قالت وكالة بلومبرج الاقتصادية الأمريكية إن نماذج التداول التي يتبعها ريتشارد لي، أحد مديري صناديق التحوط، تتوقع حدوث تصحيح مرتقب في أسعار السلع بالتزامن مع تزايد اهتمام الحكومة الصينية بالحد من ارتفاع أسعارها، إذ قال لي في مقابلة إن مخزونات الحديد التي تعدّ مادة رئيسية في عمليات البناء بدأت في الارتفاع قبل موسم الصيف، الذي يشهد تباطؤاً وسط تحذيرات مجلس الدولة الصيني مراراً من ارتفاع الأسعار.
قال لي، المدير العام لـ"ريغان غروب" التي تتخذ من شنغهاي مقراً لها وتدير نحو 10 مليارات يوان (1.6 مليار دولار): "كانت نماذجنا تشير بقوة إلى حدوث انعكاس".
بدأت أسعار حديد التسليح في الانخفاض بحلول منتصف مايو، ما أدى إلى ارتفاع صندوق التحوط الذي يتداول في العقود الآجلة "3CTA" الذي تديره شركة "ريغان" 125% خلال هذا الشهر.
حققت توصيات مستشاري تدولات السلع الأساسية، التي تعتمد على النماذج الرياضية، مكاسب كبيرة بالتزامن مع سعي الصين إلى كبح أسعار السلع الأساسية التي تهدد بالحد من وتيرة تعافي الاقتصاد، ما أدى إلى تزايد اهتمام المستثمرين بتلك التوصيات. وقد أدى ذلك أيضاً إلى تعزيز مكاسب مجموعة "وينتون" (Winton) المملوكة لديفيد هاردينغ، أحد أبرز الأسماء الرائدة في هذا المجال عالمياً.
ارتفع إجمالي قيمة الأصول المحلية التي تديرها "وينتون" 50% منذ بداية العام، لتبلغ 6 مليارات يوان، وفقاً لمصدر مطلع على الأمر، ما ساعد صندوقها في تحقيق مكاسب دفعته ليحتل ترتيباً نادراً ما احتله بين عشرات الأسماء الدولية التي تتنافس على الاهتمام في سوق صناديق التحوط المزدحمة في الصين.
تزامن انخفاض أداء صناديق التحوط المتخصصة في شراء العقود الآجلة والخيارات المرتبطة أكثر بالسلع خلال الأسابيع الأخيرة مع ما ذكره بعض الشركات الرائدة في السوق، مثل "بايلو لإدارة الأصول" ومقرها تشنجيانغ، والمعروفة باسم "إيغريت كوانت"، من تدفق سيولة جديدة للمستثمرين الأفراد الراغبين في دخول السوق في الوقت الحالي.
وأشارت شركة "بايبايوانغ لإدارة الأصول"، التي تركز على اتجاهات العقود الآجلة والصناديق التي تسجل أداءً جيداً خلال فترة التلقبات، اعتماداً على نماذج رصد تلك التغيرات، إلى تضاعف المنتجات الخاصة بصناديق التحوط التي تتداول في العقود الآجلة المرتبطة بالسلع في الصين ثلاث مرات، منذ بداية العام حتى 20 يونيو، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
قام لي، بجانب حديد التسليح الذي يتداول بكثافة في الصين أكثر من أي مكان آخر، بنفس التحرك في مايو تجاه العقود الآجلة للحم الخنزير وسط انخفاض أسعارها وزيادة الإمدادات. وقد ساعد ذلك في زيادة العائد الإجمالي الذي يهدف صندوق التحوط المتعامل بالعقود الآجلة إلى تحقيقه خلال 5 أشهر إلى 35%، مما دفعه إلى تسجيل أفضل أداء بين ذلك النوع من الصناديق التي تدير أكثر من 5 مليارات يوان، وفقاً لبيانات "بايبايوانغ".
جاءت أول تصريحات علنية للسلطات بشأن التعامل بجدية للحد من طفرة أسعار السلع هذا العام في 12 مايو الماضي، عندما دعا مجلس الدولة إلى "تعديلات للحد من الارتفاع المفرط في أسعار السلع الأساسية". وبعدها بأسبوع، أصدر لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة تحذيراً أكثر حدة، قائلاً إنه سيتخذ تدابير تستهدف "فحص التداولات غير الطبيعية والمضاربات الخبيثة".
كانت لدى الجهات التنظيمية مخاوف متزايدة من طفرة واسعة النطاق في أسعار السلع، إذ ارتفعت أسعار المواد الخام من الصلب إلى فول الصويا، لتسجل أعلى مستوياتها على مدار عدة سنوات، الأمر الذي دفع متداولي السلع والمضاربين إلى جني مكاسب بالمليارات.
نجح بعض المتداولين في الاستفادة بتلك التقلبات التي نشأت نتيجة تباين تأثير محاولات السلطات الصينية كبح ارتفاع الأسعار مقابل زيادة المراهنات على التعافي العالمي من الوباء ودفع الأسعار لأعلى.
وقال شين ليانغ، مؤسس شركة "كيهي نيو لإدارة الاصول" (Qihe New Asset Management)، إن كثيراً من تقلبات الأسعار هذا العام، لا سيما في المعادن السوداء مثل فحم الكوك وحديد التسليح، رُصدت بنماذج الكمبيوتر في الشركة التي تتخذ من هانغتشو مقراً لها، إذ حقق صندوق الشركة "تشينتشين1" (1Chenxing) أفضل عوائد بين كل صناديق التحوط التي تتداول في العقود الآجلة في الصين بالنصف الأول من العام، بعائد يزيد على 400%، وفقًا لشركة "بايبايوانغ".