فن المانجا الياباني.. القصص المصورة في الوطن العربي إبداع أم غزو ثقافي للعقول؟

فن المانجا الياباني.. القصص المصورة في الوطن العربي إبداع أم غزو ثقافي
فن المانجا الياباني.. القصص المصورة في الوطن العربي إبداع أم غزو ثقافي

فن المانجا الياباني يعد أحد أهم مصادر الدخل في طوكيو منذ ظهوره لديهم، فعائدات المانجا الأسبوعية في اليابان تعادل العائدات السنوية لصناعة القصص المصورة في أمريكا الأمر الذي يجعل منه فنا عالميا ينتظره العالم أجمع من اليابان سواء بالتقليد أو ظهور تعديل جديد فيه لدرجة باتت معها كل أطفال علي مستوي العالم يحبون القصص المصورة أو حتي تحولها إلي أنمي بعد ذلك، ولا تجد طفلا في وطننا العربي بخاصة إلا ويعرف مسلسل أنمي أو قصص مصورة يابانية حتي الكبار لو مروا أمام التلفاز فوجدوا مسلسلا فتجدهم يتسمرون أمامه حنينا وتعلقا بهذا الفن.

ما فن المانجا الياباني؟

وفن المانجا الياباني هو الفن التي يشير إلي كل أنواع الرسوم المتحركة، والكاريكاتير، وتقنية تحريك الصور المعروفة بالأنمي تنتج عنه، وقد غزت المانجا المجتمعات الغربية في بداية الثمانينيات، مع موجة اقتحام الأنمي 'الرسوم المتحركة اليابانية' لشاشات التلفزيون الأوروبية، والتي لاقت رواجًا كبيرًا في أوساط الشباب على الخصوص.

فن المانجا الياباني.. القصص المصورة في الوطن العربي إبداع أم غزو ثقافيفن المانجا الياباني.. القصص المصورة في الوطن العربي إبداع أم غزو ثقافي

هناك أنواع عديدة من قصص المانجا والتي يتم إصدارها بشكل دوري في اليابان وأهمها الـ'Shônen' أو المانجا التي يكون بطلها ولداً أو صبياً وهي غالباً ما تحتوي أحداث أكشن ودعابة، و الـ'Shôjo' أو المانجا التي تكون بطلتها فتاة وهي مليئة بالأحداث الرومانسية، وكذلك الـ'Seinen' للأبطال من النساء والـ'Josei' للأبطال من الرجال، كما يوجد العديد من القصص التي يكون البطل فيها طفلاً وتسمى بالـ'Kodomo'. المانجا بأنواعها المختلفة تقدم غذاء دسماً لهواة هذا النوع من الفن.

فن المانجا الياباني في مصر والسعودية

وتعد مراكز الثقافة اليابانية في العالم أحد أهم روافد تصدير هذه الفن، ففي مصر يعد المركز الثقافي الياباني وجهة مهمة جدا لهذا الفن في الشرق الأوسط حيث تحتوي مكتبته علي العديد من كتب فن المانجا الياباني ومن أمثال الكتب الموجودة فيه حاليا قاعة الاغتيال وغول طوكيو ةقطعة واحدة، وحاول كثير من الشباب المصري نقل التجربة اليابانية مثلما فعلت رشا أبو المعاطي في كتاب الغرباء مستخدمة الرسوم اليابانية والأمر الذي ساعدها أنها درست في كلية الفنون الجميلة في جامعة حلوان فرسمت العديد من القصص المصورة وكان هدفها الأول هو مواجهة التحرش في مصر لتصبح رائدة الفن في مصر.

فن المانجا الياباني.. القصص المصورة في الوطن العربي إبداع أم غزو ثقافيفن المانجا الياباني.. القصص المصورة في الوطن العربي إبداع أم غزو ثقافي

فن المانجا الياباني

في السعودية ترسل البعثات إلي اليابان لتعلم الفن وكل فنون الانمي لتعلم كيفية رسم القصص المصورة، وهذا الفن قديم جدا ولكنه ظهر بشكله الحالي بنهاية الحرب العالمية الثانية.

والسؤال الذي يفرض نفسه هل نقلنا لمثل هذه التجربة يكون بمثابة التقليد أم مجرد نقل الشكل ونصب فيه محتوانا وثقافتنا وعاداتنا فيكون لنا أثرا تنويريا علي أطفالنا ونخرج أجيالا مبدعة لا مقلدة تري في الغرب النموذج والمثال والقدوة. فالبداية كانت مع قناة سبيستون للأطفال التي كانت أول قناة تنقل الانمي الياباني علي الرغم من أن الوطن العربي عرف الفن من السبعينات، ويذكر أحد مؤسسي القناة في تصريحات له أن 90% من محتوى مسلسلات 'سبيستون' المدبلجة يابانية المنشأ، و10% أمريكية، كـ'باتمان' وأفلام 'لوني تيونز'. فأين الوطن العربي من هذا الفن ولماذا لم يكن لنا صناعة قائمة بذاتها تعبر عن محتوي شكلنا بدلا من التقليد والسير في طريق استخدامنا كسوق للغزو الثقافي للعقول؟.

فن المانجا الياباني والتأثير الثقافي

أولا وقبل كل شيء في اليابان، تعد الرسوم المتحركة جزءا كبيرا من الثقافة الشعبية. في الجوانب الإيجابية، يعلم الأنمي الشباب قيمة العمل الجاد والصداقة في مرحلة مبكرة. وإنه يحفز الشباب على عدم الاستسلام أبداً، وهو ما يناسب المجتمع الياباني سريع الخطى حيث يكون العمل مهماً للغاية، حيث إنها تجلب الترفيه والهروب من مشكلات مجتمعهم المزدحم، أما عربيا فأن القصص تستخدم لجعل العرب ينظرون للياباني هو أساس العالم من الطفولة.

على الرغم من العالم الضخم الذي يمكن للمعجبين الهروب إليه؛ فقد يصبحون مهووسين بشكل مفرط بهذا الشكل الياباني لحد العجز ويتأثرون سلباً في النهاية بالأنمي عندما يصبحون جزءاً من ثقافة أوتاكو اليابانية وهو مصطلح في اليابان يصف الأشخاص المهووسين بشيء ما بسبب الصعود السريع لثقافة أنمي أوتاكو.

فن المانجا الياباني.. القصص المصورة في الوطن العربي إبداع أم غزو ثقافيفن المانجا الياباني.. القصص المصورة في الوطن العربي إبداع أم غزو ثقافي

مع مثل هذه العقلية، المراهقون والشباب في نهاية المطاف أصبحوا معادين للمجتمع حرفيًا لدرجة أنهم لم يتمكنوا من التواصل أو إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين على الإطلاق ويرغبون فقط في ترك بلادهم عربيا والاتجاه نحو الغرب ورؤية اليابان أو أمريكا هي المثال الأفضل الذي يكتشف ويفكر ويبدع كما أخذ الشاب هذه الفكرة منذ طفولته وأفلام وقصص الأنمي دون أن يدري. يبدو أن هذا يشير إلى أن الأجيال القادمة من الأوتاكوس لن تكون قادرة على تطوير العلاقات، وسوف تفشل في التكيف مع الثقافة العربية والعادات والتقاليد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً