أكد الدكتورعمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تخلق حلولا مبتكرة، للتخفيف من تداعيات التغير المناخي وبناء اقتصاد أخضر.
وأشار إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والجهات التابعة لها، تقوم بدور هام في وضع المعايير الخضراء مع المجتمع الدولي، حيث تشارك الوزارة كعضو فى لجنة الدراسة 5 داخل الاتحاد الدولى للاتصالات، والتى تعمل على وضع معايير للامتثال البيئى، واقتصاد إعادة التدوير، وتخفيف تغير المناخ والتكيف معه، والمشتريات الخضراء، بالإضافة إلى قياس البصمة الكربونية لمنتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ داعيا رواد صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى الشراكة والعمل من أجل مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور عمرو طلعت، في جلسة حول آليات بناء سياسات رقمية للتعامل مع تحديات التغيرات المناخية، ضمن فعاليات المؤتمر العالمى للهواتف المحمولة ببرشلونة في إسبانيا.
وفى كلمته، أوضح الدكتور عمرو طلعت، جهود قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، لترسيخ دعائم العمل في التخفيف من آثار التغير المناخي، من خلال تبني سياسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الصديقة للبيئة «الخضراء» في كافة الأنشطة والمبادرات الخاصة بالقطاع؛ مشيرا إلى أنه يتم تطوير البنية التحتية للاتصالات، في أكثر من 4500 قرية على مدار ثلاث سنوات، ضمن مبادرة حياة كريمة، التى تستهدف ما يقرب من 58٪ من سكان مصر؛ انطلاقا من أهمية توفير أدوات الاتصالات والانترنت لأهالي القرى لتمكينهم من التنمية.
وأوضح أنه يتم ربط القرى بكابلات الألياف الضوئية، تماشيا مع مساعي الحفاظ على البيئة، حيث تستهلك كابلات الألياف الضوئية 12 مرة طاقة أقل، لنقل البيانات من الكابلات النحاسية؛ مؤكدا أن مصر لديها خطة طموحة للتوسع العمراني، من خلال بناء 40 مدينة جديدة خلال العقدين المقبلين، حيث بدأت في تطوير الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية والمستدامة، التى تتضمن خططًا لتجهيز مدن جديدة ترتكز على بنية تحتية وتقنيات صديقة للبيئة، مع العمل بالتوازي على التحول التدريجي في المدن القديمة لنماذج أكثر اخضرارًا واستدامة.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت، أن مصر تعد أحد المحاور الرئيسية لعبور الكابلات البحرية الدولية، التى تنقل البيانات من خلال شبكة 4000 كم فى مصر؛ حيث تمتلك الدولة المصرية إمكانات كبيرة فى صناعة مراكز البيانات، التى يتم إنشائها وفقا للمعايير واللوائح البيئية الخضراء؛ مشيرا إلى أن مراكز البيانات تساهم بنحو 2٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى على المستوى العالمي، مما يجعل من التحول الى مركز البيانات الخضراء أمرا ضروريا.
وأفاد أنه يتم تبنى منظومة تشاركية أبراج المحمول التى تقلل من انبعاثات الكربون؛ فضلا عن نشر الألواح الشمسية فى مواقع الاتصالات؛ مشيرا إلى اهتمام الوزارة بملف الإدارة الرشيدة للتعامل مع المخلفات الالكترونية، حيث يتم تنفيذ مشروعات مشتركة مع الجهات الدولية، لدعم هذا التوجه في كل من الحكومة والقطاع الخاص، وتمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة والشركات الصغيرة من المشاركة بدور فعال.
وأشار وزير الاتصالات، إلى أنه وفقا للمبادرة العالمية للاستدامة الإلكترونية «GeSI»، فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لديها القدرة على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم بنسبة 20٪ بحلول عام 2030، من خلال مساعدة الشركات والمستهلكين على الاستخدام الذكى وتوفير الطاقة.
واستعرض مشروعات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لاستخدام التقنيات الحديثة في التكيف مع تغير المناخ، والتي من بينها إرشاد المزارعين حول سبل الاستخدام المسؤول للمياه والموارد الأخرى، من خلال تطبيقات مختلفة، مثل تطبيق «هدهد» المساعد الذكي للفلاح، وبوابة كنانة أون لاين، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المشروعات لإدارة المياه الجوفية، والتعاون مع هيئة الأرصاد الجوية المصرية للتنبؤ وإدارة مسارات الفيضانات المفاجئة والتخفيف من آثارها، بالإضافة الى العمل على بناء نظام التنبؤ بحالات الطقس المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وخدمة تنبيهات الطقس القاسى بناء على الموقع الجغرافى.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تقييم عدد من المشروعات التى تهدف الى تمكين الاستدامة البيئية بما فى ذلك: استخدام الذكاء الاصطناعى لتحسين استخدام الطاقة بناء على دراسة الاستهلاك وكذلك فى تحسين طرق المرور والتنقل لتقليل انبعاثات الكربون.
كما أكد الدكتورعمرو طلعت، ترحيب الحكومة المصرية باستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ القادم «COP27» في شرم الشيخ، من أجل البناء على ما توصل اليه كلا من مؤتمر الأطراف COP 26 وميثاق جلاسكو للمناخ، واتفاقية باريس للمناخ.
وعلى هامش المشاركة في المؤتمر العالمى للهواتف المحمولة ببرشلونة؛ التقى الدكتور عمرو طلعت، مع مانيش فياس، رئيس قسم حلول الاتصالات والإعلام والترفيه والرئيس التنفيذي لخدمات الشبكات لدى شركة «تك ماهيندراTech Mahindra»، العالمية التي تعد من أفضل 15 مزودا لخدمات تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم.
تناول اللقاء سبل التعاون مع الشركة فى مجال التعهيد ؛ بحضور المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا».
يذكر أن شركة «تك ماهندرا Tech Mahindra»، هي شركة هندية متعددة الجنسيات تابعة لمجموعة ماهيندرا، وتُعد واحدة من أسرع العلامات التجارية نموًا.
شهد اللقاء استعراض استراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد للأعوام 2022-2026، والتي تهدف إلى تسريع نمو اقتصاد المعرفة، وترتكز على تطوير المهارات الرقمية والقدرات اللغوية للشباب، وتطوير النظام البيئي وتعزيز مكانة مصر الدولية في الأسواق المستهدفة؛ حيث تم تسليط الضوء على قدرات ومميزات مصر كمركز إقليمي وعالمي متميز في صناعة خدمات التعهيد، والحوافز المقدمة للاستثمار الأجنبى المباشر في إطار الاستراتيجية.
كما تم تنسيق الزيارة الرسمية لوفد الشركة الى مصر المقررة فى مارس، للتعرف عن قرب على مجموعة من قصص نجاح الشركات التكنولوجية متعددة الجنسيات، العاملة فى مجال الخدمات العابرة للحدود فى مصر، واكتشاف الفرص المتاحة فى السوق المصرية.
ويشارك الدكتور عمرو طلعت على رأس وفد رسمي من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للهواتف المحمولة في برشلونة بإسبانيا، الذي يعد الحدث السنوي العالمي الأبرز لصناعات الهواتف المحمولة، والصناعات المتعلقة بها في العالم، وتنظمه الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول «GSMA».