تلقى سوق العملات الرقمية المشفرة ضربة قاسمة إثر خسارته 200 مليار دولار من قيمته السوقية خلال 24 ساعة فقط، بعدما كان قد حقق صعودا بأكثر من 100% على مدار تعاملات الشهر الماضي، حسبما أفادت مجلة "فوربس" الأمريكية.
وذكرت مجلة "فوربس"-في سياق نبأ أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم-أن القيمة السوقية للعملات الرقمية المشفرة تراجعت إلى 900 مليار دولار خلال تعاملات أمس الاثنين، بعدما كانت قد بلغت مستوى مرتفعا قياسيا وصل إلى 1.1 تريليون دولار، وذلك في أعقاب تحذيرات من قبل منظمين وخبراء اقتصاديين من "الصعود المدوي" لعملة البيتكوين.
وعزت المجلة الأمريكية ذلك التراجع في قيمة سوق العملات الرقمية إلى الانخفاض الكبير الذي لحق بشكل مفاجىء لعملة "البيتكوين"، التي تعد أكبر وأبرز العملات الرقمية، بلغ نسبته 17% وذلك خلال 24 ساعة فقط، لتفقد قرابة 125 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وأشارت "فوربس" إلى بيان تحذيري أصدرته هيئة مراقبة السلوكيات المالية بالمملكة المتحدة يقول: "كما هو الحال مع جميع الاستثمارات عالية المخاطر والمضاربة، يجب على المستهلكين التأكد من فهمهم لما يستثمرونه، وأضاف البيان: "إذا ما أراد المستهلك أن يستثمر في مثل هذا النوع من المنتجات-في إشارة إلى العملات الرقمية-فعليه أن يستعد لخسارة جميع أمواله".
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن التراجع الكبير الذي لحق بقيمة سوق العملات الرقمية بدا منذ أمس أول الأحد بعدما نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية تقريرا يسلط الضوء على إجراءات إلزامية تتخذها البنوك مثل اتش إس بي سي في سبيل حظر التحويلات من بورصات العملات المشفرة داخل المملكة المتحدة".
ويقول أناتولي كراتشيلوف، المؤسس ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار في العملات المشفرة (نيكل ديجيتال): "عادة ما تتعرض عملة بيتكوين لتقلبات كبيرة في الاتجاه الصعودي عادة ما يعقبها تصحيحات في المسار- وذلك أمر طبيعي لتكنولوجيا جديدة لاتزال قيد مراحل المبكرة من منحنى اعتمادها"، مضيفا أن السوق مهيأ للتوسع مع تزايد التبني المؤسسي للاستثمار في ذلك النوع من العملات.
كان كبير المحللين الاستراتيجيين للاستثمار في بنك أوف أمريكا مايكل هارتنيت قد حذر في بيان صدر يوم الجمعة الماضي من أن عملة "بيتكوين" تشبه ما وصفه ب"أم جميع الفقاعات"، منبها إلى أن التدفق التضخمي العنيف كان السبب وراء الارتفاع متسارع الخطى لقيمتها بنحو 1000% منذ بداية عام 2019
وشبه هارتنيت ذلك الصعود المدوي البيتكوين بالارتفاعات المفاجئة قصيرة الأجل لأسعار الذهب في أواخر السبعينيات وأسهم التكنولوجيا في أواخر التسعينيات.
جدير بالذكر إنه تم إصدار عملة بيتكوين للمرة الأولى خلال شهر يناير من عام 2009، واستطاعت أن تضاعف قيمتها بنحو 15 مرة خلال 2017 وسط اهتمام متزايد من قبل المستثمرين وذلك قبل أن تتراجع بنسبة 80% خلال نهاية 2018.