تشهد محافظة الإسكندرية طفرة في المشروعات التنموية والخدمية التي يُجرى تنفيذها حاليًا، وهناك عددًا من المشروعات المقرر افتتاحها خلال الفترة المقبلة حيث تم إنجاز نسبة كبيرة من معدلات تنفيذها، كما توجد مشروعات جديدة مقترحة تعتزم المحافظة تنفيذها فور الموافقة عليها والتي من شأنها أن تُحدث نقلة نوعية كبيرة بالإسكندرية، ومنها مشروع تطوير ميناء الإسكندرية البري، أو الموقف الجديد بمنطقة محرم بك بنطاق حي غرب، ومشروع تطوير حلقة الأسماك بنطاق حي الجمرك.
ووافق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، على تنفيذ مشروعي تطوير الموقف الجديد وتطوير حلقة الأسماك المقترحان، وذلك خلال اجتماعٍ عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بحضور اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، واللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، واللواء سامي غنيم، مدير أمن الإسكندرية، مُوجهًا بضغط معدلات التنفيذ؛ من أجل الانتهاء منها في أسرع وقت ممكن.
وتستعرض 'أهل مصر' خلال السطور التالية أهم المعلومات عن الموقف الجديد وحلقة الأسماك التاريخية.
- الموقف الجديد:
بدأت فكرة مشروع تطوير الموقف الجديد في يونيو الماضي، وتحديدًا في اليوم السادس من الشهر، حيث وجه اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، المسؤولين بإعداد دراسة فورية خلال أسبوع لتطوير الموقف الجديد وجعله نموذج متحضر، مؤكدًا أن هذا ميناء الإسكندرية البري وليس سوق أو موقف ومهمته جعله واجهة تليق بمكانة المدينة، مشددًا على عدم استخدام مسمى الموقف الجديد.
الموقف الجديد بالإسكندرية
ويقع ميناء الإسكندرية البري، أو الموقف الجديد بمنطقة محرم بك بنطاق حي غرب, وهو موقف حافلات ومشاريع وسيارات التاكسي أًنشئ حديثًا، وهو نقطة الانطلاق والوصول الرئيسية للمسافرين برًا من وإلى مدينة الإسكندرية، ويقع بجوار الطريق الدائري، وكان موقف الحافلات قبل ذلك يقع قرب محطة قطار سيدي جابر، قبل أن يقوم محافظ الإسكندرية الأسبق عادل لبيب بإلزام الحافلات باستخدام هذا الموقف.
الموقف الجديد بالإسكندرية
وسيُقام مشروع تطوير الموقف الجديد الذي يقع حاليًا على مساحة 27 فدانًا بتكلفة تبلغ 25 مليون جنيه؛ وذلك من أجل إعادة التخطيط الحضري لقطعة الأرض التي سيقام عليها وهي منطقة غير مستغلة، ويتضمن المشروع ميكنة كافة الخدمات ودورة العمل، علاوة على توسيع الأنشطة التجارية والخدمية بما يُعظّم دخل المحافظة، ويخدم احتياجات المواطنين.
- حلقة الأسماك التاريخية:
تقع حلقة الأسماك في منطقة الجمرك بالأنفوشي، بمنطقة بحري الشهيرة بالإسكندرية، وتعد أشهر وأقدم سوق للأسماك بالمدينة، ومعلمًا أثريًا، حيث شُيدت في عام 1834م، وتقع في مثلث عمراني مميز، فتجاورها قلعة قايتباي التاريخية، وعلى مقربة منها يقع قصر رأس التين العظيم الذي شهد رحيل آخر ملوك مصر الملك فاروق، ورغم أنها أحد أبرز معالم المدينة إلا أنها عانت خلال السنوات الأخيرة من حالة غير مسبوقة من الإهمال والتردي.
حلقة الأسماك بالإسكندرية
وفي شهر يناير من العام الجاري، أعلن اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، خلال لقاءه ببائعي الحلقة، أن المحافظة بصدد الانتهاء من دراسة مشروع تطوير حلقة الأسماك، من خلال الاستعانة بمتخصصين وسيتم تخصيص أماكن بها لتجّار الجملة وكذا تجّار التجزئة، لتنتهي أعمال التطوير خلال عام، لتصل إلى المستوى الذي يليق بالإسكندرية أهم محافظات مصر الساحلية.
ويهدف مشروع تطوير حلقة الأسماك إحياء تراث المحافظة، فهي تعتبر جزءً لا يتجزأ من تاريخ الإسكندرية، فهي لم تبارح مكانها منذ قرابة مائتي عام، إلا أن مبناها لم يعد يحمل تاريخ إنشائها، فكثير من آثاره مُحيت نتيجة عوامل التعرية، وهي تشغل مساحة كبيرة نسبيًا، ومبناها مستطيل الشكل يعرض السماكون طاولاتهم التي تضم مختلف الأنواع من الأسماك الطازجة، وأنواعًا متعددة من المأكولات البحرية، تغمر رائحتها مدخل منطقة الأنفوشي، وأصبحت رائحة الأسماك النفاذة تميز المنطقة، وتمثل الحلقة فيلمًا وثائقيًا عن حياة السكندريين الأصليين حيث كانوا يحترفون الصيد كمهنة أساسية.
محافظ الإسكندرية يتفقد حلقة الأسماك
والحلقة أنشأتها قوات الاحتلال البريطاني عام 1834م وقت الحرب العالمية الأولى لتكون معسكرًا لهم مجاورًا للميناء، وقامت بإدارة السوق للتأكد من توفير الطعام للجنود الإنجليز، وبدأت الحلقة بمجموعة من بائعي السمك كانوا يجتمعون في شكل دائرة كل صباح لبيع ومقايضة ما يصطادونه من البحر، وكانوا يقفون بشكل الحلقة حتى يحكمون الدائرة حول الزبون فلا يغادر إلا واشترى من أحدهم أو قايضه، ومع انتهاء الحرب وبسبب تكرار الشجارات بين الصيادين وبعضهم على أماكن الوقفة والبيع فقررت قوات الاحتلال أن يبنوا سوقًا للسمك في هذا المكان وبالفعل تم بناؤه على طراز أسواق السمك الأوربية، والتي يكون السوق فيها مبني مستطيل الشكل قائمًا على أعمدة رخامية مقسّمة المساحة لـ 3 صفوف بالطول وكل صف مقسّم لمجموعة من الباكيات التي يقف فيها الصيادون بطول المبنى، ثم آلت الحلقة إلى الحي، وتم تطويرها عام 2000، وتم إسنادها للغرفة التجارية لتديرها، وقامت بتقسيمها إلى أماكن للجملة والتجزئة وأماكن للبائعين المتجولين، وهم يدفعون حق انتفاع شهري.
ولحلقة الأسماك نظام إداري يحكم عملية البيع والشراء ويُنظم أماكن العرض، وتضم الحلقة 17 باكية، و13 مخزن خدمات للتجّار، وتوجد بها مخازن علوية في مبنى جديد متاخم لها يتم تخزين الأسماك فيها، ويتنوع العاملين في الحلقة بين معلمين، وباعة، وعمال مساعدين، ويختصون بتصليح الطاولات الخشبية التي توضع بها الأسماك، والتي تصنع من خشب الأشجار في مصنع مختص بها في رشيد.
محافظ الإسكندرية يلتقي البائعين بحلقة الأسماك
ويأتي مشروع تطوير حلقة الأسماك بمثابة إحياءً لتراث المحافظة، حيث سيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين، بتكلفة إجمالية 100 مليون جنيه، وتشمل المرحلة الأولى إنشاء منطقة خدمية متكاملة لأسواق الجملة والقطاعي من خلال استغلال أرض مجاورة للحلقة مساحتها 3299م2، وفي المرحلة الثانية من المشروع سيتم التوسع في المناطق الخدمية من خلال إقامة عدد من ثلاجات الأسماك والمصانع والمخازن.
محافظ الإسكندرية يُجري جولة بالموقف الجديد
محافظ الإسكندرية يُجري جولة بالموقف الجديد
الموقف الجديد بالإسكندرية
الموقف الجديد بالإسكندرية
محافظ الإسكندرية يُجري جولة بالموقف الجديد