يشهد سوق الغاز المسال ارتفاع ملحوظات في الأسعار خلال الفترة الحالية في ظل تذبذب أسعار النفط، ويقول محمد الدشناوي الخبير الاقتصادي، إن الغاز قفز عند أعلى المستويات على مستوى عقد كامل.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن ذلك يرجع إلى ارتفاع أسعار الغاز المسال رغم فصل الصيف وهذه الفترة غالبا ما يكون الطلب منخفض على الغاز ويرتفع الطلب مع دخول الشتاء، إلا أن الوضع مختلف تماما مع بداية فتح الأسواق من الإغلاق التام لكورونا.
وأضاف أنه قد ارتفعت أسعار الغاز بما يوازي 3.85 ضعف من أقل سعر مع بداية كورونا ويعود هذا الارتفاع الكبير إلى عوامل كثيرة.
وأشار إلى أن هذه العوامل تتمثل في فتح الاقتصاد الذى أدي إلى زيادة الطلب بصورة كبيرة في حين العروض كانت منخفضة والمخزونات أيضا منخفضة وذلك على مستوى الطاقة عموما سواء كان ذلك فحم أو غاز أو نفط بالإضافة إلى زيادة المحاولة على الاعتماد على الطاقة المتجددة التي إلى الحين غير قادرة على أن تلعب الدور الرئيسي في قاطرة الطاقة.
روسيا الأكبر في سوق الغاز تقلص التصدير بسبب اضطرابات الإنتاج
وأشار إلى زيادة التوترات وارتفاع المخاطر الجيوسياسية خاصة أن العلاقة بين العرض والطلب في الغاز هي علاقة الفرقاء فمن يصدر ليس على وئام مع المستورد ولذلك تجد أن روسيا الأكبر في سوق الغاز تقلص من التصدير بسبب اضطرابات الإنتاج وزيادة الاستهلاك المحلي.
وأضاف أن المخزون منخفض وهناك إنتاج أقل وتوترات جيوسياسية بخلاف عنصر آخر وهو حالة المبالغة في التسعير في الأسواق خاصة مع أسواق السلع بسبب خطط التحفيز خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية مما جعل الجميع يهرب من النقد لصالح السلع.
وأكد الخبير الاقتصادي أن هذه العوامل مجتمعة كانت السبب في صعود أسعار الغاز بصورة كبيرة لدرجة أدت إلى مخاطر كبيرة في جميع الصناعات من الصين وحتى أوربا.
ويتوقع الخبير الاقتصادي أن يواصل الغاز المسال الصعود حتى دخول الشتاء وبعدها نتوقع هزة كبيرة في أسواق السلع.
وتابع أن التأثير الاقتصادي سيكون مختلفا بين المصدرين والمستوردين إلا أن الجميع سوف يعاني من أثر ذلك على تسعير المنتجات المختلفة بدءا من المخابز وحتى الصناعات الكبرى.
وأكد أن الاقتصاد المصري سيستفيد بصورة كبيرة من ارتفاع الطلب على الغاز وزيادة أسعاره بالإضافة إلى زيادة الإنتاج المصري إلى مستوى 12.5 مليون طن سنويا.