قسوة الهجر.. قصيدة جديدة للشاعر خالد كامل

طرح الشاعر والكاتب الصحفي خالد كامل، قصيدته الجديدة بعنوان " قسوة الهجر"، و التي يتخيل فيها أن محبوبته قد هجرته و هو يسترضيها طالبا ودها و عودة المياه إلى مجاريها، من عهد الحب الذي كان بينهما، و الذي لا يمل من ذكره و ترديده أمام القاصي والداني دون خجل.

كما يعدها بإبقائه على العهد ما بقي حيا، و أنه لم ولن يسمح لأي ظرف بأن يعكر صفو العلاقة بينهما مرة أخرى، حتى لو كان على حساب نفسه، و أنه دائما ما يخرج بالليل في السكون و ينادي عليها من أعلى سطح منزله لعلها تجيبه، إلا أنه لا يلقى إلا صدى صوته الذي يخبره بأنها لم تسمعك، فيشتد همه و يضاف غما إلى غمه، فتدمع عينه بل يدمي قلبه لحاله تلك.

و إلى نص القصيدة:

.................................

تَسَاقَطَ بعضي مِنْ كُلِيِ

فهلْ يُرضيكَ ذا قُلْ لِي؟

تَذابَلَ وجهي بالهجْرِ..

فَمَنْ سيعيدُ لي نَضْرِي؟

سقاني الهجرُ أوجاعا..

لِقلبٍ بات في عُسْرِ.

أيا رحماتِ أحلامي..

أَلَا تُنْجِيني مِنْ هَمِي؟

سألتُ اللهَ مولاكِ..

فهلَا أجبتِ لي سُؤْلِي؟!

طَوى لي الهَمُ أضلاعا..

و سالَ الدمعُ مِنْ مُقَلِي.

أُرَجِيِ فيكِ مُلْهِمَتِي..

أقيلي عثرتي مِنِي.

أَهَبْتُ أنادي مِنْ سَطحي..

لعلكِ تَسْمعي صوتي.

فعادَ الصوتُ أصداءً..

يزيدُ صَداهُ مِنْ غَمِي.

فَبِتُ مُكابِداً ليلي..

ذرفتُ الدمعَ مِنْ عيني.

فتلك مدامعُ الحُزنِ ِ..

سَراةُ الليلِ مِنْ قلبي.

وشكوايَ ستُصْلِينِي..

جحيماً حَشْوُهُ دَمِي.

وقولٌ منكِ يُحييني..

فَجُدْ بالوصلِ يا أَمَلِي.

نذرتُ العُمْرَ في قُرْبـِكْ..

فإنَ البُعدَ يقتُلُنِي.

ووَصْلٌ منكِ في حبـِكْ..

نعيمٌ كاد يَغْمُرُنِي.

فهلْ يُرضيكِ إهلاكي؟

وعَفوٌ منكِ يرحمُنِي.

ونورٌ مِنْ سَنَا وجهِكْ..

ينيرُ الدربَ يشمَلُني.

يا يسرُ لأنتِ ملهمتي..

وشوقي إليكِ يحرقُـني.

وصوتُكِ عندي تسريتي..

ورمشُ العينِ يأسرُني.

وربُ الكون يعلمُني..

ودمعُ القلبِ يملؤني.

رجائي إليكِ سيدتي..

جفاؤكِ ذاكَ أقلقني.

فحنِيِ عليَ مولاتي..

بوصلِ الحبِ و المِنَن ِ.