها، في ظل الإجراءات الاحترازية التي تنتهجها مؤسسات الدولة المصرية للوقاية من فيروس كورونا.

وعرضت النافذة ملفا كاملا عن ساحر الجرانيت الفنان الراحل "آدم حنين"، حيث وعت مكتبة الإسكندرية قيمةَ هذا الفنان، وسَعت إلى أن تضم بين جناباتها معرضًا دائمًا للفنان آدم حنين، وأفردت له على جدرانها أكثر من ثلاثين لوحة على ورق البردي وغيره؛ ما بين ملونة أو أبيض وأسود بأحجام مختلفة؛ حيث تعكس هذه الأعمال أسلوبه الفني المتفرد طوال مشواره، فقد اتسمت أعماله - خاصة في مجال النحت- بالأشكال المجردة والأحجام والكتل الصافية، لتظهر معالجته لهذه الكتل والأحجام بخطوط مستقيمة ومحددة، ركَّز فيها آدم على الجوهر والأساس، مع مجرد لمحاتٍ وتلميحات فائقة التبسيط، تعطي لمسات ساحرة.

وقامت النافذة الإعلامية بتقديم شامل ومفصل عن أبرز الندوات الافتراضية التي نظمتها مكتبة الإسكندرية خلال فترة الجائحة للتوعية بالفيروس، فكانت من أهم الندوات التي عقدت عبر المنصات الإلكترونية محاضرة بعنوان "الحقيقة والخيال حول الكائنات المعدلة وراثيًّا"، بمشاركة علماء حاصلين على جائزة نوبل، في مجالات علمية مختلفة، وندوة علوم البيانات التي تناولت دور علوم البيانات في فهم تفشي فيروس كورونا في مصر: دراسة من الماضي والحاضر والمستقبل، وندوة بعنوان "الذكاء الاصطناعي في مواجهة جائحة فيروس كورونا".

كما نظمت المكتبة ندوة أخرى بعنوان "وباء الكورونا: طبيعة تجارب اللقاح والدواء وتقنيات التحاليل ودور الأدوات الثلاث في مصر"، ألقاها الدكتور أشرف الفقي؛ استشاري الأبحاث الإكلينيكية والمناعة بمؤسسة "إي إم إس"، بولاية ميريلاند بالولايات المتحدة، وزميل سابق بهيئة سلامة الدواء الأمريكية، وأدار النقاش الدكتور شريف حماد؛ وزير البحث العلمي الأسبق.

وكذلك ندوة بعنوان "الحقيقة والخيال حول الكائنات المعدلة وراثيًّا"، ألقاها السير ريتشارد جون روبرتس؛ الحاصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب، سنة 1993، وهو حاليًّا الرئيس التنفيذي العلمي للمعامل الحيوية لنيو إنجلاند بالولايات المتحدة، وهو في الأصل عالم كيمياء حيوية وبيولوجيا جزيئية بريطاني، كما نظم مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، حلقة نقاشية افتراضية، بعنوان "جائحة كورونا وانعكاساتها المحلية والإقليمية والدولية".

وقدمت النافذة الإعلامية عروضا تفصيلية لإبراز إصداراتها والتي كان منها كتاب "سبعة أيام في فندق سيسيل" في طبعته الأولى باللغة اليونانية، عام ٢٠٠٠، وهو من تأليف دكتور هاري تزالاس، وأصدر مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط في عام 2010، وكتاب توثيق الحرف والمهن الشعبية في القاهرة الذى صدر عن مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، التابع لقطاع التواصل الثقافي حيث تعد الحرف الشعبية من أهم الموضوعات التي حظيت باهتمام دولي ومحلي في العقود الأخيرة، بالإضافة إلى كتاب "التطرف على الانترنت".

وصدر عن مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية كتاب "التطرف على الإنترنت: قراءة في الأدبيات 2006-2016"، وهو من تأليف ألكسندر ميلياغرو هيتشنز، ونيك كادربهاي، وترجمة محمد عوض يوسف، ويتناول الكتاب الذي صدر في نسخته الأصلية عن مركز دراسات العنف والتطرف بكينجز كولدج بلندن، خريطة أنشطة الجماعات الراديكالية المتطرفة على شبكة الإنترنت في الفترة من 2006 إلى 2016.

واستمراراً لجهود مكتبة الإسكندرية في دعم الشباب لاختيار كليتهم فقد نظم برنامج دراسات التنمية وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية بمكتبة الإسكندرية، المؤتمر السنوي الثالث عشر "اختر كليتك"، والموجه إلى طلاب الثانوية العامة بهدف إرشادهم ومساعدتهم على اختيار الكلية التي تتناسب مع ميول وقدرات كل منهم.

وسلطت النافذة الإعلامية الضوء على إبداع التطور الرقمي الذى تنشده المكتبة، وتواصل قطاع مكتبات مع جمهوره عن بعد، والإطلالة التي قدمتها مراكز وإدارت المكتبة عبر اليوتيوب لنشر خدمات المكتبة العلمية والثقافية عبر المنصات الإلكترونية خلال فترة انتشار فيروس كورونا المستجد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إعلام إسرائيلي: تل أبيب تدرس الاستئناف على قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو