اعلان

الدب والتنين.. كواليس ورطة الصين بسبب الشراكة الاستراتيجية مع روسيا

 موسكو والصين
موسكو والصين

تهديدات بتقويض اقتصادي لم يصل إلى مستوى العقوبات، ترسل بها واشنطن بطرق مباشرة إلى الصين، بلهجة تحذيرية؛ إذا انحازت بكين إلي صف روسيا في موقفها من الغزو الروسي لأوكرانيا.

جاءت هذه التهديدات من الولايات المتحدة الأمريكية راميها بها في وجه الصين التي وقعت قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بأسبوع فقط، اتفاقية شراكة جديدة مع موسكو، وكان عنوانها: 'دفع الشراكة الاستراتيجية بلا حدود إلى الأمام في مواجهة الحدة المتزايدة من الغرب'.

دفع الثمن

وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية ديريك شوليت، إنه يحذر من أن بكين ستدفع الثمن، إذا ساعدت روسيا على التهرب من العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وذلك بحسب ما نقلته عنه مجلة 'صباح الصين'.

وقال شوليت: 'إذا سعت الصين إلى التهرب من العقوبات، أو تقسيم العقوبات بطريقة ما، فستكون عرضة للخطر'، إذ تمثل الدول التي انضمت إلى معاقبة روسيا مجتمعة، 50 % من الاقتصاد العالمي، فيما تمثل الصين بمفردها 15% من إجمالي الاقتصاد العالمي.

وتظهر نسب مساهمات الدول المعاقبة لروسيا في الاقتصاد العالمي، مقارنة بنسبة مساهمة الصين، حجم الخطر الذي قد تحدثه الصين إذا حاولت دعم ومساعدة موسكو في الإفلات من العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها.

عودة الحرب الباردة 2022

وتاريخيًا تشير العلاقات الدولية بين الصين وموسكو، إلى تقارب في وجهات النظر، أكثر كثيرًا من علاقاتهما بالولايات المتحدة ودول الغرب الأوروبية، وهذا ما يثر القلق الدولي، وينذر بحدوث ما يخشاه الغرب.

ويعود مسؤول الخارجية الأمريكية ليقول:' إذا حاولت الصين مساعدة روسيا على التهرب من العقوبات، في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا، فإنها ستواجه تدابير مضادة، دون تقديم تفاصيل لما سوف تلقاه، فإنها ستكون عرضة للخطر، ولكن أي دولة تحاول التهرب من هذه العقوبات ستواجه عواقب أفعالها، ولا أريد التكهن بأن ذلك سيكون '.

الكتلة "الشرقية" ضد "الغربية"

ويذهب المحللون والخبراء في علوم السياسة والاقتصاد، أن موقف 'بكين' محير ومقلق للولايات المتحدة وغرب أوروبا، في الوقت نفسه، خاصة أن أكبر المتفائلين يرى أن هناك عودة إلى انقسامات ما قبل الحرب الباردة، التي بدأت في منتصف الأربعينيات من القرن العشرين، عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، التي قسمت الدول المتحاربة إلي كتلتين الأول الغربية، والثانية الشرقية.

الاتحاد السوفيتي والصين

وكان يسيطر على الكتلة الشرقية ما كان يعرف وقتها بالاتحاد السوفيتي وحلف وارسو، وهو مجموعة من الدول الشيوعية في أوروبا الوسطى والشرقية وشرق آسيا وجنوبها، وأبرزها جمهورية الصين الشعبية قبل الانقسام الصيني السوفيتي في العام 1961.

الولايات المتحدة والناتو

بينما كانت سيطرة الولايات المتحدة على الكتلة الغربية وحلف الناتو، وضم حلفاء فعليين ومحايدين أبرزهم اليونان والنرويج وأيسلندا وألمانيا الغربية وإيطاليا وتركيا وهولندا والدنمارك وبلجيكا ولوكمسبرج.

موائمة أم انحياز؟ .. "بكين" في ورطة

ومن منظور تاريخي للعلاقات الدولية السياسية والاقتصادية، يرى المحللون أن ميل الصين إلى جهة روسيا سيعجل باندلاع حرب من نوع خاص، إنما على بكين أن تظهر شيئا من المواءمة التي يرضى بها الغرب.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً