تشهد أسعار النفط حالة من الارتفاع رغم انتشار فيروس كورونا بموجته الثالثة، وتراجع الإنتاج بسبب الغلق الذى عانت منه الدول الكبرى، ويتوقع الخبراء حدوث مزيد من الارتفاع باسعار النفط العالمية خلال الفترة القادمة.
يقول د. أيمن فودة الخبير الاقتصادى، إن أسعار النفط شهدت ارتفاعات متوالية خلال الأشهر الأخيرة ومع بداية العام 2021 زادت وتيرة عودة الخام للارتفاع خلال أبريل المنقضى ومايو الجارى بعد أكثر من عام، حيث شهد فيها النفط تراجعات عنيفة فى ظل غياب أو تراجع الطلب على الطاقة بصفة عامة على إثر الإغلاقات الاقتصادية لدول العالم والدول السبع الصناعية الكبرى عالميا والتى كانت أكثر تأثرا من تداعيات انتشار الفيروس وتراجع الإنتاج بتراجع الطلب وتوقف الشحن والطيران.
وأوضح فى تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن الأشهر الأولى من هذا العام شهدت ارتدادات قوية على أسعار النفط مع بداية استخدام اللقاحات والبدء فى تخفيف الإجراءات الاحترازية من تسيير حركة الطيران والبدء فى تنشيط الحركة الصناعية والتبادل التجارى متمثلا فى نشيط قطاع الشحن.
وأضاف أن الداعم الأكبر فى الارتفاعات الكبيرة التى وصلت بسعر البرميل لمشارف الـ70 دولارا للبرميل من خام برنت فى ظل استمرار تنامى عدد الإصابات بالهند ثالث مستورد للنفط فى العالم تمثل فى تسارع تعافى قطاعات الاقتصاد المختلفة وأهمها القطاع الصناعى فى الصين أول وأكبر مستورد للنفط وثانى مستهلك بعد أمريكا والذى دعمه زيادة الطلب العالمى على المنتج الصينى بعد تقليص الإجراءات الاحترازية ونفاذ المخزون على إثر توقف الاستيراد خلال ذروة الجائحة 2020، ليعود النمو فى إنتاج الصناعات الثقيلة من الأسمنت والحديد والألومونيوم لسد احتياجات الطلب المحلى والذى يحتاج لطاقة كثيفة لإنتاجها.
وأضاف أن الداعم الثانى والمهم لمعاودة النفط للارتفاع وهو تراجع إنتاج النفط الصخرى الأمريكى وتراجع المخزون فى ظل زيادة الطلب لأكبر مستهلك للبترول وأكبر اقتصاد عالمى عاكسا الأثر الإيجابى لحزم التحفيز الأمريكى لاقتصادها بكامل قطاعاته والتى كان آخرها حزمة التحفيز بـ 1.9 مليار دولار لإعادة الحركة الصناعية والتكنولوجية وعودة النمو الاقتصادى متجاوزا النسبة الأكبر من تداعيات الجائحة على الولايات المتحدة الأمريكية والذى انعكس بشكل كبير على بورصات وول ستريت وارتفاع مؤشراتها لمستويات تاريخية تجاوز بها مؤشر داو جونز الـ 34000 نقطة وارتفعت بعض أسهمها الصناعية والتكنولوجيه بنسب تجاوزت الـ 400%. و500%
وتابع بأن حرص الدول الكبرى المنتجة للنفط أوبك على الخروج باتفاق مع باقى الدول المنتجة من خارج أوبك ( أوبك+ ) لتخفيض الإنتاج ليتوازن مع تراجع الطلب لإيقاف نزيف الهبوط على سعر الخام والذى وصل فى ذروة الجائحة لمستوى أقل من 20 دولار للبرميل، والذى تم تمديده خلال مايو الجارى ليكون التخفيض ب 6.650 مليون برميل يوميا تقل شهريا بصورة تدريجية لحين انتهاء التداعيات على القطاع الصناعى والطلب على الخام.
وأكد فودة أن النفط على موعد مع زيادات أخرى على الطلب مع استمرار انتشار التوزيع العادل والشامل للقاحات كورونا فى مختلف البلدان والذى سينعكس أثره إيجابا على تقويض أعداد الإصابات لتتوالى التخفيفات من الإجراءات الاحترازية التى بدأت بالسعودية، بالسماح لمواطنيها للسفر وتشغيل الخطوط الجوية لاستقبال القادمين للملكة، وعودة السياحة الروسية لمصر اعتبارا من يونيو القادم، وفتح بعض الاقتصادات الأوروبية بعد تراجع أعداد الإصابات بزيادة أعداد المتلقين للقاحات كورونا المختلفة.