تخوفات عالمية بعد ظهور متحور كورونا الجديد "أوميكرون" الذى ظهر خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبدأت حالات الإصابات به تزيد على مستوى العالم، مما يلقي بشبح الإغلاق مرة أخرى بعد أن بدأ العالم فى خطوات التعافى من فيروس كورونا.
من جانبه قال أحمد محمد الإمام الخبير والباحث الاقتصادي، إنه ومع بداية ظهور متحور 'أوميكرون'، ومؤشرات الصحة العالمية تتحدث عن شراسة وسرعة انتشار المتحور عن النسخ السابقة للكوفيد ١٩، وأصبح العالم فى ترقب وفى حالة عدم يقين.
تخوفات عالمية بسبب انهيار الاقتصاد العالمي
وأوضح في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن العالم تلقى صدمات اقتصادية ألحقها كورونا بمراحله الأربعة بالاقتصاد العالمى خلال العامين الماضين ليست بالهينة حيث عانت معظم اقتصاديات العالم من إغلاقات متكررة للعديد من القطاعات و تباطؤ فى معدلات النمو مصحوبا بخلل فى سلاسل الإمدادات العالمية وارتفاع فى تكاليف الشحن واختلالات هيكلية فى الاقتصاد الحقيقى فى كبرى قلاع العالم الصناعى.
دور التحول الرقمى خلال الازمة
وأضاف أن العصر الرقمى والذكاء الصناعى أصبح ضرورة ملحة ظهر بوضوح أيضا أن الرقمنة ليست قائمة بمفردها وأنها مرتبطة بالأساس بالاقتصاد التقليدى وان أى تصدع فيه يمثل تهديد و تأخير للهيمنة الرقمية، موضحا انه ظهر هذا بوضوح فى تقرير التجارة الدولية الأخير لعام ٢٠٢١ الصادر عن منظمة التجارة العالمية ويشير التقرير إلى أن الأزمة الصحية والاقتصادية المستمرة الناجمة عن جائحة COVID-19 كانت بمثابة اختبار ضغط هائل لنظام التجارة العالمي ، مما أدى إلى اضطرابات غير مسبوقة في سلاسل التوريد العالمية وزيادة التوترات التجارية بين البلدان.
وأضاف أنه رغم تحسن مؤشرات التجارة الدولية حيث بلغت قيمة التجارة العالمية نحو 28 تريليون دولار لعام 2021 بزيادة قدرها 23 % مقارنة بالعام الماضي، إلا أن التوقعات لعام 2022 لا تزال يشوبها عدم اليقين، مع الاخذ فى الاعتبار أن جزء من النمو المقدر فى حجم التجارة الدولية يرجع لارتفاع أسعار الوقود والسلع الأولية بسبب الخلل فى سلاسل الإمدادات.
-الاقتصاد الأوروبي ما زال متأثرا بكورونا
وتابع بأن التقرير أشار الى أن العديد من الاقتصاديات، بما في ذلك تلك الموجودة في الاتحاد الأوروبي، لا تزال تواجه اضطرابا مرتبطا بكوفيد-19 والذي قد يؤثر على طلب المستهلكين في عام 2022 ، بالإضافة إلى 'التقلبات الكبيرة وغير المتوقعة في الطلب' التي ميزت عام 2021، حيث تسبب ارتفاع أسعار الوقود في ارتفاع تكاليف الشحن وساهم في نقص الإمدادات وحذر الأونكتاد من أن هذا قد ساهم في حدوث تراكمات عبر سلاسل التوريد الرئيسية التي يمكن أن تستمر حتى العام المقبل ويمكن أن 'تعيد تشكيل التدفقات التجارية عبر العالم'.
-فرص مصرية لزيادة الصادرات
وأشار إلى أنه من مؤشرات الخلل فى سلاسل الإمدادات تأثر الصين المصنع العالمى الرئيسى و المصدر الأكبر عالميا بما يوازى ١٣%من حجم الصادرات عالميا مما يعنى أن مشاكل الصين الحالية بسبب التشديد الحكومى على قطاعات الطاقة وعلى استخدام الوقود التقليدى للحد من التلوث سوف تؤثر بالسلب على حجم ومعدل تدفق المنتجات الصينية إلى الأسواق الدولية بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الشحن مما يعنى نقل تضخم مستورد إلى الدول المستوردة ومع توقعات الإغلاق مع متحور أوميكرون وانخفاض تجارة الخدمات وعلى رأسها قطاع السياحة والسفر يتوقع مزيد من
من الخلل فى التجارة الدولية وتغير خرائط التجارة تدريجيا نحو لاعبين جدد ممكن أن يهيئ لمصر فرصا مميزة لاستغلال مميزاتها النسبية لرفع حجم صادراتها مثلما حدث مؤخرا فى ارتفاع صادرات مصر من الملابس والبلاستيك واللدائن بقيمة صادرات سجلت ارتفاعاً بلغ 29.7 مليار دولار منذ بداية 2021 وهو أعلى مستوى خلال الـ 7 سنوات الماضية و بنسبة ٤٠% نمو عن العام الماضى.