فتحت زيارة الرئيس السيسى لفرنسا، مجالاً للحديث عن دعم الاستثمارات المشتركة بين البلدين ومنها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وذلك بالتوازي مع رغبة الشركات الفرنسية بزيادة التواجد بالسوق المصري والاستفادة من المزايا التنافسية التي تتمتع بها مصر، من وفرة الكوادر المؤهلة والموقع الجغرافي المتميز لمصر كبوابة لفتح أسواق جديدة للشركات الفرنسية لخدمة عملائها في منطقة افريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
وكانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية وقعا اعلان تعزيز ريادة الأعمال ونمو الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات خلال "المنتدى الاقتصادي للاستثمار" العام الماضي، بهدف تبادل الخبرات والزيارات بين الهيئات المعنية بمجال حاضنات أعمال تكنولوجيا المعلومات في البلدين، بالإضافة إلى التعاون في بناء قدرات رواد الأعمال.
وأكد خبراء صناعة تكنولوجيا المعلومات أن السوق الفرنسي يتيح عدة فرصاً استثمارية للشركات المصرية من تنمية إنتاجها، وفرض تجاربها التقنية بروسيا من ثم ريادتها للقطاع التكنولوجي بجانب تفعيل لاستراتيجية الحكومة المصرية فى ايجاد أسواق بديلة تسهم فى زيادة صادارتها للخارج.
كشف الدكتور حمدى الليثي، خبير الاتصالات، أن الاستثمارات المصرية فى السوق الفرنسية قد تكون مجزية بصفة عامة ولكنها تتوقف على حالة السوق ومجالات التعاون التى تتم من خلالها مشيرا إلى أن استثمارات القطاع التكنولوجى تعد هى الأبرز لاحتياج أى سوق خلال الفترة الحالية إلى مواكبة التطور المستمر عن طريقها.
وأضاف "الليثي"، في تصريحاته لـ"أهل مصر"، أن السوق الفرنسي يعد أحد الأسواق الواعدة فى القارة الأوروبية والذى يحتاج لدعم قوى بنظم المعلومات والتكنولوجيا الحديثة، والتي قد تتوافق مع اتجاه الشركات المصرية خصوصاً الصغيرة والمتوسطة فى الاستثمار الخارجى والبحث عن الأسواق الواعدة كما أنه يتلاقى مع رغبة الحكومة المصرية فى الاتجاه إلى التصدير.
ولفت إلى أن غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات تتجه لزيادة أعمالها الدولية خلال 2021 من خلال زيادة صادراتها وعقد مزيدا من الشراكات مع الجهات الأجنبية، مشيرًا إلى أن الغرفة تقوم خلال الفترة الحالية بدراسة حالة عددا من أسواق البلاد الأوروبية للاستقرار عليها واستئناف رحلات برنامج "جسور" الخاص بفتح أسواق جديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة .
من جانبه قال المهندس أشرف التنبولي خبير خدمات التعهيد أن السوق الفرنسي أحد الأسواق الهامة التي يمكن تصدير خدمات التعهيد لها في ضوء مكانة مصر الكبيرة والريادية على المستوى العالمي، موضحًا قوة وقدرة العنصر البشري المصري بالصناعة من حيث الكفاءة والمهارة المدعمة بالتدريب والتعليم واللغة.
وتابع الدكتور عبد العزيز البسيوني خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن تنمية الاستثمارات التقنية بالسوق الفرنسي يفتح افاقاً واسعة لقطاع تكنولوجيا المعلومات لتنمية صادراته بالسوق الأوروبية عموماً ومجالاً للتعاون مع فرنسا وتبادل الخبرات والتجارب المصرية فى الاتصالات والبرمجيات.
ولفت البسيوني في تصريح خاص لـ"أهل مصر" إلى أهمية تدشين مبادرة تربط بين قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالبلدين للتوجه للسوق الفرنسي، والاعتماد عليه فى اتاحة فرصاً استثمارية مُستحدثة للشركات المصرية التي سيكون لديها فرصة لعرض خدماتها وحلولها في مجال الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات أمام شركاء الأعمال ومزودي الحلول التكنولوجية في الأسواق المستهدفة.
وطالب "البسيوني"، أن تكون المبادرة من خلال وزارة الاتصالات والجهات التابعة لها لدعم التوجه للسوق الفرنسي، الذى يعد بمثابة فرصة واعدة للاستثمارات التكنولوجية للشركات المصرية لدعم اختراق أسواق جديدة وترسيخ مكانة مصر الرائدة في صناعة التكنولوجيا الحديثة.