قال المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول السابق، إن البترول يعد من أهم الأسلحة الاستراتيجية التي تستخدمها الدول للوصول إلى هدفها.
وأضاف "يوسف" لـ"أهل مصر" أنه خلال حرب أكتوبر المجيدة واتخذ العرب موقفا إيجابيا بإيقاف إمدادات النفط إلى الدول التي تساعد إسرائيل في حربها ضد مصر، حيث تم فعلا وقتها إيقاف توريد النفط السعودي لأمريكا وهولندا وجنوب أفريقيا وغيرهم، كل ذلك أدى إلى اعتبار النفط سلاح استراتيجي لعب دورا هاما في انتصار مصر.
وأوضح ان آثار هذا السلاح علي أمريكا وأوروبا جاءت دامية فالحياة توقفت تماما في تلك الدول وشعرت الحكومات بحرج موقفها، وكان القرار بالعمل علي تكوين مخزونات ضخمة من النفط تكفي لسد احتياجات الدول لفترات طويلة لمواجهة أزمات مستقبلية محتملة.
وأضاف أن الكهوف الملحية جائت في مقدمة اكبر الخزانات القادرة على استيعاب كميات ضخمة من النفط كما تم تخزين النفط في حقول البترول النابضة علاوة على عمل مشروعات لمستودعات تخزين أرضية موزعة علي مناطق إقليمية متعددة، موضحا أنه تم الاحتفاظ ببعض الحقول المكتشفة حديثا دون استغلال إنتاجها رهانا على الاعتماد عليها لاحقا.
وأشار إلى أنه جاءت قرارات أوبك+ ، مؤخرا، وبعد أزمة انهيار سعر برميل النفط إلى مستويات سعرية غير مسبوقة إلى قيام تحالف المنتجين من خلال منظمة أوبك وبالتحالف مع الدول الكبرى المنتجة للنفط وعلي رأسهم روسيا والمسمى أوبك+ بتخفيض سقف انتاج النفط لخفض المعروض إسهاما في رفع سعر برميل النفط وتعافيه سريعًا.
ولفت إلى أنه لأول مرة التزمت دول أوبك+ بالاتفاق والذي ساهم في تدرج سعري للنفط ليبلغ مستوى تعدي أحلام المنتجين ليبلغ مؤخرا ما يفوق مستوي 85 دولار للبرميل مع توقع المزيد من الارتفاع لإصرار أوبك+ على الحفاظ علي مستويات الإنتاج الحالية، ووسط حالة من الاستياء العالمي لمصاحبته لارتفاع معظم السلع، ما أدى إلى مزيد من حالة التضخم الذي تواجهه معظم دول العالم، مشيرا الي ان دعوة الرئيس الأمريكي بايدن بزيادة سقف انتاج النفط للوصول لحالة توازن سعري بما يسمي بالأسعار العادلة لم تحظي باستجابة من أوبك+ كما حدث مع دعوة ترامب حيث ساهمت أمريكا بشكل غير مباشر في انهيار أسعار النفط في أبريل 2020 وبالتالي فكان الرد علي دعوته كان سلبيا.
وتابع أن بايدن اتجه إلى مخزونات النفط لدي أمريكا لاستخدامها فى التأثير على السوق لكن مخزون أمريكا والدول الكبرى المستهلكة للنفط عموما يصعب تحديد كمياتها علي اعتبار كونها نوع من أنواع الاستراتيجيات السرية للدول المستهلكة وتلك المخزونات سلاح ذو حدين اذا ما تم استخدامها دون دراسات وافية، فيمكن استخدامه كورقة ضغط علي أوبك+ بخفض الطلب وبالتالي زيادة المعروض وما سيتبعه من خفض حتمي للأسعار، مؤكدا أن تلك الخطوة يمكن أن تنعكس عليهم سلبيا إذا ما اتخذت أوبك+ المزيد من خفض سقف الإنتاج لمستويات متدنية وهو الإجراء المقرر حاليا بين دول أوبك+ بالمتابعة الدورية المستمرة علي سوق النفط عالميا والتحرك طبقا لمتغيراته.
وأردف أن الإجراء الأمثل الذي يراه معظم الخبراء هو تصعيد المشكلة علي مستوى عالمي، من خلال المؤسسات الدولية علي اعتبار أن إجراءات أوبك+ الخاصة بخفض المعروض من النفط هو إجراء احتكاري مرفوض من قبل كافة المؤسسات الدولية وبالتالي يمكن فرض نوع من العقوبات لحث أوبك+ للانصياع لاتفاق يحقق أسعار عادلة للمنتج والمستهلك.