للتحول الرقمي دور مهم في ترتيبات الدولة، وخاصة بعدما ظهرت جائحة فيروس كورونا، حيث عمل على مساعدة مؤسسات الدولة على سريان الحياة بشكل طبيعي وميسر، دون خلل يهوي بها، مع تواجد الإجراءات الاحترازية المشددة داخل البلاد للحد من انتشار الفيروس.
وقال زكريا عيسى، خبير اتصالات، إن مصر جاهزة لتأهيل بنيتها التحتية للتحول الرقمى لأن البنية قابلة للتوسع وزيادة الكفاءة، وبالتالي تواجد المقومات الأساسية التي تساعد على جودها، مما يسهل على المواطن التعامل مع المؤسسات الحكومية والخاصة بشكل أكبر.
وأضاف خبير الاتصالات في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن المقومات التي تساعد في تشييد البنية التحتية للتحول الرقمي تتمثل في شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وكذلك الألياف الضوئية التي تسمح بتبادل المعلومات بسرعة عالية، موضحًا أن هناك 4 شركات تعتمد على الاتصالات اللاسلكية من الجيل الرابع "4G" تقود التحول الرقمي، كـ"فودافون، اتصالات، أورانج، We".
وأشار إلى أن ميكنة الخدمات تقضِ على أى فساد يمكن أن يظهر نتيجة التقاء مقدم الخدمة مع المواطن، لأن وقف التعامل المباشر بين المواطنين والموظفين لن يتحقق سوى بالميكنة، لافتًا إلى أن توطين التكنولوجيا الحديثة يساعد فى انجاز أغلب الخدمات من خلال التحول الرقمى وهذا سيؤدى بنا إلى طفرة غير مسبوقة وتقدم مصر فى التقارير الدولية فى مؤشرات مكافحة البيروقراطية.
ولفت عيسى، إلى أن التحول الرقمي، يحتاج تغير تشريعات للتغير الشامل من النظام الورقي، حيث أن عملية التحول الرقمي، تقضي على الاقتصاد السري، أو ما يطلق عليه "الاقتصاد الأسود"، غير خاضع للضرائب المقررة على المبيعات وغيرها، وسمي بذلك كونه لا يمكن حصره، حيث يتواجد ببعض الدول بنسبة 90% وأخرى بنسبة 20% كـ"أمريكا"، مما يزيد من حصيلة الضرائب السنوية.
ومن جانبه، قال الدكتور سيد خضر، خبير اقتصاد، أن مصر بدأت تحول الاقتصاد الرقمي بالميكنة الرقمية، وذلك بدعم من البنك المركزي بـ"1800 ماكينة ATM " على مستوى الجمهورية بمختلف أفرع البنوك، مما كان له دور بارز في أزمة فيروس كورونا، حيث عمل على تقليل التكدسات بفروع البنوك وغيرها.
وأكد سيد خضر في تصريحات لـ"أهل مصر"، إن التحول الرقمي كان له دور مهم في عدد من أنظمة الدولة ومؤسساتها، أبرزها تفعيل المنظومة التعليمية واعتمادها بشكل شبه كلي على التحول الرقمي، وذلك من خلال أداء الإمتحانات على شبكات الانترنت وشرح المحاضرات على التطبيقات الالكترونية التي أكثرها استخداما "تطبيق zoom"، وكان لذلك دور كبير في تطبيق الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وذكر الخبير الاقتصادي، أن للتحول الرقمي معادلة نقدية ملحوظة في معدل نمو التجارة الإلكترونية، خاصة خلال أزمة فيروس كورونا، حيث كان معدل النمو التجارة الإلكترونية في عام 2019 نسبة 12%، ومع قدوم جائحة كورونا أجبرت الشعب على القدوم للأسواق الالكترونية مما عمل على زيادة معدل النمو إلى 20%.
وأوضح أن قيمة إيرادات التجارة الالكترونية في عام 2019 بلغت 560 مليون دولار، بينما ارتفعت إيرادات التجارة الالكترونية عام 2020 إلى 5 مليار دولار، كل ذلك بفضل التحول الرقمي، واللجوء إلى الأسواق الإلكترونية خلال جائحة كورونا.
واستطرد سيد خضر، الخبير الاقتصادي، أن التحول الرقمي ساهم في أخذ أولى خطوات تحويل العملة الورقية إلى عملة بلاستيكية بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث يساهم ذلك في مد فترة استهلاك العملة وبالتالي تقليل تكلفة صناعتها، حيث أن استهلاك العملة الورقية قد لا يتخطى عام واحد، بينما العملة البلاستيكية تتجاوز عمر الـ3 سنوات.
وعقب الخبير الاقتصادي على نفي البنك المركزي تطبيق العملة البلاستيكية، مؤكدًا إن هناك خطوات تنفيذية بالعاصمة الادارية الجديدة لبدء طبع العملة البلاستيكية، حيث تم تطبيع ماكينات الـATM، المدعمة من البنك المركزي بالتعامل مع تلك العملات النقدية البلاستيكية.
وعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً لمتابعة موقف مشروعات التحول الرقمي لمؤسسات التعليم العالي وإجراءات رقمنة المستشفيات الجامعية، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والمهندس خالد متولي، مدير إدارة خدمات الصحة الإلكترونية بوزارة الاتصالات، فيما شارك في الاجتماع عبر تقنية فيديو كونفرانس كل من الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والمهندس أشرف عبد الحفيظ، مساعد وزيرة التخطيط للتحول الرقمي.
وأكد رئيس الوزراء خلال الاجتماع، على الأهمية التي توليها الدولة خلال المرحلة الحالية لمشروعات التحول الرقمي في كافة المجالات؛ فهي من ناحية تواكب التطور العالمي في هذا المجال، كما أنها تسهل وتسرع عملية تقديم الخدمات للمواطنين، مشيرا إلى تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بسرعة تنفيذ مشروعات التحول الرقمى للجامعات المصرية، ورقمنة المستشفيات الجامعية.