قال محمد محمود، خبير السيارات، إن استقرار ليبيا أصبح أمراً ضروريا لحماية الأمن القومي المصري، موضحا أن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اصطحب معه 11 وزير من الحكومة المصرية في زيارة رسمية للدولة الليبي وهو أمر غير معتاد، مما يدل على أهمية الزيارة وتنوع آليات سبل التعاون بين البلدين الشقيقين.
وأضاف محمود في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن ليبيا تعيش مرحلة انتقالية تتجه نحو الاستقرار وتعزيز عمليات التنمية وإعادة الإعمار، مشيرا إلى أن مصر لعبت دور مؤثر للغاية في هذا التحول الاستيراتيجي، وذلك بعد القيام بالحوار سياسي ومجتمعي، نتج عنه حكومة وطنية والوصول إلى تفاهمات للانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن أبرز الملفات التي طرحت أثناء الزيارة هي عودة العمالة المصرية إلى ليبيا وبات ذلك قريباً جداً، وخصوصاً أنه تم الاتفاق خلال الزيارة على إعادة الطيران المباشر بين مصر وليبيا، كما أنه تم عقد مباحثات الثنائية بين وزيري القوى العاملة في الطرفين حول تنظيم ملف العمالة، وخصوصاً أن ليبيا من الدول التي تعتمد بشكل كبير على العمالة والخبرات المصرية.
وأكد، أن الزيارة ستفتح آفاق التعاون لزيادة الصادرات المصرية، حيث تعتبر ليبيا من الأسواق الهامة للغاية لكثير من الصادرات المصرية، وقد عانى الكثير من المصدرين إلى دولة ليبيا خلال السنوات الماضية، بسبب الحرب وعدم الاستقرار في ليبيا، حيث انخفضت قيمة الصادرات إلى ليبيا بشكل ملحوظ، كما تم الاتفاق على إقامة معرض للمنتجات المصرية في بنغازي، وعقد منتدى لرجال الأعمال من الجانبين وإعادة الخطوط الملاحية بين البلدين، وقد بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى ليبيا عام 2012 حوالي 1. 5 مليار دولار وانخفضت إلى 798. 1 مليون دولار عام 2019، بسبب حالة عدم الاستقرار وصعوبة النقل والمواصلات في ليبيا للمخاطر الأمنية، من المتوقع انتعاش التبادل التجاري بين البلدين.
وأشار إلى أن مصر لديها العديد من الخبرات التي يمكن أن يستفيد منها الدولة الليبية في مجال البنية التحتية، وكذلك المساهمات في إعادة إعمار ليبيا بعد سنوات من الحرب، مضيفاً أن الزيارة شهدت توقيع على اتفاقيات تعاون بين البلدين، حيث أبدى وزارة الإسكان المصرية الاستعداد للمساهمة في إعادة الإعمار، وتنفيذ مشروعات إسكان بمستوى عال من الكفاءة وفي فترة زمنية قصيرة، كذلك تم الاتفاق على إنشاء مشروعات للبنية التحتية في مجالات إنشاء محطات توليد كهرباء ورفع كفاءة محطات المياه والصرف الصحي، كذلك تم الاتفاق على إيفاد بعثات وقوافل طبية مصرية إلى الجانب الليبي، كما أن الزيارة ستفتح الأفق لتسهيل دخول الليبيين إلى مصر، خصوصاً للتعليم في الجامعات والمعاهد المصرية أو الاستفادة من الخدمات الصحية في بعض المستشفيات المصرية.