ارتفعت معنويات الأسواق خلال الأسبوع مع حالة التفاؤل التي سادت تجاه لحزم التحفيز المالي الأمريكية وخاصة مع تمرير قرار الميزانية يوم الجمعة الماضي.
وقد أثر هذا بشكل إيجابي على الأصول ذات المخاطر حيث سجلت الأسهم الأمريكية أكبر مكاسبها منذ نوفمبر الماضي، وذلك بعد أن استقرت الأسواق من الاضطرابات التي تسبب بها المتداولون الأفراد وصغار المستثمرين خلال الأسبوع الماضي.
وفيما يتعلق بالسياسة النقدية، أبقى بنك إنجلترا أسعار الفائدة دون تغيير، لكنه طلب من البنوك الاستعداد لاحتمالية أن تصل الفائدة الى معدلات سلبية.
تحركات الأسواق
سوق السندات:
تراجعت غالبية سندات الخزانة الأمريكية، خاصة السندات ذات الآجال الأطول بعد أن وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على قرار الميزانية، مما مهد الطريق أمام الديمقراطيين لتمرير حزم التحفيز المالي التي اقترحها الرئيس بايدن والبالغة 1.9 تريليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، عززت أرباح الشركات الفصلية من شهية المستثمرين للأصول ذات المخاطر المرتفعة.
وتعكس الأسعار الحالية للسوق احتمالات بنسبة 0.1% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة في اجتماعه المقبل في شهر مارس، مقابل احتمالات لخفض الفائدة بنسبة 1.0% في الجمعة الماضية.
العملات:
حقق مؤشر الدولار أكبر مكاسب أسبوعية له في ثلاثة أسابيع متتالية وذلك على خلفية حالة التفاؤل بشأن انتعاش الاقتصاد الأمريكي حيث أظهرت بيانات النمو الاقتصادي أن الاقتصاد الأمريكي يتعافى بوتيرة أسرع من الاتحاد الأوروبي ونظراؤه الآخرين. وانخفض اليورو بسبب قوة الدولار وكذلك نتيجة لورود بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتي أظهرت انكماشًا في الربع الرابع من عام 2020. كما أنهى الجنيه الإسترليني تعاملات الأسبوع على ارتفاع، بدعم من تسارع عمليات طرح وتوزيع اللقاح الخاص بفيروس كورونا. انخفضت أسعار الذهب مقابل الدولار، ولم يتغير مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM سوى بنسبة قليلة، حيث ارتفع بنحو 0.05% فقط خلال الأسبوع.
أسواق الأسهم:
سجلت الأسهم الأمريكية أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ أوائل نوفمبر 2020، خاصة مع توقعات بقرب إقرار حزم ضخمة للتحفيز المالي في أمريكا وعلى خلفية تحقيق الشركات لأرباح اعلي من المتوقع في التقارير الفصلية. هدأت الاضطرابات والتقلبات التي هزت الأسواق في الأسبوع الماضي بشكل كبير، مما شجع المستثمرين على العودة إلى سوق الأسهم، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500 بنسبة 4.65% ليغلق عند أعلى مستوياته القياسية، وكذلك صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 3.89%. كانت أسهم قطاع التكنولوجيا أكبر الرابحين هذا الأسبوع. حيث أنهى سهم شركة ألفابت (Alphabet Inc.) تداولات الأسبوع عند مستوى قياسي مرتفع، بعد أن صعد بنسبة 7.28% وذلك خلال تعاملات يوم الخميس فقط، بعد أن أعلنت الشركة عن تحقيقها أرباح أفضل من المتوقع. كما ارتفعت أسهم eBay و PayPal بعد أن أعلنا عن تحقيقهما لأرباح جيدة في الفصل الرابع الماضي، وهو ما دفع بمؤشر ناسداك المركب للارتفاع بنسبة 6.01%. وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر VIX لقياس توقعات تذبذب الأسواق من ارتفاع الأسبوع الماضي، حيث أغلق عند 20.87 نقطة نزولا من مستوى 33.0 نقطة. امتدت المعنويات الإيجابية إلى أسواق أوروبا أيضًا، حيث ارتفع مؤشر Stoxx 600 بنسبة 3.46%، مسجلاً أفضل مكاسب أسبوعية له منذ أوائل نوفمبر.
استفادت أيضا الأسواق الناشئة من شهية المستثمرين تجاه الأصول ذات المخاطر، حيث صعد مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة (MSCI EM ) بنسبة 4.95%، مسجلاً أفضل أداء أسبوعي له منذ نوفمبر 2020.
البترول:
ارتفعت أسعار البترول الخام بنسبة 6.19% لتسجل أكبر مكاسب أسبوعية منذ شهر، ووصلت إلى أعلى مستوياتها في عام لتعود الأسعار إلى مستويات ما قبل الوباء. أغلق سعر الخام تعاملات الأسبوع عند 59.34 دولاراً، ليقترب من المستوى النفسي الهام والبالغ 60 دولارًا للبرميل. جاء هذا الارتفاع نتيجة لتوقعات بزيادة كبيرة للطلب على البترول، وكذلك انخفاض مستويات المخزون الخام في الولايات المتحدة والصين، أكبر دولتين مستهلكتين للبترول.