حقق سوق النفط الخام مكاسب قوية منذ بداية العام، حيث ارتفع بنسبة 11%بعدما اتفق المنتجون على التحكم في المعروض، كما أدى طرح لقاحاتفيروس كورونا إلى زيادة الآمال في تعافي الطلب في عام 2021، ولكن هل هناك إمكانية للمستثمرين لتحقيق المزيد من المكاسب من السلعة، أم أن الاتجاه الصعودي مقيد بالأساسيات؟
ما الذي يدفع سعر النفط الخام اليوم؟
ارتفعت أسعار تداول النفط الخام منذ اجتماع أوبك بلس في 4 يناير، حيث اتفقت الدول المنتجة للنفط على الإبقاء على تخفيضات الإنتاج في العام الماضي لمنع السوق من زيادة المعروض، سعت روسيا إلى زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، بينما استشهدت المملكة العربية السعودية بإغلاق جديد لفيروس كورونا كسبب للحذر بشأن التأثير على الطلب على النفط.
وبموجب الاتفاقية سيزيد الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في يناير كما كان مخططًا مسبقًا، ستزيد روسيا إنتاجها بمقدار 65 ألف برميل يوميًا في فبراير ومارس، بينما ستزيد كازاخستان إنتاجها بمقدار 10 آلاف برميل يوميًا.
ومع ذلك، اقترحت السعودية التراجع عن زيادة الإنتاج في يناير وتطوعت بشكل غير متوقع لخفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميًا إلى 8.1 مليون برميل يوميًا في فبراير ومارس، تعارض هذه الخطوة الجريئة مع الموقف الذي اتخذته في العام الماضي قبل انتشار جائحة فيروس كورونا عندما زادت الإنتاج وخفضت الأسعار لاكتساب حصة في السوق.
يري المحللون أن روسيا تريد منع ارتفاع أسعار النفط من أجل ضمان عدم حصول منتجي النفط في الولايات المتحدة على حافز جديد لزيادة الإنتاج، ونتيجة لقرار المملكة العربية السعودية أحادي الجانب لم يرتفع السعر الفوري فحسب بل ارتفع أيضًا الأسعار الآجلة.
وأضاف المحللون هذا سيمنح منتجي النفط الأمريكيين الفرصة للتحوط من جزء من إنتاجهم المزمع لعامي 2021 و 2022 في السوق وبالتالي تأمين الإيرادات، وعلى الرغم من عدم وجود احتكاك مباشر إلا أن الحصة السوقية للولايات المتحدة كانت سبب في حرب الأسعار بين روسيا والمملكة العربية السعودية قبل أقل من عام.
وافقت منظمة أوبك بلس على الاجتماع على أساس شهري للمضي قدمًا لإدارة ميزان العرض / الطلب عن كثب لمنع حدوث انهيار آخر في الأسعار.
الأسعار تندفع على صفقة أوبك بلس ولقاحات فيروس كورونا
شهد النفط الخام عام 2020 مضطربًا، حيث بدأ العام عند 65 دولار للبرميل وانخفض كثيرًا إلى أقل من 20 دولارفي مارس أثناء حرب الأسعار،وانتقل خام غرب تكساس إلى المنطقة السلبية للمرة الأولى على الإطلاق في أبريل، حيث انخفض إلى - 37.63 دولار، بعدما أدت عمليات الإغلاق الصارمة التي أمرت بها الحكومة في جميع أنحاء العالم لإبطاء جائحةفيروس كورونا إلى تضرر الطلب العالمي، تضرر استهلاك النفط من صناعة النقل بشدة حيث تم إيقاف شركات الطيران حول العالم وإيقاف المركبات عن الطرق.
ومع ذلك تعافت الأسعار خلال الصيف مع تخفيف القيود، وتم تداول النفط الخام جانبيًا بين 36 دولارو 43 دولار لعدة أشهر، لكن الأنباء في تطوير لقاحات كوفيد 19 دفعت السوق في نوفمبر بسبب التوقعات بأن التطعيم على نطاق واسع سيمكن من التعافي قريبًا في النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
يقول الخبراء، إن توقعات أسعار النفط المستقبلية خلال 2021 ستظل عالقة بين الآمال المتزايدة في عودة معدلات الطلب إلى ما قبل أزمة كورونا وتزايد المخاوف حيال فائض الإنتاج، وأضافوا أنه مع عمليات الاغلاق التي قامت بها العديد من دول العالم للحد من انتشار الموجة الثانية لفيروس كورونا من المتوقع أن تبقي معدلات الطلب على النفط متراجعة لمدة أطول.