أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، على أهمية إعادة التوازن الاقتصادي العالمي، وتحقيق التنمية المستدامة، عقب التغيرات الكبيرة التي شهدها العالم في ظل جائحة كوفيد19، التي فرضت قيام تحالفات جديدة، وجعلت الدول تسعى أكثر من أي وقت مضى، إلى جعل الإنتاج قريباً من حدودها، مشيراً إلى أن العالم سيشهد تحولاً كبيراً في الأقطاب التي تقود الاقتصاد، وأن ذلك التحول سيكون ملموساً في المستقبل.
المنتدى الروسي يستكشف ملامح اقتصاد المستقبل
جاء ذلك خلال جلسة للمنتدى الروسي في إكسبو 2020 دبي، اليوم، حملت عنوان 'قيادة المستقبل'، شارك فيها دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة لروسيا الاتحادية، وسلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة «دبي العالمية»، إضافة إلى شخصيات مؤثرة من شركة الطاقة الذرية الروسية 'روستام'، وشركة 'أوزون' للتجارة الإلكترونية، وبنك 'سبيربنك'، وشركة التعدين 'متالوانفست'.
وقال مانتوروف خلال الجلسة: 'إن الظروف التي فرضتها الجائحة غيرت نظرتنا عن المستقبل والاقتصاد، وجعلت الحديث عن الرقمنة محور اهتمامنا، لكي نستطيع ردم الفجوة الحالية المترتبة عن الجائحة التي عملت إلى تجزئة الاقتصاد بسبب القيود التي وضعتها الدول، وطريقة تعامل كل منها مع الوباء، ما أثر في فهمنا لاقتصادنا، إن مهمتنا اليوم أن نقوم على إعادة جمع تلك الأجزاء أو أن نتعامل مع الاقتصادات بشكل مستقل'.
وأضاف: 'من الصعب تصور ملامح مستقبل الاقتصاد، فهناك عوامل عدة يجب أخذها بعين الاعتبار عند التخطيط للمستقبل. لقد شهدنا تغيرات كبيرة في القطاع الطبي، وقطاع الصناعات الدوائية، وبالتالي الكيفية التي يتم فيها إنتاج اللقاحات، حيث وصل عدد جرعات لقاح كوفيد 19 حتى الآن 300 مليون جرعة، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى مليارين'.
وأضاف: 'يجب ألا نتجاهل الجهود المكثفة التي تتخذها الدول لخفض انبعاثات الكربون، والتي من المتوقع أن تترك تأثيرها في مختلف القطاعات، وقد بدأت الشركات بالفعل تطبيق الإجراءات اللازمة مستفيدين من التكنولوجيا الموجودة وبدعم من الحكومات'.
وبحسب سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة «دبي العالمية»، فقد أحدث الوباء تغيرات جذرية في سلاسل الإمداد، ويعزى جزء كبير من ذلك إلى التحولات الكبيرة في التكنولوجيا التي صاحبت الجائحة، وأن تأثيرات الجائحة ستستمر حتى منتصف 2023.
وشدد على أهمية الموارد البشرية عند القيام بعملية التحول، فهي الركيزة الأساسية لنجاحها، مشيداً بنجاعة النموذج الروسي في التعامل مع قضية التخفيف من انبعاثات الكربون، كونها تمتلك إمكانات هائلة من حيث مواردها البشرية والإبداعية والطبيعية، تخولها بأن تكون اقتصاداً رائداً في المستقبل.