أكدت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، أن الحكومة تنفذ استراتيجية شاملة لتنمية التعاون المشترك بين مصر ودول القارة الأفريقية، تستهدف تحقيق التكامل الاقتصادي الاقليمي من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، وتعزيز التعاون الاستثماري وتبادل الخبرات الصناعية، مشيرةً إلى أن هناك فرص كبيرة لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين مصر وزامبيا، تدعمها روابط سياسية - تاريخية وتسهيلات كبيرة تتيحها إتفاقية السوق المشتركة للشرق والجنوب الافريقي (الكوميسا).
جاء ذلك خلال منتدى الأعمال "المصري - الزامبي"، الذي نظمته جمعية رجال الأعمال المصريين عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بالتعاون مع جهاز التمثيل التجاري المصري ووكالة التنمية الزامبية «ZDA»، وتحت رعاية ومشاركة وزيرا التجارة والصناعة في مصر وزامبيا، وأحمد مصطفى، سفير مصر في زامبيا، والمهندس علي عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، والدكتور شريف الجبلي عضو مجلس الإدارة، ورئيس لجنة افريقيا بالجمعية، ومحمد عبدالله، رئيس المكتب التجاري المصري بالعاصمة الزامبية لوساكا، إلى جانب عدد من ممثلي الشركات المصرية والزامبية.
وقالت الوزيرة، إن إنعقاد هذا المنتدى رغم تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، يعكس الرغبة المشتركة لدوائر الأعمال بمصر وزامبيا، لتنمية التعاون الاقتصادي المشترك، وحرصهما على تنمية العلاقات الثنائية في ظل أية تحديات قد تطرأ على الساحة الدولية.
من جانبه أكد المهندس علي عيسى، رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين، حرص الجمعية على تحقيق أهداف المنتدى "المصري - الزامبي"، التي تتمثل في تبادل المعلومات حول العلاقات التجارية والاستثمارية والحلول المتاحة لتسهيل التجارة والنقل، وكذلك التسهيلات المالية اللازمة للمصدرين والمستوردين في كلا السوقين، مشيرًا إلى الدور المحوري لجهاز التمثيل التجاري والمكاتب التجارية في توفير الفرص التجارية الواعدة لمجتمع الأعمال المصري، سواء في افريقيا أو الدول العربية والأوروبية.
وأضاف «عيسي»، أن هناك العديد من فرص التجارية والاستثمارية الواعدة أمام المستثمرين في مصر وزامبيا في مجالات الأثاث والتعدين والصناعات الهندسية، والمنتجات الجلدية والصناعات الغذائية، والكيماويات، ومواد البناء، الورق والتغليف، والمنسوجات.
وأشار «عيسي»، إلى أن جمعية رجال الأعمال شكلت تحت مظلتها لجنة تنمية العلاقات مع أفريقيا ليكون دورها الأساسي تنشيط التجارة والاستثمار بين مصر ودول القارة السمراء، وتوحيد الجهود المصرية لزيادة الصادرات المصرية إلى الأسواق الأفريقية، ووضع استراتيجية متكاملة للتحرك نحو السوق الأفريقي.
وأكد الدكتور شريف الجبلي، عضو مجلس الإدارة، ورئيس لجنة أفريقيا بجمعية رجال الأعمال المصريين، على أهمية دور مكاتب التمثيل التجاري والقطاع المصرفي في تعزيز التعاون التجاري المصري الأفريقي والترويج للفرص في البلدين، مطالبًا بالعمل على زيادة عدد مكاتب التمثيل وتشجيع البنوك المصرية للتوسع في افريقيا لزيادة الصادرات واستغلال الفرص المتاحة في القارة، وتيسير التجارة والاستثمار المشترك.
وأضاف «الجبلي»، أن زامبيا من البلدان الإفريقية الكبيرة والهامة ليس فقط لكونها مقر مجلس الكوميسا، وانما لامتلاكها قطاعات وموارد مهمة جدًا في تعزيز التجارة والاستثمار "المصري - الإفريقي" وفي مقدمتها قطاع الزراعة والسياحة والأدوية.
وأكد «الجبلي»، على أهمية المضي قدمًا نحو ترجمة الفرص في البلدين الي مشروعات على أرض الواقع وتشجيع القطاع الخاص في البلدين، وأن نستخدم جميع مواردنا من أجل تدفق التجارة والاستثمار في القارة الأفريقية، منوهًا على أهمية استغلال الدول الافريقية التغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم في توحيد قوة أفريقيا وهي مسئولية الدول الكبري مثل مصر وزامبيا.
وبدوره أكد أحمد مصطفى، سفير مصر في زامبيا، على الدور الهام للقطاع الخاص في تنمية التبادل التجاري والاستثمارات بين الدولين، وكذلك للاستفادة من الفرص المتاحة في افريقيا، مشيرًا إلى دعم الحكومتين المصرية والزامبية لكافة أشكال التعاون بين البلديّن في مجالات التجارة والاستثمار، وكذا حرص الحكومتيّن على تنمية ميزان التبادُل التجاري بينهما.
وأضاف السفير المصري في زامبيا، أن مصر تسعى بقوة إلى إزالة كافة العقبات لدفع وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، والإرتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية الطيبة بين الجانبين، خاصةً في وجود الاتفاقات التجارية التي تجمع مصر وزامبيا وعلى رأسها اتفاقية الكوميسا.
وقال السفير إن، الاقتصاد المصري من اقتصاديات الدول التي حققت استقرارًا ونموًا إيجابيًا رغم جائحة فيروس كورونا، وقادرة على استكمال مسيرة التنمية الاقتصادية، كما أن لديها الرغبة والاستعداد لفتح الباب للاستثمار والتجارة في البلدين وتقف جنبًا إلى جنب مع القطاع الخاص من خلال منح تسهيلات وحوافز للاستثمار والتجارة في افريقيا.
وأشار «مصطفي»، إلى أهمية المنتدى كمنصة للقاء رجال الصناعة والمستثمرين من الجانبين، للتعريف بفرص التجارة والاستثمار، لافتًا إلي زيارة وفد اتحاد الصناعات المصرية إلى زامبيا في عام 2019 لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة بين البلدين، لافتًا إلى أنه من المنتظر أن تنعكس نتائج وتوصيات المنتدي المصري الزامبي بشكل إيجابي على حجم التبادل التجاري والاستثمارات المُتبادلة بين الجانبين، وذلك في إطار جهود الدولة لدعم التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية.
فيما تحدث المهندس أشرف سعيد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة النصر للاستيراد والتصدير، عن خطة إعادة هيكلة شركة النصر في إطار مبادرة جسور التي تتبناها وزارة قطاع الأعمال.
وقال «سعيد»، أن خطة إعادة هيكلة شركة النصر تتضمن تغيير نموذج العمل ليقوم علي الوساطة والتسويق وتقديم حزمة متكاملة من الخدمات اللوجيستية، موضحًا أنه سيتم دمج شركتي مصر للاستيراد والتصدير، ومصر للتجارة الخارجية خلال عام 2021، لافتًا أن شركة النصر تمتلك 10 فروع خارجية في زامبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا والنيجر وافريقيا الوسطي والكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيا بجانب سوريا، بالاضافة إلى فرع دبي لشركة مصر للاستيراد والتصدير، و15 فرع خارجي متسأجر.
وأشار إلى أن خطة إعادة الهيكلة تتضمن أيضًا توسيع نطاق العمل ليشمل باقي القارات بجانب القارة الافريقية والشرق الأوسط إلى كافة مناطق العالم وفقًا لأهم الشركاء التجاريين الحاليين والمحتملين ومراكز التجارة العالمية، مؤكدًا على الإنتهاء من تأسيس شركة مشتركة مع القطاع الخاص للوساطة والتسويق في شرق أفريقيا، حيث يتم تقديم الخدمات اللوجيستية لها من خلال شركة النصر، وافتتاح مكاتب وساطة وتسويق بساحل العاج وغانا، خلال الربع الأول من 2021، بحانب مكاتب في وسط افريقيا في رواندا خلال الربع الثاني، وزامبيا في الربع الثالث وجنوب افريقيا في الربع الرابع، بالإضافة إلى افتتاح مكتبين للوساطة والتسويق في دولة الكاميرون خلال عام 2022.
وتابع العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة النصر للاستيراد والتصدير، فيما يخص بالخدمات اللوجيستية، فمن المخطط تقديم حزمة متكاملة من الخدمات اللوجيستية وخدمات الوساطة والتسويق، حيث تشمل خدمات النقل البري، والتخليص الجمركي والتجميع في ميناء التصدير، والشحن، والتخزين والتأمين والترويج والوساطة، بالاضافة إلى التمويل من خلال اتفاقيات تعاون مع البنوك المصرية.
فيما تحدت هاني عمر الخطاب، نائب المدير العام للعمليات المصرفية بالبنك المركزي المصري، عن دور الخدمات المالية في تعزيز التجارة والاستثمار بين مصر وزامبيا، كما استعرض نظام الدفع والتسويات الإقليمي (REPSS).
كما استعرضت Gamuchirai Moyo، مستشار البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، عن منصة Mansa التي اطلقها البنك ودورها في تسهيل التجارة الافريقية، وتحفيز التجارة البينية الافريقية من خلال الحد من المخاطر ومعالجة التحديات الرئيسية المتعلقة بالتجارة التي تواجه القارة، بما في ذلك نقص معلومات السوق، والتكلفة العالية لممارسة الأعمال التجارية في أفريقيا واكتشاف الأطراف الأفريقية.
من جانبه قال كريستوفر يالوما، وزير التجارة والصناعة الزامبي، إن الهدف الرئيسي من انعقاد منتدى الأعمال "المصري - الزمبي" المشترك، هو تعميق التعاون طويل المدى بين مصر وزامبيا، على المستويين التجاري والاستثماري، خاصةً في ظل ما يتعرض له الاقتصاد العالمي حاليًا من تحديات على رأسها تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأشار «يالوما»، إلى أن إطلاق هذا المنتدى يتزامن مع إطلاق الرئيس الزامبي برنامج الانتعاش الاقتصادي 2020-2023 الذي يستهدف معالجة التحديات الاقتصادية التي تواجه زامبيا حاليًا وعلى رأسها ركود النمو والبطالة وتراجع النشاط الاقتصادي.
وأكد توبولي لوبايا سفير دولة زامبيا بالقاهرة، حرص بلادة والرئيس الزامبي والحكومة لتشجيع التعاون مع مصر في مختلف المجالات وفي مقدمتها التجارة والاستثمار، خاصة وان الدولتين يتمتعان بموارد وثروات طبيعية غير مستغلة.