قال خالد إسماعيل، الخبير الاقتصادي، إنه في الوقت الذي كان فيه سعر النفط خلال فترة وباء كورونا بالعام الماضي في أدنى سعر له، وهبط لأقل من 30 دولارا للبرميل بفعل تداعيات فيرووس كورونا، ومع انخفاض الطلب على النفط حول العالم نجد العالم الآن يمر بأولى أزمات الطاقة مع بدء تعافي الإقتصاد العالمي من تأثيرات وباء كورونا، وزيادة الطلب العالمي ومع ملاحظة تراجع استخراج النفط والغاز والفحم، وفي إطار التحول إلى الطاقة النظيفة، ونجد أنه مع قدوم الشتاء البارد هذا العام فى أوروبا بدرجة أكبر من المعتاد، ما أدى إلى استنزاف الاحتياطي مع سلسلة من الأعاصير أدت إلى إغلاق مصاف النفط فى الخليج بأمريكا، وظهر النقص فى الإمدادات في الأسواق من أوربا إلى الصين مما سبب أزمة في الطاقة.
أزمة الطاقة تعصف بالاقتصاد البريطاني
وأضاف الخبير الاقتصادي لـ'أهل مصر'، أن بريطانيا تعاني عجزا في إمدادت الكهرباء وارتفاعا شديدا فى أسعارالكهرباء والغاز والفحم، وتجدر الإشارة هنا أيضا إلى أن أزمة بريطانيا والمتعلقة بالبنزين فكان سببها الرئيسى، هو عدم توفر سائقين لصهاريج توزيع البنزين واتجاه المجتمع لشراء البنزين وتخزينه مما زاد من المشكلة، وفى الصين كان هناك انقطاعا شبه كامل للكهرباء لبعض المدن الصينية وقامت الدولة بجدولة وتنظيم قطع الكهرباء وإجبار المصانع لتقليص أنشطتها لتخفيف الضغط على مصادر الطاقة المختلفة.
وأوضح أنه على الرغم من الاتجاه لزيادة الطاقة المتجددة ولكن الاقتصاد الصناعى، يعتمد بشكل أكبرعلى الوقود الأحفورى من الفحم والغاز والنفط ومع التعافى من الوباء لم يكن بالدولة ما يكفى من الوقود، خاصة وأن الصين هى أكبر مصدرللسلع والمنتجات للعالم وأكبر مستهلك للطاقة، واستنادا إلى تقرير الخبراء فإن الأزمة الحالية تأتى مع تبنى الدول المتقدمة لسياسات التغير المناخى بصورة متشددة وبأنظمة التحول إلى الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن الطاقة المتجددة تتصف بعدم الاستمرارية فنجد أن طاقة الرياح قد لا تكون متوفرة مع عدم وجود رياح كذلك الطاقة الشمسية، وقد لاتكون متوفرة مع عدم توافر نهار مشمش، وفى دائرة الأزمة ومع الإتجاه لتقليص استخدام الفحم والطاقة النووية فكان البديل هو الغاز.
وأردف أنه في ظل التعافى وزيادة الطلب عليه، ارتفعت أسعاره أيضا، وهنا فإن التحول نحو الطاقة النظيفة سوف يستغرق فترة زمنية ليست بالقليلة وسيكون خلالها لامفر من الاعتماد على الوقود الأحفوري، مضيفا أنه خلال تلك الفترة وصل خام برنت إلى ما فوق 80 دولارا.
وأكد أن هذا الإرتفاع فى الأسعار يكون له تأثير سلبي على موازنات الدول المستهلكة مثل الصين ودول أوروبا، وفي مصر نجد أنه تم تقدير متوسط سعر برميل النفط عند ستون دولار فى موازنتها، ومع ارتفاع أسعار النفط عن هذا السعر، يكون له تأثيرا سلبيا إذا لم تقم الحكومة بتوقيع عقود جديدة للتحوط من ارتفاع أسعار النفط، ومن جهة أخرى قد يكون التأثير ليس كبيرا خاصة مع تحرر أسعار الوقود ومراجعة الحكومة للأسعار كل 3 أشهر حسب الأسعار العالمية للبترول.
وأشار إلى أنه على الرغم من التوجه إلى الطاقة المتجددة، إلا أن العالم ما زال في حاجة إلى الطاقة الأحفورية من نفط وغاز وفحم، خاصة مع النمو السكاني واحتياجات الصناعة وتأثيره المباشر على المنظومة الاقتصادية.