مع فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، بسبب الحرب التي شنتها على أوكرانيا، بدأت تتأثر إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، حتى تزايدت الأنباء عن عزم بعض شركات الإنتاج، إعلان إفلاسها في ظل وقف إمدادات الغاز لأوروبا، في حين كشفت أنباء أخرى عن إعلان بعض الدول ومنها قطر، عزمها مد أوروبا بالغاز، ليكون البديل للغاز الروسي.
5 سنوات
وتعليقا على هذه الأنباء المتضاربة، أكد المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول السابق، موضحا أن إيجاد بديل لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، لن يتوفر قبل 5 سنوات على الأقل.
وأوضح أنه مهما كانت الخطط المستقبلية على المستوى القريب، فلن تستطيع أية دولة تخليص أوروبا من الحاجة إلى الغاز الروسي قبل المدة المشار إليها، موضحا أن الأمر يتطلب استثمارات ضخمة، وسنوات لبناء محطات إسالة، ومد خطوط أنابيب مع دول غير مرتبطة بخطوط أنابيب مع أوروبا.
وأضاف أن العراق لدية فائضا من الغاز، ومشروعات للبحث عن المزيد، إلا أنه لا توجد محطات إسالة أو خطوط ربط مع أوروبا سوى عن طريق تركيا، لافتا إلى أن مصر تعد الدولة الوحيدة التي لديها بنية تحتية متطورة، بمحطات إسالة بقدرة 1.8 مليار قدم3 يوميا.
ولفت إلى أن أوروبا اتجهت لمصر مؤخرا، واستطاعت مصر تخفيف جزء من النقص الحاد الذي تواجهه أوروبا حاليا، بشحنات متواصلة، محققة ربحية عالية، في ظل توافق مصري أوروبي اقتصادي، قد يجذب شركات عالمية لضخ استثمارات ضخمة للبحث عن الغاز في مصر.
موقف حيادي
وأشار إلى أن تركيا اتخذت موقفا حياديا تجاه الأزمة، لاحتياجها الملح من الغاز الروسي، فهي لن تسمح لمنافسة الغاز الروسي بمرور غاز دول أخرى، وإلا تعرضت للعقاب الروسي بقطع إمدادات الغاز عنها، مشيرا إلى أن أنه لا مجال لإسرائيل لتوصيل إنتاجها من الغاز لأوروبا، إلا بإنشاء محطات إسالة، وتلك لا جدوي اقتصادية منها لتوقف الاكتشافات الجديدة وثبات إنتاج إسرائيل من الغاز.
وتابع: 'خط الغاز القادم من نيجيريا، مرورا بالنيجر، ثم الجزائر، مشروع قائم بالفعل إلا أنه مازال تحت الدراسة لفرض الجزائر رسوم عالية على مرور الخط، ليلتقي مع الخطوط الواصلة الحالية لأوروبا.
وعن تردد أنباءعن إعلان بعض الشركات الروسية للإفلاس، أوضح الخبير البترولي، أن الشركات العالمية هي من اكتشفت الغاز الروسي، لكن الخبراء الروس لم يكتسبوا تلك الخبرات منهم، مؤكدا أن احتياطيات الغاز الروسي تكفي بالمعدلات الحالية لأكثر من 70 عاما.