تشهد سوق الذهب العالمي حالة من ارتفاع الأسعار مؤخرا، وزادت بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إصابته بفيروس كورونا، ويؤثر الذهب على السوق المحلي فهو الملاذ الأمن للمستثمرين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة عالميا.
ويرى الخبير الاقتصادي محمد محمود، أن الذهب مثل أي سلعة تخضع لقوانين العرض والطلب وتتأثر بما يجري في العالم من أحداث سياسية واقتصادية، ويقوم العديد من رجال الأعمال والمستثمرين بشراء ذهب من باب تنويع مصادر الثروة وتنويع المخاطر.
وأوضح لـ'أهل مصر' أن الذهب ملاذ آمن بالطبع أكثر من أي معدن آخر يستخدم في الاستثمار لأنه معدن يتمتع بقبول في جميع أنحاء العالم عن أي معدن آخر.
وأشار على سبيل المثال، إلى أنه 'إذا أردنا معرفة قيمة الجنيه المصري عام 1990 مثلا، من أحد أهم الأدوات هو قياس سعر جرام الذهب وقتها، فيما يرى الكثير أن شراء الذهب ليس استثمارا بالمعنى المفهوم، بل هو مخزن للقيمة يعمل على حفظ الثروة من التضخم وغيرها من الظواهر والكوارث، وفي العادة ما يؤثر الدولار على الذهب، لأنه يعد بديلا للذهب'.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد راشد، المدرس بكلية السياسة والاقتصاد جامعة بني سويف، إن كثيرا من الأفراد يتجهوا إلى الاستثمار في الذهب أثناء الأزمات نظرا لأنه يعتبر الملاذ الآمن للمستثمرين في تلك الأوقات التي تتسم بالضبابية وعدم اليقين حيث تنخفض أسعار الأوراق المالية بشكل كبير وكذلك التذبذب الذي يطول أسعار العملات علاوة على التراجع الكبير في أسعار الفائدة على الأوعية الادخارية في البنوك لتحفيز الاقتصاد وتحريك عجلة النشاط الاقتصادي وبالتالي يحدث تحول للمستثمرين من شتى مجالات الاستثمار السابقة إلى الاستثمار في الذهب.
ونوه بأن المستثمر الأجنبي أكثر إقبالا على المخاطرة من المستثمر المصري علاوة على أن الأجانب أكثر اتجاها للاستثمار في الذهب حيث يميل أغلب المستثمرين المصريين إلى استثمار أموالهم في شهادات الإيداع بالبنوك للاستفادة من سعر الفائدة المرتفع عليها حاليا.
وتوقع راشد، سيطرة التذبذب على أسعار الذهب الفترة المقبلة صعودا وهبوطا نظرا لعمليات المضاربة التي تتم في سوق المعدن الأصفر حيث ينتظر المستثمرون أي إشارات اقتصادية جديدة تطرأ على الاقتصاد العالمي لتوجه بوصلة سوق الذهب الذي وصل بالفعل لمستويات تاريخية غير مسبوقة على الإطلاق.
وتابع 'الاستثمار الآن في الذهب يعني مستوي مرتفع من المخاطرة ومن كان يريد الاستثمار كان عليه اغتنام بداية أزمة كورونا أو حتى الشراء في بداية المنحنى الصعودي للذهب لتحقيق أرباح كبيرة، متوقعا دورة صعود جديدة للمعدن الأصفر يمكن أن تقترب من قيمته السابقة'.
وكان إيهاب واصف، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالغرفة التجارية بالقاهرة، قال إن أسعار الذهب شهدت، اليوم الثلاثاء، استقرارًا ملحوظًا، متأثرة بالثبات في تعاملات البورصة العالمية عند مستوى 2006 دولارات للأوقية.
وأوضح واصف، أن عيار 18 سجل 714 جنيها، عيار 21 لامس 833 جنيهاً، وعيار 24 بلغ 952 جنيهاً، بينما سجل الجنيه الذهب نحو 6664 جنيها.